تعتبر الرياضة مرادفا دائما للاستقرار والرفاهية إذ لا يمكن أن تكون هناك أنشطة رياضية ناجحة في زمن الحروب وفي ظل حال من عدم الاستقرار.
هذا ربما يعكس جزءا من مشكلتنا الرياضية، فالدول الأكثر رخاء واستقرارا هي الأكثر تقدما رياضيا والعكس صحيح، إذ تعبر الرياضة دائما عن مدى قوة الدولة واستقرارها وتفوقها الاقتصادي والعسكري أيضا، وانعكس ذلك جليا إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي السابق إذ كان الجانبان يتسابقان على استضافة الدورات العالمية والحصول على أعلى المراتب الرياضية وخصوصا في الألعاب الأولمبية لتأكيد تفوق كل منهما على الآخر.
الآن في زمن القطب الواحد نرى سيطرة كلية لأميركا على المرتبة الأولى في ترتيب الميداليات على مستوى الألعاب الأولمبية بشكل يعكس قوة هذه الدولة وتفوقها على الدول والأمم الأخرى.
الصين هي الأخرى انطلقت اقتصاديا وعسكريا بشكل مذهل في العقد الأخير وأصبحت منافسا حقيقيا للولايات المتحدة وقد انعكس ذلك رياضيا أيضا في الألعاب الاولمبية الأخيرة التي حلت فيها في المركز الثاني في ترتيب الميداليات وهي تسعى من خلال استضافتها أولمبياد بكين 2008 إلى التفوق على الولايات المتحدة وهذا سيشكل انقلابا كبيرا في حال حدوثه.
المسابقات الرياضية على اختلافها تزدهر في ظل الوضع المستقر والأمن إذ تهتم الدول بالأنشطة الرياضية وكذلك الصحافة والشعب في حين على العكس من ذلك ينحسر الاهتمام الرياضي إلى حد كبير في زمن الحروب والأزمات بفعل اختلاف الأولويات. التخلف الرياضي في منطقة الشرق الأوسط راجع في جزء كبير منه إلى حال عدم الاستقرار السائد في هذه المنطقة وكثرة الحروب والنزاعات الحاصلة فيها ما يحد بشكل كبير من الاهتمام بالرياضة في حين الدول الغربية المتقدمة أكثر اهتماما بالرياضة بسبب حالة الاستقرار التي تعيش فيها
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ