العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ

المقاومة الجسورة والخذلان العربي

جلال فيروز comments [at] alwasatnews.com

إن الحاصل اليوم على أرض لبنان هو عدوان وحشي وبربري لا يمكن لصاحب غيرة أو نخوة أن يصرف النظر عنه، ولكن الألم يعتصر القلب من المواقف الخاذلة والمخجلة لبعض القادة العرب الذين لم يصدروا أي بيان يدين هذا العدوان الهمجي.

ففي وقت نحن بأمس الحاجة إلى نصرة إخواننا المظلومين المعتدى على حقوقهم، وإلى وقف العدوان والقصف المتواصل على أهالينا العزّل في لبنان تخرج علينا بعض الحكومات العربية بخطاب استسلامي خانع يعطي الحجة للعدو الصهيوني ليواصل عدوانه الأرعن على المدنيين الأبرياء وعلى البنى التحتية للبنان.

ألا يحق لقوى المقاومة التي مازالت أراضيها محتلة أن تدافع عن أرضها وعن أسراها الذين نسيهم الحكام العرب قابعين لعقود في غياهب سجون الكيان الغاصب؟ ألم تأت عملية حزب الله البطولية ضد هدف عسكري إسرائيلي وبأسر جنود معتدين؟ ألم تأت العملية في وقت خاب أمل أهلنا الفلسطينيين من أية مساعدة أو دعم من قبل الحكام العرب ضد التنكيل والتدمير الذي تعرضوا له على يد هؤلاء الصهاينة حتى قتل الكثير من الأطفال والنساء الفلسطينيين ودفنوا أحياء.

من المؤلم حقا أن نرى هذه العقول الانهزامية ونقرأ هذه الأقلام المتخاذلة وهي ترمي اللوم على إخوتنا المقاومين في لبنان، ولكن لا حيف على هؤلاء ولم يكن الشرفاء في المقاومة يوما معولين على أي دعم أو مساندة من هؤلاء الذين أحرجتهم المقاومة الشريفة بإخلاصها في الدفاع عن شرف وعزة الأمة وأعمت البعض الآخر فأخذوا يتوسلون بحجج واهية لإلقاء اللوم على من برهنت السنون الماضية ثباتهم على الحق وعدم تخاذلهم أو خوفهم من أحد إلا الله حتى أبطلوا المقولة التي أشاعها المتخاذلون العرب بأن الجيش الإسرائيلي جيش لا يهزم.

يعز علينا في هذه الظروف العصيبة أن يخرج علينا من يطلبون وقف المقاومة والاستسلام للاحتلال، ولم نسمع هؤلاء يضغطون على أميركا لتردع الكيان الغاصب عن رعونته في حرق الأخضر واليابس ويعملون من أجل إخراج السفراء من العواصم العربية وهو أقل الإيمان.

ولعمري، ان حزب الله قد أثبت مرات كثيرة أن ما يقوم به محسوب العواقب ومدروس الأبعاد. نعلم أن الجرح غائر والتضحية كبيرة، ويستمر القصف والتدمير الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية، ولكنها لن تربح ولن يخسر لبنان واللبنانيون نتيجة المواجهة، فقد اعتادوا الحرب وعاشوا بين الرصاص وضحكوا والقصف والرصاص يهدد حياتهم. ولكنه الصبر والصمود والإصرار على الانتصار للكرامة المهدورة على المذبح العربي.

أين كانت العقلانية العربية عندما قامت «إسرائيل» بعمليات إرهابية في لبنان وخطفت الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني من داخل العمق اللبناني في وقت لم يكن هناك قتال؟ وهل هناك طريقة أخرى لإخراج الأسرى العرب من السجون الإسرائيلية والحكومات العربية نسيتهم منذ سنوات؟

العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً