جاء في إعلان تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية في المؤتمر الأخير الذي حضرته في بيروت قبل أقل من شهر عن الرأي العام العربي والبيئة، أن المنتدى العربي للبيئة والتنمية سيصدر تقريره الدوري عن وضع البيئة، من وجهة نظر أهلية عربية، فيكون للناس رأيهم في السياسات البيئية ويتحملون مسئولياتهم في رعاية البيئة. وأن المنتدى سيعمل على إطلاق حوار لبلورة القضايا البيئية المشتركة في إطار علمي، بما يساعد في وضع الخطط والبرامج، ليكون هذا المنبر البيئي الأهلي العربي مؤثراً وفعالاً، على المستوى الإقليمي كما في المحافل الدولية. فلماذا نسمح بأن يقرر غيرنا مستقبلنا في غيابنا بعد اليوم؟ ولماذا نستمر في الشعور بعقدة نقص تجاه كل تقرير يصدر في الخارج؟

توقفت عند العبارة الأخيرة وأنا أتابع من محطة العربية ومحطة المنار ما يقع على لبنان من تدمير وقتل تمارسه الدولة الإرهابية غير الشرعية الأولى في العالم على مشهد ومرأى العالم، وتستخدم كل أسلحة التدمير والتنكيل ضد لبنان أسوة بفلسطين... ولن ننسى العراق.

من بيروت أعلن البيان الأول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية والذي حضره الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية فضلا عن كبار وشباب العمل البيئي العربي بصورة لم يشهدها مؤتمر عربي آخر عرفنا عنه. في بيروت التقى مؤسس ومدير أول موقع عربي للتوعية البيئية على الانترنت؛ مع مؤسس ومدير أول نشرة إخبارية عربية بيئية على الانترنت؛ مع مؤسس ومدير أول مجلة عربية بيئية؛ مع مؤسس ومدير أول مجلة أطفال بيئية.

وفي بيروت هنأنا الأخوة السعوديون على إشهار أول جمعية بيئية لديهم وتعرفنا على جانب مهم من جوانب العمل البيئي الأهلي المنظم من خلال التجربة المصرية المتقدمة جداً في هذا المجال. ومن الصور الجميلة التي ظلت بذاكرتي كانت للتفاح اللبناني الطازج اللذيذ في الأواني الجميلة المنثورة في ممرات فندق بريستول الجميل، والذي يملأه موظفوه اللبنانيون ذوقا ولطفا ورقيا في التعامل.

وكان مما جاء في إعلان تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية: «حتى اليوم، كنا نكتفي بتقارير بيئية تصدر من جنيف أو لندن أو واشنطن، تعرض حالنا وتصنف أوضاعنا، فتتحول بلداننا إلى أرقام في جداول، وغالباً في مؤخرها. ونادراً ما يكون بين معدي هذه التقارير ممثلون عن الدول العربية، علماء وخبراء ومؤسسات».

أتساءل اليوم أكثر مما تساءلنا يوم إعلان تأسيس المنتدى وإعلان أهدافه: هل ينجح المنتدى العربي للبيئة والتنمية في تحقيق أهدافه الكبيرة؟ وإن كنت أرى أن العامل الذي من الممكن أن يلعب الدور الأكبر في ذلك هو درجة الوعي البيئي لدى الأفراد والمسئولين ولدى الجمعيات الأهلية العاملة في مجال البيئة ومدى كفاءة هذه الجمعيات وتنظيمها والدعم الذي تتلقاه من المحيط، فقوة الجمعيات قوة للمنتدى. ولربما ينجح المنتدى العربي للبيئة والتنمية في توفير الدعم الحقيقي الذي ما فتئت الجمعيات البيئية الجادة تسعى حثيثا للحصول عليه.

أود أن أختم مقالي باستعراض أهداف هذا المنتدى ونحن نراقب بألم وقلق شديدين ما يجري للبنان. ولعل ما أحسسنا به كعرب مجتمعين في بيروت حينها يشعرنا بأحد أهم أسباب التهديد والعدوان الدائم على لبنان، فلطالما كانت عمودا من أعمدة أي مشروع جدي للعرب للاكتفاء الذاتي والاعتداد بالكفاءات العربية.

«سيعمل المنتدى مع الخبراء ومراكز الأبحاث والجامعات. ويسعى إلى تشجيع رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية العربية على التعاون في تحقيق سوق مشتركة للمنتجات الصديقة للبيئة وتوحيد المقاييس، لتسهيل احتلال المجموعة العربية مركزاً لائقاً في السوق العالمية الجديدة».

ويركز المنتدى على التربية والتوعية والتدريب. فغالبية المشاركين في الاستطلاع البيئي اعتبروا ضعف الوعي البيئي من أبرز أسباب التدهور.

واستجابة لآراء الجمهور أيضاً، الذي اعتبر عدم الالتزام بالتشريعات والقوانين المسبب الرئيسي لتراجع أحوال البيئة، سيشجع المنتدى على تطوير قوانين بيئية تستجيب لحاجات العصر وقابلة للتطبيق، ووضع الآليات الفعالة لتنفيذها