على رغم ما يجري من اعتداءات إسرائيلية على لبنان واصلت فعاليات كأس العالم تحتل صفحات الجرائد ونشرات الأنباء، بسبب ما جرى في المباراة النهائية بين لاعبي الفريق الإيطالي ماتيرازي، والفريق الفرنسي زيدان. وتشد مباريات كأس العالم مئات الملايين من المتفرجين، بل يقال إن الرقم أصبح يلامس المليار مشاهد بفضل الفضائيات. وغالبا ما تثير مباريات كأس العالم الكثير من الجدل الذي يدور عن مستوى التحكيم، واختيار أفضل لاعب أو أفضل مباراة... إلخ من الأمور المشابهة. هذا العام سيطرت النطحة الزيدانية للمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي على كل المناقشات بين مؤيد ومندد.

وبعيداً عن كل ذلك استخدم مكتب سياحة إيرلندي تلك الواقعة بشكل تجاري إذ نشر تلك الصورة على موقعه على الإنترنت مصحوبة بتعليق »استخدم رأسك« (Use your head) لحجز أماكن تمضية عطلتك الصيفية عبر الموقع.

ويعتبر شتاين للسفريات (Stein Travel)، أكبر مكتب إيرلندي غير حكومي لتسيير رحلات. وقد استخدم المكتب الصورة ذاتها مرفقة بالتعليق في حملة بريد إلكتروني من أجل ترويج الحجز عبر موقعه.

وجاء في تصريح ناطق باسم مكتب شتاين للسفر أن إدارة التسويق في الشركة هي التي قامت بتصميم هذه الحملة من أجل ترويج الحجوزات عبر الإنترنت والتي روجت حتى الآن ما يقارب من 15 في المئة من أعمالها. هذا الأمر يعني: أولا أن مكتب السفر هذا قد استخدم الحادثة بشكل مبدع وخلاق، وثانيا أن الرأي العام الأوروبي - كحد أدنى - كان متعاطفا مع زيدان على رغم كل ما حصل.

يعرف الكثيرون عن زيدان أنه سجل رقما قياسيا دوليا في أسعار محترفي كرة القدم عندما ضمه فريق ريال مدريد إلى صفوفه في العام 2001 بقيمة 66 مليون دولار. لكن القليل منا يعرف عن زيدان إسهاماته في أعمال الخير.

ففي العام 2005 لعب مباراة ودية شاركه فيها اللاعب البرازيلي رونالدو وتحت إشراف الأمم المتحدة، وخصص ريعها البالغ 120,000 لتزويد أطفال تاهيتي بالمواد المدرسية والأدوات الصحية . وقبل ذلك وفي العام 2002 شارك أيضا من خلال بيع ملابس رياضية تحمل توقيعه الأصلي في مشروع »حلمنا المشترك« الذي نظمته الأمم المتحدة مع السفرة البريطانية وينفق على مشروعات تنموية في بلغاريا. كما لا ينسى موقف زيدان وتبرعاته لصالح المتضررين من الزلازل التي ضربت موطنه الأصلي الجزائر.

الغريب في الأمر أن العرب والمسلمين لم يحركوا ساكنا إزاء الحادثة لاسلبا ولا إيجابا، في حين وصلت الأمور ذروتها في الاتحاد الدولي الذي قد يناقش سحب البطولة من إيطاليا نظراً لسلوك المدافع الإيطالي الذي نعت زيدان بابن الإرهابية. وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده بعد تلك المباراة، أكد زيدان ان الإيطالي أهان والدته وأخته. وبغض النظر عما قاله الإيطالي يحتفظ زيدان بلقب أحد عمالقة كرة القدم ويبقى في نظر الكثيرين أحد أولئك الرياضيين الذين سخروا جزءا من نشاطهم وثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية