العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ

الورقة الصينية في مجموعة الثماني

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أنهى قادة دول مجموعة الثماني قمتهم السنوية في روسيا أمس الأول (الاثنين)، 17 يوليو/ تموز الجاري، مختتمين ثلاثة أيام من المناقشات حول الموضوعات ذات الاولوية والحوادث الجارية. وعلى رغم أن الموضوعات ذات الاولوية في هذه القمة كانت أمن الطاقة والتعليم ومحاربة الأمراض المعدية، لكن معارك بيروت وتصاعد العنف في الشرق الأوسط تصدر جدول أعمال قمة سان بطرسبرغ. في خضم كل ذلك، كان هناك حضور الرئيس الصيني هو جين تاو اجتماع الحوار بين مجموعة الثماني والدول النامية. وهذه هي المرة الثالثة التي صافحت فيها الصين مجموعة الثماني فكيف تتجه العلاقات بين الطرفين في المستقبل؟

في تسعينات القرن السابق، بدأت مجموعة السبع تهتم بقوة اقتصاد الصين المتزايدة ودورها. ولقي ما عملته الصين في الأزمة المالية الآسيوية تقديراً من قبل تلك المجموعة. ثم، ومنذ العام 1999، بدأت مجموعة الثماني في مغازلة بكين، عندما وجه المستشار الألماني شرودر المستضيف لقمة الثماني حينها دعوة الى الصين مؤكداً انه يجب ضم الصين الى مجموعة الثماني. وفي العام 2000 دعت اليابان في قمة مجموعة الثماني الصين الى اجراء الحوار مع المجموعة. وفي عشية قمة مجموعة الثماني في العام 2002، وردت الأنباء من مجموعة الثماني عن دعوة الصين الى حضور اجتماعها السنوي كمراقب.

لكن النقلة النوعية في العلاقات حصلت حين شاركت الصين للمرة الأولى في قمة فرنسا في يونيو/ حزيران العام 2003. اذ حضر الرئيس الصيني هو جين تاو بدعوة من باريس قمة مجموعة الثماني. وفي العام الماضي، حضرت الصين مثل هذا الحوار الذي عقد في بريطانيا. ما لا تستطيع قمة مجموعة الثماني ان تتجاوزه هو أنها عندما تريد مناقشة مسألة الاقتصاد العالمي وتنميته بصورة فعالة، فهي في حاجة الى اجراء الحوار مع هذه الدول النامية، وعلى وجه الخصوص الكبرى بين صفوفها. لأجل ذلك، بدأت مجموعة الثماني تهتم بتعزيز اتصالاتها مع الدول النامية، وتجري الحوارات معها. ولن تجد مجموعة الثماني أفضل من بكين كقناة اتصال لها مع تلك الدول، وهو الأمر الذي يتفق أيضاً مع مصالح الصين التي ترأس مجموعة الدول الست النامية التي تضم الصين، والبرازيل، والمكسيك، وجنوب افريقيا، وجمهورية الكونغو والهند.

إن احتمال انضمام الصين الى مجموعة الثماني خلال الفترات القريبة غير كبير، فالصين لاتزال دولة نامية، ولها مشكلات شائكة مع عدد من دول مجموعة الثماني. لكن مجموعة الثماني بصفتها نادي الدول الغنية والمتقدمة صناعيا، بحاجة إلى دولة مثل الصين لإشراك الدول النامية في مناقشة الأوضاع العالمية للوصول إلى أفضل الطرق وأقصرها لإنجاح حوارات الشمال والجنوب. وربما كان من الصعب ان تتلاءم الصين مع مجموعة الثماني خلال المستقبل القريب، لكننا لا نستطيع ان ننفي احتمال اتصال الصين بمجموعة الثماني بصورة اوثق في مرحلة متقدمة وعندما تنضج الظروف الملائمة لذلك، وذلك يحقق مصالح الطرفين، فمن جهة هو يساعد الصين على قول كلمتها بشأن اقتصاد العالم بصورة متزايدة، وأن تعكس وجهات نظر الدول النامية، ومن جهة أخرى يتيح ذلك لدول الثماني الاقتراب أكثر من الدول النامية. وبذلك تحقق الصين رغبة ذاتية في نيل زعامة الدول النامية وتعزيز مواقعها لدى الدول الصناعية في آن. ان

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً