يبدو أن حرف «الدال» الكبير الذي يسبق اسم المذيعة المصرية بقناة «روتانا موسيقى» هالة سرحان لم يكن كافيا لجعلها تبدو أكثر حشمة في حضورها ورقة حديثها وأدبا في تعاملها مع الميكرفون...! فهي وعلى رغم تجاوز عمرها حاجز الخمسين، فإنها مازالت تصر على أن ترقص فوق المسرح، وكأنها ابنة العشرين ربيعا... كما أنها مازالت تصر أيضا على الضحك بصوت عال، تماما كما تفعل النساء الخاليات من الأنوثة، والفارغات من كل شيء سوى الجهل. هي بذلك تنسف الفكرة الراقية والمتحضرة والمثقفة عن الأكاديميين بجنسهم الناعم والخشن...!

فما تفعله هالة سرحان في برامجها «هلا شو» وأشقاءه التي تعتمد على الضحك الهستيري والتعليقات (الشوارعية) والردح والنطنطة، لا يمكن اعتباره عملا إعلاميا مؤدبا. والمصيبة لا تكمن هنا، وإنما في كون هالة سرحان تظهر على شاشة «روتانا موسيقى» ثلاث مرات أسبوعيا في «هالة شو» و«جانا الهوى» و«السينما والناس». وكل هذه البرامج تدار بالطريقة الآنفة الذكر ذاتها، والسيئة الأداء والطرح والفكر.

وعلينا نحن معشر المشاهدين التمتع بطاقة صبر كافية تحمينا - على الأقل - من شر غيظ ربما ينفجر في قلوبنا. أما لماذا هالة سرحان في الوقت الذي تعج فيه القنوات الفضائية بالكثير من البرامج السطحية التي تديرها مذيعات تافهات، فنقول: لأنها تملك من الوعي والخبرة والدراسة والثقافة ما يكفي لتكون إيجابية ومفيدة. ولأنها بإمكانها تحقيق مكانة إعلامية لائقة، وتقديم برامج عالية القيمة من دون كل هذا الغثاء الذي نراه ونصاب منه بالإحباط. عليها أن تفهم كيف استطاعت مذيعات مثل: كوثر البشراوي، منتهى الرمحي، جزيل خوري وخديجة بن قنة... الوصول إلى ما وصلن إليه إعلاميا وعلى امتداد الخريطة العالمية بأنوثة كاملة، ومن دون اللجوء إلى القهقهة والنطنطة