أخبرني أحد موظفي قطاع تخليص المعاملات ووجهه متهلل فرحاً أنه باستطاعته الحصول على تأشيرات الإقامة للأجانب وهو في مكتبه من دون الحاجة للذهاب إلى السفارة، وفي اللحظة نفسها تكلم معنا موظف آخر يشير لنا أنه باستطاعته معرفة مخالفاته المرورية من دون مراجعة إدارة المرور، وكل ذلك عن طريق الشاشة الصغيرة الموجودة على طاولة المكتب.

إنه الكمبيوتر، بل العصر الإلكتروني الجديد الذي تشهده مملكتنا هذه الأيام، فالحكومة الإلكترونية في البحرين أصبحت بين أصابعنا ولوحة مفاتيح الكمبيوتر، ولذلك من السهل علينا إتمام معاملاتنا وإجراءاتنا الحكومية عبر شبكات الاتصال خلف أجهزة الكمبيوتر من دون مزيد من الانتظار والضجر.

إنه التقدم التقني الذي تشهده البحرين وتوفر أحدث معطيات التكنولوجيا، لكن البنية التقنية مازالت غير واضحة المعالم، فقرارات المؤسسات المسئولة عن توفير شبكات الإنترنت وتقنيات الاتصال متذبذبة بين اليمين والشمال وتسير في مشوار طويل جداً، وأعني بذلك ما يدور حالياً بين قرارات بتلكو وهيئة تنظيم الاتصالات بشأن توفير خدمة الإنترنت للمواطنين، فشركة بتلكو تطمح بتوفير خدمات مخفضة في الإنترنت وهيئة تنظيم الاتصالات تأمل في تنظيم المنافسة بين شركات الاتصال، ما جعلت المواطن البحريني إلى الآن في متاهة أحقية الهيئة أم شركة بتلكو، وكل ذلك على حسابه الخاص، وعلى حساب نشر مبادئ الوعي والتعليم والتثقيف عبر الشبكة العنكبوتية الإلكترونية.

فعدم وجود حل إلى الآن في أسعار الإنترنت ومدى سهولة توفير خدمة الإنترنت يضر بمصلحة المستهلك أولاً وبالبحرين اقتصادياً ومجتمع المعلومات عموماً ويؤثر على المظهر العام للمجتمع التقني في البحرين ما يعرقل سير تطبيق الحكومة الإلكترونية بصورة مثالية جداً وهو المشروع المهم في الأيام المقبلة.

وبعد انتظارنا الطويل للحسم النهائي بين الهيئة وبتلكو في نطاق توفير الإنترنت للمواطنين نأمل أن تتبلور القرارات في وقت قصير وبصورة سريعة بحيث تهدف إلى توفير أسعار تشجيعية مقابل سعات أكبر أو مفتوحة لتشجيع المواطن للبحث عن المعلومة والمعرفة، وتنشيط المجتمع تقنياً ليشكل قاعدة قوية لمواجهة المرحلة التقنية المقبلة وتفعيل أكثر للحكومة الإلكترونية