العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ

«إسرائيل» دولة قامت على العدوان وتستمر بالعدوان

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

تعتبر دولة «إسرائيل» دولة استثنائية في العالم، إذ لم يسبق أن قامت دولة على مبدأ حق تاريخي أو وعد وهمي من إله (يهوه) و مفادها حق أتباع الديانة اليهودية في أن يحتلوا أراضي فلسطين و لاحقاً الأراضي العربية الممتدة من النيل إلى الفرات وطرد أهلها الأصليين بالقوة بالمذابح بالخنق الاقتصادي بمصادرة الأراضي والمياه. هذا ما يحدث منذ صدور وعد بلفور المشئوم في 1917، حتى اليوم. تمكنت الحركة الصهيونية التي أقرت الخطة الجهنمية في مؤتمر بازل في 1897 برئاسة هيرتزل، من وضع هذه الخطة موضع التنفيذ ضمن جدول زمني وبدعم من بريطانيا العظمى المستعمرة لفلسطين و المسيطرة على الكثير من البلدان العربية، وتحقق إليها اغتصاب الجزء الأكبر من فلسطين في 14 يوليو/ تموز 1948 ثم بعد أن أوضحت الولايات المتحدة الأميركية العظمى، تؤمن للصهيونيين الدعم للاستمرار في مخططها التوسعي، إذ شنت الحروب ضد جيرانها العرب واحتلت في حرب 1967 ما تبغي من فلسطين والجولان وسيناء، وباستثناء سيناء مازالت تحتل كل فلسطين والجولان، ومن وقت إلى آخر تحتل لبنان، بل إن «إسرائيل» ضربت بعيداً في العراق والجزائر، تونس، ودمرت المفاعل النووي العراقي، و مقر منظمة التحرير في تونس، وبواخر في ميناء الجزائر. ذراع «إسرائيل» الضارب يمتد من الباكستان حتى المغرب وتهدد حالياً بضرب إيران وسورية.

لم يحدث في التاريخ المعاصر سوى للولايات المتحدة أن تمتعت دولة بالحصانة الدوليه لخرق ميثاق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف الأربع. للقانون الإنساني لقواعد الحرب للعام 1945، والقانون الدولي سوى «إسرائيل» .«إسرائيل» التي قامت شرعيتها على قرار التقسيم للأمم المتحدة في مايو/ أيار 1947 وتعهد مندوبها أبا إيبان باحترام ميثاق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف 1945 هي من قام بخرق قرار التقسيم واحتلت أراض مخصصة للفلسطينيين ثم احتلت أجزاء من جنوب لبنان وضمتها إلى «إسرائيل».

«إسرائيل» هي الدولة الوحيدة التي ليس لها حدود نهائية وحدودها هي إذ تصل أرجل القوات الإسرائيلية. حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» اليوم تأتي ضمن هذا السجل الحافل بالإجرام والعدوان ضد الفلسطينيين والعرب. وشنت حرباً ضد لبنان في 1948، 1973، 1967 واحتلت جنوب لبنان منذ 1976 حتى تم تحريره بالقوة على يد المقاومة الوطنية الإسلامية في يونيو/ حزيران 2000. لكنها وعلى رغم حديثها عن سعيها للسلام مع لبنان ظلت تمارس عمليات تخريب واغتيالات وعمليات حربية ضد لبنان حتى لا ينهض لبنان من جديد ويبني بلداً ديمقراطياً مزدهراً. فـ «إسرائيل» تريد إقناع العالم أنها البلد الديمقراطي المزدهر الوحيد في الشرق الأوسط ، والباقي دول استبدادية فاشلة، و أحد أسباب فشل الدول العربية المحيطة بـ «إسرائيل» ديمقراطياً واقتصادياً يكمن في الحروب التدميرية لـ «إسرائيل» وحال عدم الاستقرار التي تخلقها.

لقد كان النظام العالمي وخصوصاً الدول الكبرى تغطي عجزها أو تواطؤها تجاه الانتهاك المستمر لـ «إسرائيل» للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى، ببيانات بلاغية ومناشدات مملة من طراز «السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، بموجب قرارات الأمم المتحدة» لكنها وصلت إلى مرحلة لم تعد بحاجة إلى ذلك، أمام التخاذل العربي وسطوة الولايات المتحدة على الأمم المتحدة وعلى العلاقات الدولية، فإن بيان قمة سانت بطرس بورج للدول الثمانية الكبار بمن فيهم صديق العرب المفترض الاتحاد الروسي، يُحمل حزب الله مسئولية الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان و حركة حماس الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واحتجاجهم ينصب على استخدام «إسرائيل» القوة المفرطة وليس القوة بالأساس. هذا شيء غير مستغرب مادام بعض الدول العربية يحمّل حماس وحزب الله مسئولية ما يجري . لا فائدة من التنقيب في القانون الدولي والقانون الإنساني وقرارات الشرعية الدولية لمحاججة «إسرائيل» وحلفائها في عدم شرعية عدوانها، أو استخدامها للقوة المفرطة فدولة قامت على العدوان تستمر بالعدوان

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً