العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ

لا لدفن الرؤوس في الرمال

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

العملية البطولية التي قام بها حزب الله اللبناني والتي كبد فيها العدو الإسرائيلي ثمانية قتلى وجنديين أسيرين أمس الأول، جاءت في وقتها المناسب وإن تم الإعداد لها منذ أكثر من خمسة أشهر وفقاً للأمين العام للحزب السيدحسن نصر الله. فقد نفذت العملية في وقت تشن فيه حرب غير متكافئة وبدم بارد على الفلسطينيين في الداخل، ويقبع أكثر من 10 آلاف أسير لبناني وفلسطيني وعربي لديهم أكثر من 10 آلاف قريب معذب منذ سنوات، ومازالت هناك أراضي عربية محتلة في شبعا والجولان السوري. لقد شفت العملية صدور قوم مستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ومنحت الأمل بعد القنوط لأمهات وأرامل الأسرى في السجون الإسرائيلية والذين يواجهون معاملة سيئة للغاية، بأن هناك احتمالاً قوياً لمبادلتهم بالجنود الإسرائيليين.

الآن ومع قيام حكومة أيهود اولمرت بالانتقام واجتياح لبنان واستباحته، يتحتم على العواصم العربية أن تتأهب لاتخاذ مواقف تضامنية مشرفة وقوية لأن المسألة لا تقتصر على العدوان على بيروت فحسب بل ستشمل استفزاز دمشق وربما طهران. نريد أن يستيقظ الزعماء العرب من سباتهم ولو بتصريحات قوية تلوح بالتهديد بأن العربين لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل سيستخدمون ما لديهم من إمكانات ونفوذ في سبيل الضغط على الولايات المتحدة لكي توقف «إسرائيل» عند حدها وتقبل بتبادل الأسرى.

لا نود أن نسمع مواقف متخاذلة بأن حزب الله جر المنطقة إلى حرب إقليمية، أو أن الوقت موسم سياحة في لبنان، وان مبادرة حزب الله ستأتي بعواقب وخيمة على السياحة والوضع الاقتصادي. هذه جميعها حجج واهية الغرض منها تثبيط الهمم ودفن الرؤوس في الرمال. لذلك يجب أن تتحمل الدول العربية والإسلامية المسئولية معاً وإلا فلا داعي إلى وجود الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجمعيات والاتحادات والمجالس المنبثقة منها والاتفاقات المشتركة. تسعى «إسرائيل» من خلال ردودها العسكرية الغاشمة وحملتها الدبلوماسية المصاحبة أيضا ضد لبنان وسورية وإيران إلى أن تحل ورطتها في قطاع غزة لأن أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع أصبحت الآن أزمة ثلاث جنود أسرى. لكن من المؤكد أن الدولة العبرية لن تتمكن من استعادة جنودها من خلال عمل عسكري مهما كان حجمه، ولن يسمح لها الجمهور الإسرائيلي المحب للحياة بذلك، فهو غير مستعد لسقوط مزيد من الضحايا. ولا مفر في نهاية المطاف أن تقبل تل أبيب بالمفاوضات من خلال طرف ثالث بشأن مبادلة جنودها بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب وسيذكر التاريخ من وقف وقفة صائبة ومن تخاذل

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً