قتل أكثر من 337 شخصا في جزيرة جاوه الاندونيسية حتى يوم أمس، في حين استمرت أعمال الإنقاذ وسط جو من الفوضى ذكر بالجو الذي ساد خلال موجة التسونامي التي ضربت في العام 2004 شواطئ المحيط الهندي، التي سببها زلزال وقع في عمق البحر. ولايزال نحو 150 شخصاً في عداد المفقودين ونزح أكثر من 52 ألف شخص، أي أكثر بعشر مرات مما كان متوقعاً.

وبين مسح جوي أن نحو 40 في المئة من منطقة بانغانداران الساحلية السياحية دمرت بسبب موجات المد البحري.

وذكرت هذه الكارثة الجديدة بالتسونامي الذي أوقع في ديسمبر/ كانون الأول 2004 نحو 220 ألف قتيل، منهم 168 ألف قتيل في شمال جزيرة سومطرة و50 ألفا آخرين في دول مطلة على المحيط الهندي.

عندما يقع بلد معين في نطاق جغرافي يكون عرضة بسببه إلى كوارث طبيعية كالزلازل والبراكين والسيول المدمرة، فإنه يكون بلداً غير محظوظ أبداً وخصوصاً إذا كان التعرض لهذه الكوارث بشكل كبير ويكون هذا البلد من البلدان الفقيرة، ما يضاعف حجم الكارثة على البلد والسكان.

إندونيسيا، البلد الجميل العظيم في معانيه المختلفة، يمر حالياً بهذه الكارثة التي ماتزال الصور المؤلمة لمثيلتها في العام 2004 - وإن اختلف عدد الضحايا- محفورة في ذاكرة الملايين منهم والآلام التي سببها يعانون منها حتى يومنا هذا، ناهيك عن الوعود التي تلقوها بالمساعدات لم تنفذ جميعها، فأصبح الاندونيسيون اليوم يحملون آلاماً مضاعفة وهم الذين مازالوا يحاولون التعافي من آلم ماض موجود، فازداد رعبهم من ذكرى الماضي والكارثة الحالية، وبالتالي ينبغي ألا يترك الاندونيسيون من دون عون ومساعدات حقيقية مستمرة تخفف عنهم الآلام بشكل حقيقي على رغم سخونة الجبهات هنا وهناك، حتى لا يستمر وضع المجتمع الدولي مجرد اجتماعات واتخاذ قرارات تصبح طي النسيان بعد إغلاق عليها أبواب الأدراج