العدد 1409 - السبت 15 يوليو 2006م الموافق 18 جمادى الآخرة 1427هـ

لبنان يبكي دماً...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في حال الحرب تكثر التحليلات والإشاعات والكثير ما يقال ويعرف اما بنصر أو هزيمة أو غيرها من الأمور التي تطرأ في غمرة الحوادث التي تشهدها الساحة العربية ولا سيما ما يحصل منذ الأربعاء الماضي وحتى اليوم في لبنان الذي اختض بحرب غير متوقعة دفعت البعض إلى إعادة قراءة مستقبل هذا البلد العربي، الذي ظل مثخنا بجروح حروب كثيرة لم يهدأ منها إلا في سنوات قليلة مقارنة بسنوات حروبه الطويلة التي يمقتها كل لبناني عاش تحت وطأة الحرب الطائفية والمحتل.

تاريخنا العربي مليئ بتجارب كثيرة من الهزيمة كالذي حصل في حرب الأيام الستة المعروفة بنكسة حزيران مع الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر وفي سقوط بغداد بيد المحتل الاميركي. أما النصر فمازال بارقة أمل ينتظرها المواطن العربي بانتظار المعجزة، وهذا إن حدث فإن موازين القوى في المنطقة قد تتغير وتظهر مفاهيم أخرى للديمقراطية خصوصا إن كان الأمر مرهونا بتداعيات ما يجري في ساحة ثلاث دول عربية هي فلسطين والعراق، ومن جديد لبنان، الذي يبكي دما في حرب شلت حركته وضربت في الصميم بنيته الاقتصادية التي اعتبرها اللبنانيون بأنها تراجع كبير ونهاية مؤلمة لن ترجع لبنان لسابق عهده بل بالعكس قد تكون بداية لتفكيكه وتشتيته وقهره على قواعد لعبة حرب قد تنهكه أكثر ما قد يحصد من مكاسب كما يتوقع البعض، خصوصا ان شبح البطالة سيعم مرة أخرى، وتبدأ هجرات اللبنانيين الكبيرة تعود من جديد، ويبدأ هذا الطرف يثير الطرف الآخر، ويدخل اللبنانيون مرة أخرى في دوامة الصراع الداخلي التي تجني من ورائها «إسرائيل» في حبكة هي تحيكها وتخيطها بحسب مقاسها ومتطلباتها الاستراتيجية.

لن نكون أكثر وطنية وحبا للبنان من إخواننا اللبنانيين بطوائفهم الثمانية عشر التي تشكل النسيج اللبناني، إذ يرى كثير منهم أن إرجاع لبنان إلى نقطة البداية لن يكون الوضع ذاته إبان أيام رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي أراد للبنان ولأهله أن يكون بلدا عصريا مواكبا للتطورات.

لا نأمل ذلك ولا نستبق الأمور في حرب لبنان الجديدة مع «إسرائيل»، لكن بكل تأكيد تبقى نعمة السلم والاستقرار حلما بعيد المنال للبنانيين، التي قد لا نعرف قيمتها مثلا في منطقتنا الخليجية التي تعيش الرفاهية، خصوصا عندما تدمر البيوت وتهجر الأسر وتقطع أبواب الرزق... وما علينا سوى الانتظار لما ستخبئه الأيام من مفاجآت قد تفرحنا أو تفجعنا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1409 - السبت 15 يوليو 2006م الموافق 18 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً