استبعد تقرير مجموعة تنميات العقارية الأسبوعي أي تأثير سلبي بعيد المدى على تدفق السياحة الخليجية والعربية والأجنبية الى الأردن بعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان منذ يوم الأربعاء الماضي مؤكداً ان القطاع السياحي والفندقي في الأردن شهد انتعاشاً قوياً خلال الأيام الماضية نتيجة لتدفقات العائدين والهاربين من لبنان باتجاه سورية والأردن.
وحض التقرير أصحاب وإدارات الفنادق والشقق الفندقية والمرافق السياحية الأخرى الى التمسك بالممارسات الجيدة وعدم الانسياق وراء بعض الممارسات التي ستضر بسمعة القطاع السياحي في مسألة التعامل مع عشرات الآلاف من السياح العرب والخليجيين الذين نزحوا من لبنان الى الأردن بعد أن تقطعت بهم السبل هناك وخصوصاً مع توقف الحركة الجوية في مطار بيروت اثر استهدافه غير مرة من قبل الاسرائيلين وتدمير مدارجه وخزانات الوقود فيه.
وانعشت الحرب على لبنان الفنادق الأردنية والشقق المفروشة، وارتفعت أسعار أجور الأخيرة بنسبة لا تقل عن 50 في المئة. وسط طلب كبير مفاجىء من عشرات الآلاف من الخليجيين القادمين من لبنان عبر سورية. ودعا التقرير العاملين في القطاع السياحي والفندقي الاردني الى عدم استغلال النازحين من لبنان والتفكير بعيد المدى باهمية السياحة الخليجية للأردن ونسبة مساهمتها في الدخل الاجمالي.
ومع ذلك لاحظ التقرير ارتفاع اجور النقل البري بين لبنان وسورية باتجاه الأردن بشكل كبير، إذ ارتفعت أجرة سيارة الأجرة الواحدة من 150 دولاراً الى نحو 1000 دولار لنقص واضح في أعداد سيارات الاجرة والحافلات مقارنة بالاعداد الكبيرة التي تنتظر الاخلاء سواء من لبنان أو من سورية وتوقف الحركة الجوية من والى بيروت.
وبين التقرير أن الحدود الاردنية لاتزال تشهد ازدحاماً لحركة عبور للقادمين من لبنان بعد الحوادث الأخيرة جراء العدوان الاسرائيلي على المدن اللبنانية. ويقدر اعداد السياح العرب والاجانب الذين غادروا لبنان منذ تفجر الأزمة بنحو 100 ألف ولا يقل عن 35 ألفا منهم اختاروا التوجه الى الأردن ومنها جواً أو براً الى بلدانهم.
وأكد التقرير أن تأثر القطاع السياحي في لبنان اثر توقف تدفق السياح والغاء الحجوزات بالآلاف من قبل السياح العرب والاجانب قد يحمل فرصاً كبيرة للقطاع السياحي الأردني هذا الصيف برغم إلغاء أفواج سياحية لبنانية لحجوزاتها في الأردن.
وقالت مصادر في قطاع السياحة الأردني: إن حركة السياح القادمين من لبنان الى الأردن تأثرت سلبياً، إذ الغي عدد كبير من الرحلات القادمة من لبنان بعد تدهور الأحوال الأمنية وتعطل حركة الملاحة الجوية. ووسط ذلك يتوقع حدوث انتعاش في حركة السياحة الخليجية وارتفاعاً في عدد الليالي التي يمضيها الخليجيون في الأردن، وقال التقرير: ان كثيراً من القادمين للأردن من دول الخليج يقيمون أياماً في الاردن ثم يكملون برنامجهم أما في سورية أو لبنان بالسفر عن طريق البر ومع استمرار الاوضاع في لبنان على ما هي عليه فان فترة إقامتهم في الأردن هذا الصيف ستكون أطول. وتوقع التقرير كذلك أن يزداد الطلب على الدول المجاورة للبنان وخصوصاً مصر وسورية من قبل السياحة العربية الوافدة خاصة من دول الخليج العربي. أما على مستوى السياحة الداخلية فيتوقع التقرير انتعاشاً ملحوظاً بعد أن الغيت جميع الرحلات السياحية من الأردن الى لبنان. وتشهد فترة الصيف حركة مكثفة بين الأردن ولبنان عن طريق الجو والبر خاصة بعد إزالة قيد تأشيرة الدخول لمواطني البلدين.
ولاحظ التقريرغياب منتجعات لبنان عن إعلانات الرحلات السياحية في الصحف اليومية خلال الأيام الماضية بعد أن كانت تشغل مساحات واسعة من حجم الإعلانات قبل تعرضها للعدوان الإسرائيلي وبموازاة ذلك زادت مساحات الإعلانات التي تروج للسياحة الداخلية في الصحف. ومع ذلك بدلت مكاتب السياحة الأردنية برامجها المخصصة للاردنيين للتعويض عن خسارة أحد أهم المقاصد السياحية التي يقصدها الأردنيون صيفاً وبدأت في الترويج لمقاصد بديلة في موسم الصيف على رغم تأثر مزاج الأردنيين وعزوف غالبيتهم عن السفر بينما يتابعون بقلق وغضب تداعيات العدوان الاسرائيلي السافر على لبنان. وتروج الإعلانات لقضاء العطلة في ربوع سورية أو منتجع شرم الشيخ المصري وأسطنبول وصولا الى تونس في شمال إفريقيا وماليزيا وتايلند في أقصى شرق آسيا.
وفي سياق متصل استبعد التقرير اي تأثير سلبي على القطاع العقاري في الاردن وتوقع أن لا تتأثر البيئة الاستثمارية العقارية بالحوادث والعدوان الاسرائيلي على لبنان لبعده عن دائرة الاحداث والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي يتمتع به الأردن على رغم من متاخمته للدول العربية التي تشهد ظروفاً غير مستقرة غرباً وشرقاً والآن شمالاً. وأشار التقرير الى اعلان شركة داماك العقارية الإماراتية اطلاق مشروع «ذا هايتس» بمنطقة العبدلي في عمّان و تبلغ كلفته 120 مليون دولار واعلان مستثمرين عن إنشاء مدينة سكنية لذوي الدخل المحدود بالقرب من العاصمة الاردنية عمّان. الى ذلك أشار التقرير الى الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري والذي بلغ 359 مليون دينار أردني بزيادة 8 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. إذ زار المملكة خلال هذه الفترة 1,98 مليون سائح مقابل 1,85 مليون خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة 7,1 في المئة بحسب الاحصائية الاولية لوزارة السياحة والآثار. وبلغ مجموع عدد سياح المبيت للفترة ذاتها نحو مليون و22 ألفا مقابل 969 ألفا للفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة 5,5 في المئة بينما كان عدد زوار اليوم الواحد 959 ألفا مقابل 881 ألفا بزيادة 8,9 في المئة. وبينت الاحصائية الرسمية ان معظم القادمين وزوار المبيت جاءوا من الدول الافريقية بنسبة 69,1 في المئة والاميركية 36,4 في المئة والاوروبية 1,2 في المئة والعربية 2,4 في المئة والأردنيين المقيمين في الخارج بنسبة 14,8 في المئة. وسجل عدد الزائرين من دول آسيا والباسيفيك تراجعاً بنسبة 2,8 في المئة وكذلك من حملة وثائق الأمم المتحدة بـ 52,8 في المئة
العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ