أمست كرة القدم درسا يدرس في أكبر المعاهد المتخصصة، يتفاخر من حفظه بنجاحه في تطبيقه وتنفيذه بالشكل الصحيح، ولعل آخر دروس كأس العالم التي اختتمت يوم (الأحد) الماضي بفوز إيطاليا على فرنسا في المباراة النهائية كان درس الركلات الترجيحية ومباراتي ألمانيا والأرجنتين والبرتغال وانجلترا في الدور ربع النهائي.
لنتمعن قليلا فيما قاله حارس ألمانيا ينس ليمان وحارس البرتغال ريكاردو بعد هاتين المباراتين، إذ أكدا حسن استعدادهما لركلات الترجيح بعد مراجعتهما وتوقعهما قبل المباراة لمن سيسدد الكرة وأهلا فريقيهما للدور الذي يليه.
بينما حدث في المباراة النهائية عكس ذلك إذ لم يستطع حارسا المرمى الإيطالي بوفون والفرنسي بارتيز الأقل أهدافا في المونديال، صد ولو كرة واحدة ولولا تصدي القائم الإيطالي لكرة تريزيغيه لكان للمباراة مشهد آخر، وهنا يتضح لنا أن لاعبي الفريقين وخصوصا الإيطاليين منهم استفادوا كثيرا من درسي ليمان وريكاردو، ليقوم اللاعبون بدراسة تحركات الحراس أنفسهم ولتنعكس الصورة.
يجب علينا أن نعي كرة القدم الحديثة التي أصبحت علما يدرس ومن دونها لا يمكن لنا تحقيق التفوق والهدف المطلوب، إذ لا يمكننا الدخول في غمار هذه اللعبة أو غيرها من الألعاب سواء الجماعية منها أم الفردية من دون دراستها بالشكل الصحيح، ومثل هذه الدروس المجانية التي أعطاها اللاعبون في المونديال العالمي، إذ يستوجب منا الاستفادة الجدية وخصوصا من جانب لاعبي أنديتنا المحلية وحراسها.
نتذكر كيف صعد ريكاردو لصد كرة زيدان في مباراة الدور نصف النهائي بعد أن درسها صحية، لكن زيدان بخبرته درس هو الآخر الحارس فأرسل الكرة قوية لامست يد ريكاردو، وبالتالي يجب على لاعبينا وحراسنا الاستفادة التامة من هذه الدروس في الإعداد الجيد لأية مباراة قبل خوضها وكأنها امتحان يدخله يحتاج إلى المراجعة
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ