العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ

الضغط الأميركي وصفقات السجائر

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن انتشار التدخين ومقاهي الشيشة في البلاد بات ينبئ بدق ناقوس الخطر في أقصى درجاته... فإذا عرفنا أن أميركا (الدولة التي تدعي المثالية وأنها تقوم بنشر العدالة والديمقراطية في العالم) هي من الدول التي قامت بتهديد العالم النامي بعقوبات تجارية ما لم تفتح أسواقها لمصنَّعي التبغ الأميركان، فما الذي نرتجيه بعد؟!

وبدراسة من منظمة الصحة العالمية تبين أن 82 في المئة المدخنين في العالم يعيشون في الدول النامية، وإن 5 ملايين شخص يموتون سنوياً نتيجة التدخين في العالم، وإن هذه الضغوط الأميركية تسببت في إجبار اليابان وكوريا الجنوبية وتايلند وتايوان على فتح أسواقها على مصراعيها ومن دون نقاش للتبغ الأميركي، وتسبب ذلك في ارتفاع نسبة المدخنين من 26 في المئة قبل التهديدات إلى 48 في المئة بعد «الانفتاح»! (انتصار مؤكد لأميركا).

إن هذه الشركات بدأت في التغلغل إلى الأسواق المغلقة بطرق لئيمة، بحيث اتجهت إلى طرح الملابس والإكسسوارات والشنط وأثبتت عليها أسماء السجائر، مثل «مارلبورو»، و«دنهل» ورحلات سالم وفرقاً موسيقية باسم كول بلانتين.

والأخطر من ذلك، أن منظمة الصحة العالمية وجدت أن 61 في المئة من سكان العالم لم يسمعوا أو يعوا إلى الآن مضار التدخين. ولذلك، فالتدخين أكثر انتشاراً في البلدان الفقيرة وخصوصاً بين الشباب من المراهقين والنساء وحتى الأطفال، إذ وُجد في تشيلي أن السجائر توزع بالمجان عند المدارس لإغواء الأطفال وليصبحوا زبائن دائمين في المستقبل، والسبب الرئيسي لذلك هو قلة انتشار الوعي وتقصير هذه الدول في نشر الإعلانات ومخاطبة الجمهور بأخطار التبغ كالسجائر والشيشة وغيرهما. إن التدخين سبب رئيسي لنقص المناعة في الجسم، ويتسبب بالتالي في أمراض القلب والرئتين والشرايين، ويتعرض الجسد - نظراً إلى نقص المناعة - لأمراض مثل السل وأخرى مثل السرطانات في مختلف أجزاء الجسم والفم بتأثير الدخان المباشر.

إن إدمان التبغ يُسبّب للدولة خسائر بالملايين بسبب تردد المدمنين على المستشفيات والجهد الضائع نتيجة ذلك، في حين كان بالإمكان تلافي ذلك لو قمنا بنشر الوعي وتنبيه المواطنين إلى أخطار التدخين المدمرة وتشديد التحذير، عوضاً عن التغاضي بهذا الشكل... فإضافة إلى ما يترتب على المدخنين من مضار صحية تؤدي إلى الوفاة، فإنهم يكونون سبباً مباشراً في الخسائر المادية والمعنوية لهم ولعوائلهم، وخسارة وطنهم لهم وتشرد الأطفال وارتفاع نسبة الفقر عما هي عليه وتدمير المجتمعات.

إذاً، لو اعترفنا بأن الوقاية خير من العلاج، لقمنا بحملات مكثفة لايجاد جهاز متكامل تصرف عليه الدولة بسخاء لمقاومة مثل هذه الآفة في مقاهي الشيشة والمجمعات ودور السينما، وفرض ضرائب مرتفعة على كل أنواع التبغ وخصوصاً مع ازدياد الدخل القومي في هذه السنوات، علّنا نستغلها في حماية شعوبنا البسيطة وغير الواعية للأمراض الحديثة المسلطة عليها من قبل العناكب الغربية المدمرة... فمحاربة هذا الداء تبدأ بخطوة جريئة من قول شهم وجريء لتنظيف بلادنا من هذه السموم البطيئة التي تتغلغل في أجساد أطفالنا الأبرياء كل يوم في مقاهي الشيشة... فهل لنا وقفة شهامة؟

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً