العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ

السفر والسياحة تتبوأ مقاعد السيادة على الانترنت

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قريباً سيكشف محرك البحث »غوغل« الصيني (Google China) عن مخططاته المستقبلية لسوق السفر الصينية الواعدة. ستقوم »غوغل« بذلك في معرض ومؤتمر نظرة على السفر (yeforTravel) الذي سينعقد في بكين في الفترة بين 22 -23 أغسطس/ آب المقبل. وصرح مدير المبيعات وتطوير الأعمال جوني تشاو للشركة العملاقة (غوغل) أن الشركة ستفرد حصة خاصة مطولة ومفصلة توضح فيها تخاطب غوغل المستهلك المسافر وما الذي بوسع آليات البحث أن توفره كقناة توزيع ومبيعات. ويبدو أن اهتمام غوغل هذا يأتي في ضوء دراسة هذه الشركة لاتجاهات السوق من جهة، ولتطور الخدمات التي بات الويب يقدمها من جهة ثانية فكل المؤشرات تؤكد ان الخدمات والوظائف الجديدة التي بات يقدمها الياهو (Yahoo) أصبحت تمزج بشكل بناء بين البحث والتوزيع وخصوصاً في قطاعات السفر والسياحة. فبما أن محركات البحث هي أكثر المواقع شعبية وزيارة، فمن الطبيعي أن تصبح هي القنوات الأقصر للوصول إلى الزبائن المحتملين. وأوضح مثل هذا التحول أشار إليه تيم فرانكوم (Tim Frankcom) مدير عام شركة في مقابلة نشرها موقع »آي ترافل. كوم« (http://www.eyefortravel.com/index.asp?news=51640) بقوله ان ياهو الأوروبية للسفر(Yahoo Travel) ، أصبح من اهم وأكبر موقع تستخدمه وكالات الإعلان لعرض منتجات وخدمات زبائنها في هذا القطاع، الأمر الذي جعله أسرع المواقع نمواً خلال الستة الأشهر الأولى من هذا العام. ودشن ياهو مواقع أوروبا للسفر التابعة لع في بريطانيا ثم أتبعه بفرنسا، فألمانيا، فإيطاليا، فالبرتغال، وأخيراً إسبانيا. ومنذ إطلاق هذه المواقع الخمسة وسع ياهو أوروبا من نطاق خدمات السفر والترفيه التي يقدمها، فأضاف لها معلومات وخدمات تتعلق بالتزحلق والمنتجعات الشتوية، الأمر الذي مكن زواره ومستخدمو قنواته من اختيار أفضل البرامج السياحية وبأرخص الأسعار.

وبحسب الإحصاءات الأخيرة، فقد ازدادت مبيعات السفر في السوق الأوروبية عبر الانترنت بما يربو على 34 في المئة من العام 2004 حتى العام 2005، لتصل إلى نحو 25,2 مليون يورو في العام ،الماضي او ما يقارب من 10,3 من إجمالي مبيعات السوق الأوروبية عبر الانترنت. ومن المتوقع أن يشهد العام 2006 زيادة أخرى تبلغ 12,6 لتبلغ ما قيمته 31,4 يورو.

هذا على صعيد سوق السفر والترفيه الأوروبية، أما بالنسبة إلى نظيرتها السوق الأميركية، فالأرقام أكبر والآفاق أكثر اتساعاً.

فبحسب دراسة تحليلية لسوق السفر والترفيه الأميركية قامت بها شبكة كوم سكور (comScore Network) وهي شركة رائدة في مجال دراسات اتجاهات السوق والزبائن على الانترنت، ونشرتها على موقع ميديا للنشر (http://publications.mediapost.com/index.cfm?fuseaction=Articles.showArticleHomePage&art`aid=44626)

هناك ما يربو على 150 مليون مستهلك قاموا بزيارة أحد مواقع السفر خلال العام 2005، بزيادة قدرها 35 في المئة عن العام الذي سبقه. وتجاوزت مبيعات السفر عبر الانترنت 60 مليار دولار خلال العام ذاته، بزيادة قدرها 20 في المئة عن العام الذي سبقه. وصرحت مديرة إدارة حلول السفر في شركة كوم سكور للشبكات ساره ستيفنز »تتمتع مواقع الويب بمزايا تناسب المستهلك على نحو خارق لمساعدتهم على التخطيط لرحلاتهم السياحية وبرامج اجازاتهم السنوية. هذا إلى جانب أن ذلك يساعد على ازدياد انتشار خدمات الانترنت ذات الموجات الواسعة، وهذ بدوره يوفر حوافز جديدة لتطوير خدمات مواقع الويب، ويقود بالتالي إلى زيادة مبيعات خدمات السفر التي توفرها تلك المواقع«.

ومع تنامي صناعة خدمات السفر عبر الانترنت ونضجها، شرع المستهلكون، رويداً رويدا، يتجهون من مواقع وكالات السفر إلى مواقع الشركات العالمية المشهورة، من شركات طيران وفنادق وتأجير السيارات ومزودي قطع الغيار، لكن ذلك يقود إلى نهاية واحدة تقول ان مواقع الوكالات والمواقع الأخرى جميعها تنمو على حد سواء. فعلى امتداد السنوات الثلاث الماضية عانت مواقع وكالات السفر على الانترنت من منافسة شرسة من منافسيها في قطاعات الطيران والفندقة، وعلى نحو أقل، من شركات تأجير السيارات. فقد حصدت مواقع الوكالات التي كانت تستحوذ على 53 في المئة من مبيعات تذاكر الطيران في العام 2003 ، ما نسبته 58 في المئة من السوق ذاتها في العام 2005. الأمر ذاته نجده في قطاع الفندقة إذ ارتفعت الحصة السوقية لمواقع مقدمي الخدمات من 52 في المئة في العام 2003 إلى 59 في المئة في العام 2005، مع نمو مثيل آخر في العام 2004. وكشفت دراسة كوم سكور عن نتائج أخرى ذات علاقة بسلوك الزبائن، الذين كانوا يزورون ما لا يقل عن 3 مواقع قبل الوصول إلى قرار نهائي بشأن خطط قضاء برامج العطل والترفيه. والسبب الأساسي وراء ذلك هو البحث عن أرخص الأسعار. وأجاب 72 في المئة ممن شملتهم الدراسة أنهم يبدأون بحثهم عن البرنامج الترفيهي المناسب لهم قبل 8 أسابيع من موعد اجازاتهم، أما البقية والتي تبلغ نسبتها 28 في المئة فقد قالت انها تقوم بذلك قبل عدة أشهر. حقيقة أخرى استشفتها الدراسة هو أن 46 في المئة ممن شملتهم الدراسة يبدأون رحلتهم عبر الانترنت بزيارة واحد من ثلاثة مواقع هي: إكسبيديا، ترافلوسيتي، وأوربيتز (xpedia، Travelocity or Orbitz)، وتصل هذه النسبة إلى ضعف تلك التي تغطي أولئك ويبدأون بحثهم بزيارة مواقع شركات الطيران المشهورة او الفنادق او شركات تأجير السيارات. وأهم الأسباب التي أوردها أولئك والتي دفعتهم لبدء زيارتهم لواحد من تلك المواقع هي الكفاءة في إيصال المستهلك إلى أفضل الأسعار، وبلغت نسبة هؤلاء 22 في المئة لكن يضاف إليهم 17 في المئة أخرى قالوا ان تلك المواقع تزودهم بأفضل الصفقات.

هذه الأرقام تساعدنا على استخلاص النتائج الآتية:

1. ان كبريات محركات البحث على الانترنت مثل غوغل (حصتها نحو 52 في المئة) والياهو (Yahoo) وحصتها نحو 38 في المئة من المبحرين على الانترنت، قد بدأت في توسيع نطاق خدماتها لتشمل قنوات التوزيع ومساحات الإعلان المحرر أيضاً.

2. ان هناك هجرة من سوق الخدمات التقليدية في قطاع السفر والسياحة نحو تلك التي توفر الخدمات ذاتها عبر القنوات الإلكترونية. قد تكون هذه الهجرة بطيئة بعض الشيء، لكنها مستمرة وعلى نحو مضطرد.

3. ان صناعة وتجارة السفر والسياحة ما تزال حتى الآن تحتل المقاعد الأولى في سوق التجارة الإلكترونية، وبأنها ستستمر في ذلك خلال الفترة القريبة المقبلة.

4. ان هناك تكاملاً بين مواقع المزودين الأساسيين بخدمات السياحة والسفر مثل شركات الطيران والفنادق وتأجير السيارات من جهة ومواقع البوابات أو محركات البحث التي تقدم تلك الخدمات بوصفها قنوات توزيع.

الشيء الذي تلفت الدراسة له النظر أننا في البلاد العربية، وعلى رغم توفر كل متطلبات نجاح عمليات السفر والسياحة فإننا ما نزال نفتقر إلى، أولا: دراسة أولية بشأن حجم سوق السفر والسياحة في الانترنت، وثانياً: ما هي سلوكيات ومتطلبات مستخدمي الانترنت في البلاد العربية.

وإلى ان يحصل ذلك، ما زال المواطن العربي متى ما أراد أن يحصل أية خدمة في سوق السفر والسياحة على الانترنت، فليس أمامه سوى تلك المواقع التي أشرنا أليها أعلاه والتي غالباً ما تكون معلوماتها غير دقيقة وفي أحيان كثيرة شحيحة

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً