العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ

انعكاسات مختلفة لـ «حرب لبنان» على الاستثمارات والأسهم في المنطقة

قلق من اتساع رقعة الحرب على لبنان

يرى مصرفيون ومستثمرون في المنطقة أن الحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خصوصاً «حرب لبنان» حيث تشن «إسرائيل» حرباً ضروساً ضد المقاومة اللبنانية وكذلك الحرب التي شنتها القوات الأميركية والبريطانية على العراق وما تلاها من اقتتال أدت إلى انعكاسات مختلفة على الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشرة واقتصادات دول المنطقة بالإضافة إلى أسعار الأسهم والسندات.

وقالوا إن بعض القطاعات في الدول المجاورة تأثرت «إيجابيا» بالحرب على العراق من ضمنها الشركات السياحية وشركات الخدمات في الأردن والكويت في حين عانى قطاع الاقتصاد وبقية القطاعات من آثار سلبية في دول أخرى «وهذه نتيجة طبيعية لأجواء الحروب التي لم تهدأ في المنطقة منذ زمن طويل».

كما يرى المصرفيون أن تأثيرات الحرب في لبنان على تدفق الاستثمارات الخارجية المباشرة على دول الخليج العربية ستكون محدودة إذا استمر انحصار الحرب في المنطقة نفسها الضيقة من شمال العالم العربي غير أنه إذا اتسعت رقعة الحرب وشملت إيران في الخليج (وهذا أمر قد يكون مستبعداً) فعند ذلك حتماً ستتأثر جميع اقتصادات الدول».

فقد أدى تدفق آلاف النازحين من العراق ولبنان على الأردن وسورية إلى انتعاش السياحة بينما أدت الحرب على لبنان وتهديم البنية التحتية إلى هروب السياح منها في حين لايزال العراق يعاني من انعدام ثقة المستثمرين بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية.

المدير التنفيذي لشركة «ورلد كابيتال بارتنرز» ( World Capital Partners) ومقرها البحرين أيمن عريقات قال «إن الأمور غير واضحة في الوقت الحاضر والأمر الطبيعي هو أن الوضع يكون سيئاً جداً أثناء الحروب وهذا ما يحدث الآن في المنطقة».

وأضاف «تراجعت الأسواق في المنطقة خلال الأشهر الماضية ولكن الآن هناك أمر رسمي (الحرب في لبنان) يدفعها للنزول أكثر. أسعار الأسهم ستستمر في الهبوط ولكن أسعار النفط لن تتغير إلا إذا توسعت الحرب لتشمل بعض الدول المجاورة».

وتنتج دول الخليج التي تحتفظ بنحو ربع احتياطيات النفط في العالم نحو 15 مليون برميل يومياً من النفط الخام معظمه يذهب إلى التصدير عبر ناقلات إلى الأسواق العالمية وتتأثر أسعاره بالأوضاع السائدة في المنطقة. فقد صعدت أسعار النفط إلى 78 دولاراً للبرميل بعد تفجر الأزمة بين «إسرائيل» ولبنان.

وأدى حصار «إسرائيل» للبنان إلى تكثيف شركات الطيران رحلاتها إلى دول مجاورة مثل سورية والأردن لنقل آلاف النازحين من البلد العربي في ذروة الموسم السياحي. كما استقبلت سورية في الوقت نفسة آلاف النازحين من نار الحرب التي أشعل فتيلها أسر جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله اللبناني.

وأبلغ عريقات «الوسط» رداً على استفسارات «بالنسبة إلى دول الخليج فإن الأسعار ستستمر في التراجع بسبب انعدام الثقة لأن الحروب تجلب عدم الثقة للمستثمرين بعكس الاستقرار الذي يهيئ مناخاً استثمارياً ملائماً. أما بشأن الاستثمارات المباشرة فليس هناك سبب لتوقفها في منطقة الخليج. نعم هناك تخوف لدى المستثمرين خصوصاً إذا امتدت الحرب إلى إيران لأنها دولة مجاورة».

وقال عريقات «هناك فترة ترقب وقلق على المدى القصير والمتوسط ولكن على المدى الطويل فإن النظرة إيجابية فقد انخفضت الأسعار المرتفعة جداً وتقييم الشركات سينزل إلى مستويات معقولة وان الأسعار في المنطقة ستكون صحية».

وارتفعت أسعار الأسهم والعقارات في الشرق الأوسط خصوصاً في منطقة الخليج في العامين الماضيين بسبب الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة والناتج عن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى مستويات قياسية بلغت أكثر من 70 دولاراً للبرميل الواحد. غير أن مسئولين ومصرفيين طالبوا بوقف الغلو في تقييم الشركات وحذروا من كارثة اقتصادية قد تصيب بعض الدول في حال استمرارها. وفقدت أسهم الشركات المسجلة في بورصات المنطقة معظم المكاسب التي حققتها ولكن عريقات توقع أن تكون أسعار الأسهم «صحية» بعد توقف الحرب نتيجة للتصحيحات في الأسواق إثر النزول بسبب أجواء الحرب التي تخيم على المنطقة.

وكانت مصادر صناعية ومصرفيون قد قالوا إن الحرب التي تشنها «إسرائيل» على لبنان تسببت في تأجيل مشروعات تنوي بعض الشركات إقامتها في المنطقة ومن ضمنها البحرين وكذلك تأخير إطلاق مشروعات تنوي شركات في المنطقة إقامتها في لبنان الذي يتعرض إلى تدمير بنيته التحتية.

وأدى قصف وغارات قامت بها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مطار بيروت الواقع في الضاحية الجنوبية إلى توقف المطار عن استقبال الطائرات ولجوء الطائرات اللبنانية إلى قبرص والدول المجاورة ومحاصرة آلاف الأجانب في لبنان الذي يعتبر وجهة سياحية مفضلة للكثير من العرب والأوروبيين.

كما أدت الحرب الأهلية التي هزت لبنان في العام 1973 إلى العام 1976 إلى هروب الشركات والمصارف العالمية العاملة هناك إلى دول أكثر أمنا ومنها البحرين التي استقطبت الكثير من هذه المصارف والتي وجدت في هذه الجزيرة المكان والجو المناسبين لأداء عملها.

غير أن أسواق البورصات في المنطقة تأثرا سلباً وسجلت تراجعاً كبيراً بسبب موجة العنف التي تجتاح الشرق الأوسط وخوف المستثمرين من أن تمتد آثارها إلى منطقة الخليج. وكانت معظم الأسواق قد فقدت مكاسب حققتها خلال العامين الماضيين.حر

العدد 1412 - الثلثاء 18 يوليو 2006م الموافق 21 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً