العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ

الشرعية الدولية... وشرعية المقاومة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لم يعد مصطلح «أزمة الخليج» يشمل ما يحدث حالياً من تطورات سريعة... فبينما كانت الأنظار تتجه نحو العراق والملف النووي الايراني، واذا بجبهة أخرى تفتح أولاً في فلسطين وثم في لبنان، وبعض الأميركان يتحدث عن أزمتين في منطقتنا، «أزمة الخليج»، و«أزمة المشرق»، على أساس ان لبنان وفلسطين يقعان في المنطقة التي يطلق عليها الغربيون مسمى «ليفانت»، أي «المشرق»،

قبل هاتين الأزمتين كان لدينا مصطلح واحد يتحدث عن «أزمة الشرق الأوسط» التي تتمحور فقط حول فلسطين، وعلى أساس ذلك نشأت شرعية للمقاومة الفلسطينية، ومثلت هذه الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية في بادئ الأمر، وثم ورثتها على ارض الواقع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي الثمانينات من القرن الماضي غزت «اسرائيل» لبنان وارتكبت المجازر بحجة أن المقاومة الفلسطينية كانت تتمركز عسكرياً هناك... ولكن نتج عن ذلك ولادة المقاومة اللبنانية بزعامة تنظيم جديد آنذاك، هو «حزب الله».

خلال السنوات الماضية أصبح كل من حماس وحزب الله رمزين لهيبة الأمتين العربية والاسلامية، ولم تتجرأ اي جهة رسمية على اطلاق صفة الارهاب على أي منهما.

في الفترة الأخيرة قامت الولايات المتحدة الأميركية بغزو العراق، ونشأت بعد ذلك المقاومة العراقية، لكن هذه المقاومة لم تحصل على الشرعية والهيبة التي حصلت عليها كل من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وذلك بسبب أعمال الإرهاب التي ارتكبت على أرض الرافدين باسم المقاومة.

على أن وجود حركتين للمقاومة في منطقة تتم اعادة صوغها على نمط سياسي آخر لم يعد مقبولاً لدى أطراف عدة. وعليه فان «اسرائيل» كانت بانتظار الفرصة التي تجهز من خلالها على المقاومتين والقضاء عليهما عسكرياً، وإيذاء القواعد الشعبية التي تساندهما إلى الدرجة التي تحدث إرباكاً يؤدي في النهاية الى سقوط مفهوم المقاومة من قاموس الشرق الأوسط.

ربما التحليلات تتوجه إلى البحث عن السبب في انفجار الوضع، وقد يكون من الناحية الفنية ان جندياً اسرائيلياً تم اختطافه في غزة في 25 يونيو/ حزيران الماضي، ومن ثم تم اختطاف جنديين اسرائيليين بالقرب من الحدود اللبنانية في 12 يوليو / تموز الجاري... هذا كله صحيح من الناحية الفنية، ولكن السبب الأكبر من كل ذلك هو ان هناك قوة عسكرية تسود المنطقة وتفرض شروطها بالقوة، وأن هذه القوة مدعومة من قبل القوة العظمى المسيطرة على عالم اليوم، وان المجال المفسوح للتعايش السلمي على أسس مواثيق الأمم المتحدة والشرعية الدولية ضيق جداً بالنسبة إلى منطقتنا... لان هذه الشرعية الدولية ليس لها اي تأثير على «اسرائيل» بينما المفترض أن يلتزم بها ويطبقها الآخرون. الأسئلة المطروحة حول الخطأ في توقيت ما قامت به فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان مشروعة، ولكن هناك أسئلة كثيرة بحاجة الى ان تطرح أيضاً، ومن بينها الانتقائية في تنفيذ القرارات الدولية على طرف دون الآخر... ان فقدان التوازن في الشرعية الدولية أدى، وسيؤدي، الى إبراز شرعية المقاومة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً