في تصريح لها على سبق مشاركة الصين في اجتماعات قمة الثماني التي عقدت بطرسبرغ الروسية في الفترة من 16 إلى 17 يوليو/ تموز الجاري أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو »أن الصين ستوطد التعاون مع الدول الصناعية التي تقوم بأدوار في المحافل الدولية، وأن الصين ستستمر في زيادة الحوار والتعاون مع مجموعة الثماني على أساس المساواة والمنافع المتبادلة وإن الصين تأمل في أن تضع القمة في اعتبارها اهتمامات الأطراف كافة لاسيما اهتمامات الدول النامية«.
ويبدو أن الصين قد بدأت تعد نفسها منذ فترة لا بأس بها للوصول إلى مستوى العلاقة التي تطمح لها مع مجموعة الثماني. ويشهد على ذلك الانعطافة في اسلوب التجارة الخارجية الصينية التي أخذت تنمو باتجاه تحسن هيكل الصادرات في فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة ) 2006 - 2010(، حسبما قال نائب رئيس مكتب البحوث لمجلس الدولة في مجلس الوزراء جيانغ شياو جيوان.
فقد يشكل تصدير السيارات والمولدات الكهربائية والمنتجات الاخرى العالية القيمة المضافة بكميات كبيرة وزيادة صادرات السلع ذات حقوق الملكية الفكرية المستقلة نقطتين مهمتين لتغيير اسلوب التجارة الخارجية الصينية.
ويرى جيانغ انه منذ فترة الخطة الخمسية التاسعة )1996 - 2000(، طرحت الصين شعاراً يدعو الى تغيير اسلوب زيادة التجارة الخارجية. وقد حققت تحسناً تدريجياً في الـ10 سنوات الماضية. وأدى ذلك إلى تصدر الصين العالم الآن في اكثر من 170 منتجاً صناعياً، مع استمرار نمو احجام انتاجها بوتيرة سريعة.
وتؤكد أرقام التجارة الخارجية ما ذهب إليه جيانغ، إذ يتوقع نائب وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ ان تتفوق الصين على ألمانيا لتصبح ثاني اكبر دولة تجارية في العالم في العام 2008 اذا حافظت التجارة الخارجية على نمو سنوي نسبته 15 في المئة، وهي نسبة تجاوزتها بكين خلال النصف الأول من هذا العام. وتنبأ قاو في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي باحتمال ان تحل الصين محل الولايات المتحدة لتصبح اكبر دولة تجارية في العالم في وقت ما بين العام 2015 والعام 2020.
على مستوى آخر، ووفقاً للاحصاء الوارد من الجمارك الصينية حافظت بكين على النمو السريع لصادراتها ووارداتها مع شركائها الرئيسيين، اذ في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط من هذا العام، لايزال الاتحاد الاوروبي يحافظ على الشريك التجاري الاول للصين. وقد وصل اجمالي التجارة الثنائية بين الصين والاتحاد الاوروبي الى 35,27 مليار دولار اميركي بزيادة 19,4 في المئة. واستمرت الولايات المتحدة في موقع الشريك الثاني، فوصل اجمالي التجارة الصينية الاميركية الثنائية الى 33,29 مليار دولار اميركي، بزيادة 25,3 في المئة. وحافظت اليابان على موقع الشريك التجاري الثالث، ليصل اجمالي القيمة التجارية الصينية اليابانية الثنائية الى 27,39 مليار دولار اميركي بزيادة 11,7 في المئة.
وقدر احدث تقرير صادر عن الوزارة بشأن التجارة الخارجية ان حجم التجارة الخارجية للصين سيتجاوز 1400 مليار دولار اميركي هذا العام، بزيادة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مع نمو الصادرات بنسبة 26 في المئة ونمو الواردات بنسبة 18 في المئة تقريباً.
هذا الواقع هو الذي تراهن عليه بكين في تحديد معالم العلاقة مع مجموعة الثماني وتغييرها لصالحها ووفقاً لشروطها. ألا يكفي ذلك لنسأل أنفسنا نحن العرب الذين وقعنا الكثير من الاتفاقات الدولية التجارية لتحديد نوع العلاقة مع الآخرين، بمن فيهم حلفاؤنا؟ وليس بالنفط وحده تبنى الأوطان
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1413 - الأربعاء 19 يوليو 2006م الموافق 22 جمادى الآخرة 1427هـ