بنظرة واحدة على موقع الـ «بي بي سي» العربية على شبكة الانترنت خلال الأيام الماضية، وبقراءة الردود والتعليقات التي يتركها الزوار لتسجيل آرائهم على عمليات القصف الإسرائيلية في عدوانها على لبنان، يمكننا بكل بساطة أن نستشف حال التشرذم والضياع واختلاط الأوراق التي يعاني منها العرب قبل غيرهم. أصوات تتهم حزب الله بالعمالة وبالإرهاب، وأصوات تبكي لبنان، وأصوات تدعم حركة المقاومة، وأصوات فخورة وأخرى شامتة، وأخرى لا تعرف ما يحدث بالضبط.
وتستمر الحرب وعمليات القصف، لتستمر الأصوات في إبداء رأيها «الحر والموضوعي»، فنحن في عصر الديمقراطية وحرية التعبير. وتستمر الآراء على الموقع، لا تتوقف، فبعضها يتهم عدداً من المشاركين بآرائهم بالصهيونية والعمالة لـ «إسرائيل» وتفريق الجماعات، وبعضها يحلف بحياة السيدحسن نصرالله، وبعضها يبكي دماً وألماً وجزعاً مما يحدث هذه الأثناء في لبنان.
كان موقع الـ «بي بي سي» العربية نافذة واحدة، تصحبها نوافذ على كثيرة تطل على واقع واحد، من الضياع والتشرذم، وتفسير هذا العالم، الذي تجاوز كونه لا معقولاً. لا تفسير واحد، لا موقف واحد، لا قول فصل في أية مسألة، حتى مع قتل وتشريد شعب كامل، حتى مع نكبة لبنان، لا تجرؤ الآراء أن تتوحد، والنفوس أن تتصافى، والطائفية والعرقية البغيضة أن تتخلص من كل عقدها، لبنان هو الضحية اليوم، وقبله العراق وفلسطين، سنذكرهم لبعض الوقت، ثم ننساهم، لأننا إن تذكرناهم سنذكر خيبتنا وعجزنا واستسلامنا، فالأفضل أن ننسى
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ