لم تعد «إسرائيل» بحاجة إلى مساندة الولايات المتحدة الأميركية، ولم تعد محتاجة إلى تبريراتها التي اعتادت عليها أكثر من نصف قرن من القصف والتدمير، والتجزير، والتهجير، والتحقير، وسحق كرامة الأمة العربية بالأقدام الملوثة بدماء الحلم العربي الذي لم يعد يطرب أحداً، إلا بقايا باقية في فلسطين ولبنان.

عندما كانت «إسرائيل» تحتاج إلى تبريرات دول الغرب في انتهاكات المواثيق الدولية، ومعاهدات حقوق الإنسان، وذبح الرضعان من الوريد إلى الوريد، وقتل الشيوخ، وتهجير النساء، والاستمتاع بآلام مليار من المسلمين والعرب، كانت الحاجة إلى تبرير الغرب نابعة من عدم وجود صوت واحد في الشرق يبرر لـ «إسرائيل» استهتارها بدءاً من غصب الأرض وانتهاء باقتلاع البنية التحتية في لبنان هذه الأيام.

لو ضمنت سلامة برقيات التهنئة من الـ «كاتيوشا» الحزب اللهية، لأرسلت برقية تهنئة عاجلة إلى أولمرت، مباركاً له فيها التبريرات العربية لما تقوم به آلته العسكرية على خشبة المسرح اللبناني، ولقلت له فيها أيها السيد الرئيس إنك لم تعد محتاجا إلى صوت نشاز أميركي يبرر لك اغتيال بيروت، وما هو أبعد من بيروت، إذ لك من الأصوات العربية ما يقوم بهذه المهمة وأكثر، كما أن من بين هذه الأصوات مثقفين وكتاباً رقصوا كثيرا على نغم الصمود والجهاد من أجل تحرير القدس، حتى أنني قرأت لهم آراءهم اليوم ولو لم تكن لغتها العربية لقلت إنها نشرت في تل أبيب