العدد 1404 - الإثنين 10 يوليو 2006م الموافق 13 جمادى الآخرة 1427هـ

حزب الخضر...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما يأتي الحديث عن تأسيس حزب الخضر المدافع عن البيئة في مختلف مجتمعات العالم فانه لابد من الالتفات إلى اننا هنا في البحرين مازلنا لا ندرك تمام الإدراك مدى أهمية الحفاظ على بيئتنا التي تعرف في المواثيق الدولية بحق الموئل. فتنظيماتنا السياسية في البحرين اما مؤدلجة أو عقائدية مذهبية وكل المساعي المتعلقة بحماية البيئة قادمة إما من جهود فردية أو جماعات صغيرة تطالب بحقوق مازالت الغالبية العظمى لا تعيرها اهتماما، على رغم الأصوات التي تطلق هنا وهناك بين وقت وآخر، وهي جهود نشكرها رغم تواضعها. بينما الجانب الرسمي يختار لنفسه الورش والندوات التي تختم بتوصيات مدونة على الورق وفي كثير من الأحيان غير مفعلة على أرض الواقع.

وقد تكون تجربة مصر مع حزب الخضر مميزة على مستوى العالم العربي التي قد نجد فيها بداية لتفعيل حركة خضر حقيقية في البحرين تلعب دورا في التأثير على القرار الذي قد لا يخدم ولا يكون في صالح البيئة.

فحزب الخضر المصري جاء عقب واقعة حدثت في أوروبا، فقد كانت هناك شحنة مواد غذائية متوجهة إلى مصر، ونشر خبر يفيد ان بعض المدافعين عن البيئة وقفوا أمام الخط الدولي لقطار الشحنة لأنها كانت ملوثة اشعاعياً. وبالتالي نشأت الفكرة عند بعض الجماعات بأن يؤسس الحزب وعلى رأسه الصحافي المصري عبد السلام داوود الذي نشر مقالا كتب فيه انه «إذا استدعى الأمر وقوف خضر ألمانيا ضد الشحنة فأولى وجود خضر مصريين يتولون هذه المهمة ويتبنون هذا الفكر ويحرصون على صحة الشعب المصري وتتوافق أفكاره مع أفكار خضر العالم».

وعلى رغم وجود بعض المعوقات القانونية بشأن تأسيس الحزب في مصر آنذاك فقد رفض من قبل لجنة الأحزاب السياسية، إلا ان المؤسسين رفعوا الامر الى القضاء العالي والمحكمة الادارية العليا باعتبار ان الحزب شكل من أشكال الحضارة المصرية ووسام على صدر كل مصري، وفعلاً ألغت المحكمة قرار اللجنة وتأسس الحزب في العام 1990.

فكر الخضر ينصب على الإنسان وكيفية النهوض به في أطر محددة، لكنه واقعا يستدعي النظر إلى البيئة بمفهومها الواسع، كون البيئة ليست كما يظنه البعض في البحرين من القمامة إلى تنظيف السواحل، بل هي فكر متكامل وشامل ينصب لمصلحة الجميع.

وحاليا يستشعر البعض في مصر خطورة حزب الخضر وخروجه للشارع المصري لأن أرضيته تصلح لجميع التيارات السياسية، لهذا يتم إجهاض مبكر لمحاولات الحزب مواصلة مسيرة الاتصال بالجماهير، ما يعني انه يستطيع أن يصل في فترة قصيرة جداً إلى مستوى حزب سياسي قوي داخل مصر هدفه هو البيئة والانسان

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1404 - الإثنين 10 يوليو 2006م الموافق 13 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً