هي عادة قديمة جداً ليس فقط لشباب اليوم بل هي منذ أمد بعيد، فقد كانت العيون آنذاك هي سبيل الجميع للاستحمام والانتعاش من قيض الصيف، وفي زمان ما لا تكاد عين عذاري تركد مياهها فشباب تلك الايام وكذلك عين قصاري وغيرها من العيون المتناثرة هنا وهناك.
واليوم بعد أن انقرضت العيون ليس بيد شباب اليوم حيلة سوى برك السباحة، فقد ازدهرت برك السباحة وتطورت إذ إن هناك من يعتمد اعتماداً كلياً على ما توفره برك السباحة من مدخول، وبعض برك السباحة لا تعاني النقص ابدا إذ إنها بجمالها وروعتها تكاد تكون قصورا أو فيلات فخمة.
مع انقضاض الصيف على بشراتنا الهشة توجهنا لشباب برك السباحة إذ إن معظمهم تكون رحلاتهم للبرك بشكل يكاد يومي.
يقول الشاب احمد صالح: «ذهابي لبرك السباحة استطيع على ان اقدره بمرتين في الاسبوع، ذلك لان حرارة الجو لا تطاق، وما برك السباحة الا وسيلة للقضاء ولو لفترة على حرارة الصيف ولهيبها».
ويواصل احمد : «اما برك السباحة فقد تطورت كثيرا عن السابق وخصوصاً من الجانب الصحي إذ إن الدورات التفتيشية من قبل وزارة الصحة كان لها الدور المهم للقضاء على اي تجاوزات، ولكن هناك بعضاً من البرك أيضا تعاني من نقص في الاسعافات الاولية والخدمات الطبية اللازمة لمثل هذه الامور، وذلك طبعاً يعود على صاحب البركة فيجب على اصحاب البرك مراعاة الله والتعامل مع تجهيزات بركهم وكأنما الذين سيتأجرونها من اهلهم او ابنائهم».
«مللنا المجمعات التجارية»
اما غسان نصيف فيقول: «الى اين يتجهه الشباب للهروب من حرارة الجو؟ غالبية الشباب في المجمعات التجارية وقد مللنا هذا الروتين الذي يتكرر كل عطلة صيف، لذلك فالاتجاه لبرك السباحة هو الحل الذي آراه مناسباً ومنعشاً للهروب من قسوة الجو».
ويستدرك نصيف: «ولكن اسعار برك السباحة هذه تأخذ في الغلو عاما بعد عام من دون اي تطوير ملحوظ في تجهيزات أو اثاث البركة، لذلك يجب على الجهات المعنية الالتفات اكثر لمسألة أسعار البرك حتى لا تكون هناك مزايدات واسعار مبالغ بها وحال البركة أقل من المتواضعة بكثير».
«الاستعدادات الطبية ضعيفة»
من جانبه، يقول حسن بركات: «تمثل برك السباحة للشباب في فترة الصيف العصا السحرية التي تقضي على كثير من مسببات الاكتئاب الشبابي، اهمها الفراغ إذ إن برك السباحة تضفي جوا من الانتعاش على صيف الشباب الحارق والملل والمتكرر في كل صيف».
واسترسل بركات: «ان برك السباحة التي زرتها لليوم كلها تعاني من ضعف في الاستعدادات الطبية، فالاستعدادات الطبية ضرورية جداً في مثل هذه الاماكن ولكننا لا نلمسها في كثير من البرك، فلماذا تغفل الجهات المعنية عن هذا الجانب؟!!».
«استغلال البرك لمعالجة البطالة»
وعلى صعيد آخر، تقول عفيفة جاسم: «برك السباحة لها دور كبير في القضاء على الملل والفراغ وخصوصاً في ايام الصيف الحارة. نحن فئة الشباب نحب الذهاب للبرك اما الاهل فإنهم لا يحبذون ذلك خوفا على ابنائهم من الغرق والإصابات». وتضيف ايضاً «وللأسف ان الاسعار تكون عالية نسبياً على الشباب العاطل عن العمل، لذلك لماذا لا تقوم الجهات المعنية بتدريب الشباب الذين يعانون البطالة في فترة الصيف، لإن يكونوا منقذين في برك السباحة ويكون هناك منقذ في كل بركة فنصيب عصفورين بحجر واحد فيكون حل مؤقت لعلاج البطالة ومن جانب آخر علاج خوف الاهل على ابنائهم في برك السباحة»
العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ