لا يمكن وصف دعوات بعض رجال الدين في العراق قبل أيام لتشكيل «ميليشيات مسلحة خاصة» من ضباط الجيش العراقي السابق بحجة الدفاع عن بعض المناطق إلا بأنها دعوات مشبوهة هدفها إشعال الحرب الأهلية ومحاولة مكشوفة لإفشال مشروع المصالحة الوطنية الذي تبنته حكومة الوحدة الوطنية. إن إطلاق مثل هذه الدعوات المريبة والخطرة في هذا التوقيت دليل قاطع على سوء نية مطلقيها ورغبتهم باستمرار دوامة العنف التي تطول الأبرياء، إذ إن تشكيل مثل هذه الميليشيات سيكون كارثة حقيقية، وستحذو أطراف أخرى حذوها بالحجة نفسها، ما سيؤدي إلى إشعال حرب مدن ومناطق بين هذه الميليشيات.
من الواضح أن هناك محاولات حثيثة من بعض الجهات خصوصا تلك التي كانت لها علاقة مصالح مع النظام السابق لإفشال أي مشروع مصالحة وطنية وبناء عراق جديد مبني على أسس الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجميع. ويبدو انها مازالت تحلم بعودة «حلم الماضي السعيد» الذي لن يعود بالتأكيد، وخصوصا بعد أن قدم العراقيون أنهارا من الدماء على مذبح الوطن.
كنا نتمنى أن يصدر «رجال الدين» هؤلاء الفتاوى التي تحرم دماء أطفال ونساء وشيوخ وشباب العراق الأبرياء الذين يقتلون يوميا في الأسواق والمدارس ودور الأيتام، وفتاوى تحرم ما يجري الآن من تدمير «مبرمج» للعراق بدلا من صب الزيت على النار بـ «فتاوى مجانية» تحرق الأخضر واليابس
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1414 - الخميس 20 يوليو 2006م الموافق 23 جمادى الآخرة 1427هـ