كيف للقلم أن يتحرك بين أيدينا ونحن نشاهد الدمار، نكاد نكتب حروفاً تحترق بجحيم النيران بين أشلاء الجثث والموتى في كل مكان من بلادنا العربية والمغتصبة في كل مكان بحكام لا يعرفون قيمة شعوبهم وديارهم إلا بعد فوات الأوان. وكما فعل رئيس العراق السابق صدام حسين على مدى أربعين عاماً بتدميره وإرجاعه إلى القرون السحيقة، لما خاضه من حروب بين شعبه وجيرانه من عرب ومسلمين، غير مدرك وهو يجرجر الأهوال إلى الدولة ويذيقها أبشع الذل، ويتسلمها من بعده المرتزقة من الأميركان الذين اوهموا العالم أنهم قادمون للإصلاح. فمصاصو الدماء هؤلاء أتوا لنهب الثروات وقاموا بتدمير كل ما تصل ايديهم إليه، من شوارع وجسور ومطارات... وعظام الشعب الثائر وهدم بيوته وتبذير رزقه. لم يتركوا شيئاً، بعد أن أعادوه إلى عصر الشموع من دون كهرباء وماء. أية جريمة بشعة هذه التي ارتكبت في هذا القرن والعالم ودول الجوار تراقب من دون تدخل وكأن ما يحدث فيلم سينمائي يتكرر يومياً. وبعد أن زاد التدمير والقتل في العراق العظيم حاولت أميركا ثانية بقذارة استعمالربيبتها «إسرائيل» لتحويل أنظار العالم إلى فلسطين، وتحولت المعركة إلى هناك قتلاً وتدميراً. لقد تعبت قلوبنا ونحن نرى الخراب واجتياح البيوت وقتل المدنيين العزل والأبرياء.
وكانت الخطة الثالثة حينما أراد حزب الله المقاوم أن يبدأ خطوة حضارية لاستبدال الأسرى من الدولة الصهيونية العديمة الأخلاق والتي لا تحترم أية مواثيق دولية، عوضاً عن الاستبدال قامت بضرب دولة لبنان في العمق وبذلك تحولت الأعين عن فلسطين إلى تدمير لبنان، حيث مارست أقسى أنواع الإجرام باستعمال كل القنابل العنقودية «الممنوعة» التي تتحول إلى شظايا تدمر العظام والعضلات بعد انتشارها في الجسم، وتفتت الشوارع والأبرياء والمطارات والجسور. وفيما نحن نيام في هذا الصيف الساخن عند المكيفات المبردة والآخرون تحترق أجسادهم ويشوه أطفالهم.
ان بطولة المقاومة العجيبة (حزب الله) تلقن «إسرائيل» درساً لن تنساه. ولأول مرة تعرف أن هناك حزباً قادراً على ضرب حيفا ويافا وعكا، وأخيراً إلى نهاريا طبريا وكرمائيل في فلسطين المحتلة. هؤلاء الأبطال هم رموز لهذه الأمة، قالها مرةً حسن نصر الله العظيم: «نحن لا نحتاج إلى رجال، فلدينا أعداد ضخمة مستعدة لتضحي بروحها في سبيل هذه الأمة، إنما نحن بحاجةٍ إلى عتاد وأسلحة»، حينما تآمرت أميركا على إخراج سورية منذ عام. وهذه كانت النتيجة: لبنان بلد ضعيف و«إسرائيل» على الحدود تهدد كل يوم أمنه واستقراره، وقد خلا المكان لها، وبدأت بالتدمير، والآن هي تخطط لإقحام سورية وإيران بعد أن أعيتها الحيلة في لعبة إخلاء إيران من المفاعل النووي وفشلت، فهي تحاول ثانية التحرش بها عن طريق آخر.
ولكن حسن نصر الله، البطل المنتظر، بات الزعيم الأوحد من دون منازع، إذ صوره في كل مكان من العالم الإسلامي والعربي والذي تتمناه شعوبنا المغلوبة من كثرة معاناتها من حكامها الضعاف، فهو الذي تمكن من كسر تلك الشوكة الأسطورة وضربها في العمق، وتمكن من الذود عن الديار التي ذاقت أنواع الذل والهوان على مدى أجيال. لقد آن الأوان لهذه الأمة كي تجد مخلصاً ينصرها لإعادة كرامتها، ولينصر الله هذا الرجل الزكي الجريء والبهي الطلعة حسن نصر الله، إنه حقاً إسم على مسمى بإذن الله
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1413 - الأربعاء 19 يوليو 2006م الموافق 22 جمادى الآخرة 1427هـ