أصدر أمير الكويت أمس مرسوما صادق فيه على التشكيلة الحكومية الجديدة المؤلفة من 16 عضواً التي شهدت خصوصاً تغييراً في وزارة الطاقة ودخول ثلاثة وزراء جدد. وخرج من الحكومة وزير الطاقة السابق الشيخ أحمد فهد الصباح ووزير الدولة للشئون الخارجية محمد ضيف الله. وكان هذان الوزيران موضع انتقادات لاذعة من قبل المعارضة التي فازت في الانتخابات التشريعية أخيراً.

وعين وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة السابقة الشيخ علي الجراح الصباح وزيراً للطاقة في التشكيلة الجديدة. ويضم مجلس الوزراء الجديد كما في الحكومة السابقة امرأة هي معصومة المبارك التي عينت وزيرة للاتصالات بعدما كانت تشغل منصب وزيرة التخطيط في الحكومة السابقة.

وشكلت الحكومة الجديدة في أعقاب الانتخابات التشريعية في 29 يونيو/ حزيران والتي شهدت فوز المعارضة بغالبية مقاعد البرلمان.

كانت معركة انتخابات مجلس الأمة الكويتي وما ترتب عليها من تشكيل حكومة جديدة حامية الوطيس أثبت فيها المواطنون للحكومة أن إرادة الشعب - في حال منح سلطات حقيقية - هي التي تنتصر. وقد أصر الكويتيون عن طريق نوابهم على رفض دخول وزراء التأزيم في تشكيلة الحكومة الجديدة، فخرج منها وزير الطاقة وزير الدول للشئون الخارجية.

ومع هذا الانتصار إلا أن المعركة الإصلاحية بين النواب والحكومة لم تنته بعد، فمازال هناك مطالب لم تحققها الحكومة وبالتالي فالمعركة ستستمر والجولة المقبلة منها ستكون التصويت على الحكومة الجديدة. وعبر عدد من النواب عن خيبة أملهم من التشكيلة وقالوا إنها لا ترقى لطموحات الشعب ونتائج الانتخابات، وأعلنوا مسبقاً أنهم سيستجوبون وزراء التأزيم الموجودين فيها لأنها تساعد على الاستجواب.

هذه المواقف الايجابية من النواب إذا بقيت في إطار مصلحة الشعب الكويتي تمثل الروح الحقيقية للديمقراطية، والنواب كما ذكرهم واحد منهم وهو النائب سيدعدنان عبدالصمد مسئولون أمام المواطنين وينبغي أن يكونوا على قدر المسئولية، كما أن الحكومة مسئولة أن تكون على قدر تطلعات الشعب وطموحاته. فهنيئاً للشعب الكويتي انتصاره وحذار أن يخذل نوابهم الشعب ويخونوا الأمانة