جهات كثيرة ومنها بعض الفضائيات العربية، تعمد إلى تمزيق الوحدة الوطنية في العراق من خلال «الضرب» المستمر على وتر الطائفية بحجة الدفاع عن هذه الطائفة أو تلك، والأمثلة كثيرة. الهجوم الوحشي الذي قامت به جماعة مسلحة مجهولة على حي الجهاد في بغداد الذي يقطنه غالبية من العرب السنة، وأسفر عن استشهاد عشرات الأبرياء من المدنيين، أقام الدنيا ولم يقعدها، وخصصت له بعض الفضائيات مساحة واسعة من بثها، ولا أحد يعترض على ذلك لأنه هجوم بربري، لكن ما يستوجب الاعتراض ما حدث قبل وبعد ذلك.
فقبل هذا الحادث بيوم فجرت سيارة مفخخة أمام حسينية فاطمة الزهراء في الحي نفسه، أوقعت سبعة شهداء و جريحا. وفي مدينة المقدادية «أعدم» أكثر من عشرين سائق حافلة «شيعي»، وفي اليوم التالي تم «إعدام» عشرة أشخاص من عائلة واحدة أثناء مرورهم في حي الدورة في طريقهم لمدينة النجف لدفن أحد أقاربهم، مع ذلك مرت هذه الجرائم مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث.
«الازدواجية الطائفية» في التعامل مع الحوادث في العراق على رغم تشابه الجريمة والمجرمين، وتشابه الماسأة والضحايا، فكلهم عراقيون، يمزق نسيج الوحدة الوطنية ويعمق شعور الكثيرين بالظلم الواقع عليهم، فلماذا هذه التفرقة؟
رحم الله شهيدة العراق والصحافة أطوار بهجت حين قالت في آخر ظهور لها على الشاشة «لا فرق بين عراقي وعراقي إلا بحبه للعراق»
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ