كنت أحد المسافرين من مطار البحرين الدولي مساء يوم الاثنين الماضي (10 يوليو) ما يعني أني خضت مرارة تجربة تداعيات العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة ومنها البحرين. حقيقة كان من المتوقع أو من الطبيعي أن يكون للعاصفة تأثير ما على حركة السفر وعلى الخصوص هبوط الطائرات بسبب تدني مستوى الرؤية، لكن ما لم يكن مقبولاً هو التخبط في الأداء. فقد تساءل أحد المسافرين عن التخبط على رغم محدودية عدد الرحلات المغادرة من المطار. كما رأى المسافر نفسه أن مطارات أوروبا تتعامل مع الضباب والكثير من التقلبات الجوية في فصل الشتاء بنجاح.
باختصار، تم تسجيل تأخير في غالبية الرحلات مع بعض الاستثناءات هنا وهناك (على سبيل المثال هبطت طائرة مهان الإيرانية ومن ثم غادرت بيسر. والحال نفسه كان من نصيب الطائرة التركية)، وقد تبين أن المشكلة الأساس تعود إلى تراجع مستوى الرؤية إلى درجة غير مقبولة لهبوط الطائرات على وجه التحديد. وعرفنا أن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عادت أدراجها إلى الدوحة بعد أن اقتنع قائدها بأن الأجواء غير سليمة للهبوط. وكانت الطائرة هبطت مساء ذلك اليوم بسلام في مطار البحرين ثم غادرت إلى العاصمة القطرية، لكنها واجهت مشكلة في الهبوط أثناء رحلة العودة لأخذ المسافرين من البحرين باتجاه لندن. وطالما الحديث عن هذه الرحلة فعلينا أن نسأل عن كيف حصلت الخطوط البريطانية على رخصة القيام برحلة تجارية بين البحرين وقطر قبل أن تغادر مرة أخرى من لندن؟ ربما يمكن تفسير الأمر عن مدى حاجة المطار لأي نشاط.
لكن وخلافاً لشركة طيران الخليج فقد أعلنت الشركة البريطانية عن إعادة جدولة رحلتها من البحرين بشكل واضح وصريح لنحو ثلاث ساعات، إذ غادرت عند الرابعة والنصف صباحاً يوم الثلثاء 11 يوليو/تموز. وعلى هذا المنوال غادرت البريطانية، أي قبل رحلة طيران الخليج وليس بعدها كما في مواعيد إقلاع الطائرات.
مشكلة الكفاءة
أما الطامة الكبرى فكانت مع رحلة طيران الخليج رقم 7 والمجدولة المغادرة من البحرين إلى لندن في تمام الساعة الواحدة و10 دقائق صباحاً بتاريخ 11 يوليو. وفي موعد قريب من توقيت المغادرة عرفنا أن الرحلة سوف تتأخر بسبب تأخر وصول الطائرة. وبعد التمحيص عرفنا أن الطائرة جاثمة على أرض مطار الدوحة وليس بمقدورها المجيء بسبب مشكلة الرؤية. وعرفنا من أحد الطيارين المساعدين العاملين في شركة طيران الخليج أن مطار البحرين الدولي يطبق شروط السلامة في ظل هذه الظروف، إلا أن محدثنا أضاف أن مشكلة المطار قد تفاقمت بسبب أعمال الصيانة، الأمر الذي قلل من المساحة المتوافرة على المدرجات ما يعني صعوبة إضافية للطائرات الهابطة.
كما لفت نظري المستوى الهابط من المشروبات والأطعمة التي تم تقديمها للمسافرين على الرحلات المتأخرة للشركة (تضمنت الضيافة بسكويت وعصير من خانة 100 فلس في أحسن الأحوال مع مشروب ساخن). وأخيراً بعد عناء ومرارة التأخير قررت الشركة بأن موعد مغادرة رحلتنا إلى لندن هو الساعة الخامسة و10 دقائق، ما يعني تأخير أربع ساعات كاملة. وعموماً تم إدخال المسافرين إلى الطائرة قبل نحو 20 دقيقة من الموعد المعدل، ما يعني عدم القدرة على المغادرة في التوقيت الجديد. أيضاً حدث تأخير آخر مفاده عدم اكتمال أوراق أحد المسافرين وبدأت عملية تحديد حقيبة لغرض إنزالها من الطائرة.
تأخير طويل وممل
على العموم، غادرت طائرتنا أرض المطار في حدود الساعة الخامسة و45 دقيقة، ما يعني تأخيرها لنحو أربع ساعات ونصف الساعة. وبعد الهبوط في مطار «هيثرو» بالعاصمة البريطانية، كان عليّ الجري حتى يتسنى لي ضمان الحصول على مقعدي في رحلتي المغادرة إلى العاصمة الأميركية (واشنطن)، للمشاركة في سلسلة ندوات عن الاقتصاد والسياسة التجارية الأميركية فيما يتعلق بمنظمة التجارة العالمية، وتعير مفاوضات جولة الدوحة. وكنت أخشى التأخير نظراً إلى إجراءات السلامة المتبعة في الطائرات الأميركية في أعقاب جريمة 11 سبتمبر/ أيلول. وعموماً تمكنت من الوصول إلى قسم تحويل الرحلات بشق الأنفس وأنا على بعد دقائق من إغلاق باب تسجيل الرحلة، وغادرت رحلة شركة (يونايتد) من دون تأخير وهبطت بنا بسلام في واشنطن ومنها أكتب هذه السطور. حقيقة، بحسب برنامج سفري، كنت أرغب في أن أتجول في مطار لندن، لكن لم أتمكن من تحقيق ذلك بسبب الشركة، أو بسبب مطار البحرين الدولي أو كليهما معا. يبقى أن ما حدث شكل مصدر قلق إليّ إذ كنت على أعصابي لعدة ساعات.
ختاماً، أتمنى أن يقدم جهاز العلاقات العامة في مطار البحرين الدولي وشركة طيران الخليج تفسيراً لما حدث، مع التأكيد على أوجه التقصير، وذلك لغرض تعزيز الشفافية في التعامل مع الجمهور. ربما تتحسن الأمور بعد أن يتم الانتهاء من تنفيذ توسعة مطار البحرين الدولي. فحسب مجلة «ميد» المتخصصة في اقتصاديات دول الشرق الأوسط، تقدر كلفة توسعة المطار 300 مليون دولار (113 مليون دولار) على أن يتم الانتهاء من الأعمال في العام 2010
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ