الارهابي عند «إسرائيل» هو كل من يهاجمها أو تعتدي هي عليه، اياً كانت مرجعيته أو أصله حتى لو كان يهودياً ولد من ابوين يهوديين، أما المدنيون الذين يقتلون جراء القصف الاسرائيلي فتتحمل مسئوليتهم «الجهات الارهابية» التي لا تتفق مع سياسة «إسرائيل». هذا بالنسبة إلى المدنيين فماذا بالنسبة إلى العسكريين؟
العسكريون الاسرائيليون الذين يقتلون جراء العمليات المسلحة في جنوب لبنان او فلسطين، هم أيضاً ضحايا «الجهات الارهابية»، وان أسر هؤلاء العسكريين يعد اختطافاً لا يمكن السكوت عليه، اما اختطاف السياسيين أو المدنيين من جنوب لبنان أو الاراضي الفلسطينية فهي محاولات إسرائيلية لمحاربة الإرهاب.
هذا هو بشكل عام تعريف الارهاب والعمليات الإرهابية الذي تتعامل معه «إسرائيل» ومن خلفها أميركا وبعض الدول التي تجاريهما لمصلحة ما أو إيمان بعقيدتهما.
عمليا ما قام به حزب الله اللبناني هو التصدي لدورية عسكرية إسرائيلية دخلت منطقة محتلة فاسرت جنديين وقتلت 8 وجرحت 21 عسكرياً بمعداتهم وعتادهم، وما كان لهذه العملية ما يبررها لو لم تختطف «إسرائيل» عدداً من السياسيين من داخل لبنان وتحتفظ بهم وترفض اطلاق سراحهم بعد ان نستهم الدولة العبرية وكل الدول التي تدعو حزب الله الآن لاطلاق سراح الجنديين الاسيرين.
ان استمرار «إسرائيل» بتعريف الارهاب على مقاسات سياساتها واللجوء الى الافراط بالقوة عند الضرورة ومنح الحق لنفسها بتوسيع العمليات ضد كل الاراضي والمياه الاقليمية اللبنانية ما كان كل هذا ليحصل لو كان عند «إسرائيل» أدنى شك في أن العرب سينتفضون لأخيهم في الجنوب اللبناني ويتخذون موقفا موحدا صلبا يعيد الحسابات الإسرائيلية في المنطقة.
عمليا، حزب الله نجح لوحده في ايذاء القوة التي ترعب العرب والمسلمين، مثلما نجح لوحده في استعادة اراضيه المحتلة، من دون ان تفيده البيانات التي تطلق الان، لكن غير المتوقع هو ان يفتح البعض من اللبنانيين وغيرهم ممن كان يفترض وقوفهم مع حزب الله جبهة مضادة غير الجبهة الإسرائيلية، من دون حتى ان ينتظروا وقف العدوان على الاراضي اللبنانية.
متى سيتعلم العرب من «إسرائيل» التي يتحد فيها القاتل مع القتيل عندما يواجهون قضية مصيرية بغض النظر ان كانت الدولة العبرية مع الحق (وهو نادر) أو الباطل (وهو الغالب الأعم)؟
أيها اللبنانيون والعرب... انقذوا اخاكم في الجنوب اللبناني اولاً ثم عنفوه على فعلته قدر ما شئتم، أو اتركوه فهو الوحيد القادر على تركيع «إسرائيل» ومنعها من ممارسة إرهابها افضل من أية دولة عربية
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ