العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ

فتش عن النفط والجغرافيا السياسية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كلتا الدولتين، لبنان و«إسرائيل»، ليستا دولتين مصدرتين للنفط، كما أن الحيز الذي يحتلانه - كدول - في سوق المال والأعمال العالمية ضئيلاً ولا يحسب حسابه عند الأخذ بالمعايير الدولية. لكن على رغم ذلك، فقد أثر اندلاع المعارك في لبنان على السوقين: النفط والأسواق المالية. فمع انتشار خبر أسر الجنديين، وما تلى ذلك من اكتساح إسرائيلي للمناطق اللبنانية، شاهدنا ما يأتي:

قفزت أسعار برميل النفط لتلامس 80 دولاراً ومن المتوقع لها الارتفاع في حال استمرار التوتر، حسب توقعات سماسرة النفط في «إنساينر ديبوفورت» (Insinger DeBeaufort). ومقابل ارتفاع أسعار النفط، انخفضت أسعار الأسهم في جميع أسواق المال العالمية، فتراجع مؤشر أسهم دو جونز (Dow Jones) بنحو 1 في المئة كما تراجع مؤشر سوق شركات تقنية المعلومات الأميركية (ناسدك) إلى أسوأ حال له منذ 14 شهراً، وكذلك الأمر مع السوق الياباني نيكاي (Nikkei) الذي خسر ما يربو على 1,6 في المئة من أسعاره. ولم تكن الأسواق الأوروبية، هي الأخرى بعيدة عن تلك التراجعات، فقد خسر «داكس» (Dax) الألماني 2 في المئة من قيمته، «وكاك» (Cac) الفرنسي 1,8 في المئة ومؤشر «الفينانشال تايمز» (FTSE) 1.6 في المئة.

كما هبطت أسواق الأسهم في الخليج السبت الماضي، متأثرة بالتوترات في لبنان على وجه الخصوص، والمنطقة بشكل عام. ففي السعودية، هبط مؤشر الأسهم بأكثر من 7 في المئة. وانخفض المؤشر العام إلى ما يصل الى 8,5 في المئة قبل أن يقلص خسائره ويبلغ 11020 نقطة، وهوى مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية في إقفاله يوم السبت إلى أدنى مستوى له خلال العام ليفقد 324,9 نقطة ويستقر عند مستوى 9605,3، (هذا يعني أن الأسهم الكويتية قد انخفضت بأكثر من 3 في المئة). ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية آراء الخبراء والمحللين ورؤساء مجالس الذين أرجعوا أحد الأسباب إلى ما يدور في لبنان من صدامات عسكرية. وخسر سوق دبي 2,74 في المئة لينخفض المؤشر الى 417 نقطة، وفي ابوظبي هبط مؤشر السوق الى مستوى 5535 نقطة، بعد أن خسر 0,9 في المئة. وكانت الأسهم اللبنانية والأردنية والمصرية والإسرائيلية قد تراجعت بشكل حاد يوم الخميس الماضي ، بسبب حالة التوتر التي أصابت المستثمرين نتيجة للعدوان الإسرائيلي على لبنان وقيام «حزب الله» بالرد بقصف مستعمرات في شمال «إسرائيل».

إذا أضفنا إلى ما يجري في لبنان إلى ما يدور من معارك عسكرية وسياسية على الساحة العراقية، وربطنا ذلك بالموضوع النووي الإيراني، ستكتمل لنا معالم الصورة القاتمة التي لا يمكن أن تكون قد تكونت من جراء المعارك التي تدور في لبنان. وبما أننا لسنا من الذين يأخذون بنظرية المؤامرة، فكلما نستطيع قوله الآن هو أن كل ما يجري يشير بوضوح إلى أن هناك من يعيد رسم الجغرافيا السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وعلى جميع من يريد الخير والتقدم لهذه المنطقة، أن يتحاشى التحول (بوعي أو من دون وعي) إلى إحدى قطع شطرنج في تلك الرقعة. والأمور لا تؤخذ بالنيات، ولا بالعواطف، بقدر ما تقاس بانعكاساتها على أرض الواقع واتجاه حركته نحو الأمام أو باتجاه الخلف

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً