متى ستوثق نضالات أبطال البحرين الذين قدموا كل ما لديهم من اجل غد البحرين المشرق؟ متى سيكرمون رسميا بتخليد أسمائهم وبطولاتهم؟ متى سيكون تاريخهم درسا يتعلم منه كل شاب وشابة معاني التضحية والكرامة؟ صحيح أننا خلدناهم في ذاكرتنا نحن الشباب المحيط بدائرة العمل السياسي، ولكننا نطمح أن يخلدوا في ذاكرة كل شباب البحرين ليتعلموا منهم الدروس النضالية.

لقد رحل الرفيق المناضل الوطني أحمد الذوادي بعد أن صارعه المرض لسنوات كثيرة، فهو إلى جانب نضالاته للوطن كان أيضا مناضلا في صراعه لمرضه، كم كان لرحيله اثر شديد على نفسي، فقد تعرفت على نضالاته منذ سنوات وبالأخص عندما كنت في مرحلة المراهقة وأنا اسمع عن سيف بن علي ونضالاته ضد الاستعمار وضد القمع والاضطهاد، وكان حديث أسرتي وبعض من أصدقائي عنه وعن الحركات الوطنية في البحرين بمثابة دروس وطنية بدأت تؤثر في تشكيل شخصيتي وبنائها في كثير من الجوانب منذ تلك اللحظة.

وهنا نسأل عن مدى التأثير الذي سيصاحب طلاب وطالبات المدارس عندما تعرض عليهم سير هؤلاء المناضلين بجميع توجهاتهم؟ وما مدى الحس الوطني الذي سيزرع في نفوسهم؟ وكيف سيشعرون باعتزازهم بالتضحيات التي قدمها هؤلاء؟بالطبع كل ذلك سيكون له التأثير الايجابي في تنمية الشخصيات الوطنية المنتجة لهذا الوطن، وسيزيدهم بحس التضحية والتفاني من اجل الآخرين والعمل على إسعاد البشر لخلق وطن حر وشعب سعيد.

المناضل أحمد الذوادي رحل وكثير من شباب البحرين الغير مهتم بالشأن السياسي لا يعرف تاريخ هذا الرجل العظيم، وهذا ما ينبغي إحداث التغيير فيه وهو أن نوسع دائرة المعرفة بتاريخ مناضلي البحرين، بل يجب أن يتعرف كل شاب وشابة على نضالات شعب البحرين من خلال إدراج المراحل التاريخية بكل أحداثها التي مرت بها البحرين قبل وأثناء وبعد الاستعمار في مقررات الدراسة لتكون دروسا يستقي منها الشباب معاني التضحية من اجل قضايا الوطن.

وعلى رغم إدراكي الكبير بأن المناضل أحمد الذوادي غني عن التعريف وانه من الشخصيات الوطنية المعروفة،إلا انني على يقين بأن الكثيرين من جيل الشباب الحالي لا يعرفون عن هذا الرجل أي شيء، وهذا ليس ذنبهم بل هناك أمور كثيرة من ضمنها ما ذكرته سلفا