على رغم نجاح جنرال موتورز في الحفاظ على مكانتها كأكبر منتج للسيارات في العالم حتى الآن، تشير تقديرات
والمعروف أن شركات السيارات الامريكية الكبرى وبخاصة جنرال موتورز وفورد موتور كورب ثالث أكبر منتج للسيارات في العالم تعاني من تدهور أوضاعها خلال السنوات الاخيرة لاسباب عديدة.
هذه الحالة المتراجعة التي تعاني منها صناعة السيارات الأميركية هي التي تفسر وتبرر في آن ما قد يبدو مثيرا جداً لعالم المال و السيارات على حد سواء، وهو قرار جنرال موتورز بيع نسبة من حصتها لتحالف ربنو - نيسان. لكن يبدو أن مجلس إدارة الشركة قد أعطى إشارة الضوء الأخضر لإدارتها كي تباشر في المفاوضات مع نيسان موتور اليابانية ورينو الفرنسية تحت ضغط من أحد كبار المساهمين في جنرال موتورز واهتمام الشركتين الاخريين بفكرة التحالف.
وتعتبر وكالة بلومبرغ للانباء الاقتصادية هذا التحالف الاهم من نوعه فى صناعة السيارات العالمية منذ عندما اندمجت ديملر بنز الالمانية مع كرايسلر الاميركية وتكوين شركة ديملر كرايسلر.
وكان المساهم الفردي الأكبر في جنرال موتورز، رجل الأعمال الاميركي كيرك كريكوريان الذي يملك . بالمئة من اسهم الشركة. قد حثها، قبل ثلاثة اسابيع، على الدخول بهذه الشراكة في اعقاب لقاء عمل على مأدبة عشاء جمعة برئيس شركتي رينو ونيسان، كارلوس غصن، في ناشفل (ولاية تنسي) في الولايات المتحدة. ويبدو أن كارلوس غصن اقترح شراكة ثلاثية تعطي كل من رينو ونيسان في المئة من أسهم جنرال موتورز بموجب إصدار جديد للأسهم.
يذكر أن نيسان وهي ثاني أكبر منتج سيارات في اليابان ترتبط بعلاقة تحالف من خلال صفقة تبادل أسهم مع رينو منذ العام . وقد أصدرت الشركتان الأسبوع الماضي بيانا أعلنتا فيه أن التحالف بينهما هو «شراكة مفتوحة».
ولا يقتصر فقط على الشركتين في إشارة إلى استعدادهما لانضمام شركات سيارات أخرى إليهما.
ولكي ندرك الحجم المالي، ناهيك عن الحجم الإنتاجي، لهذا الكارتيل في حالة تبلوره، يكفي أن نعرف أن شركتي نيسان اليابانية ورينو الفرنسية للسيارات قد حققت نجاحاً كبيراً خلال السنوات السبع الماضية مما أدى إلى تضاعف قيمتهما السوقية حتى فاقت بكثير قيمة شركة جنرال موتورز التي تعد أكبر شركة سيارات في العالم، إذ أصبحت قيمة أسهم نيسان نحو . مليار دولار وقيمة أسهم رينو . مليار دولار مقابل . مليار دولار لجنرال موتورز الاميركية. أي أن إجمالي القيمة السهمية للشركات الثلاث تقارب من بليون دولار أميركي.
لقد أدى تحالف نيسان - رينو إلى إزاحة الكثير من شركات السيارات من مكان الصدارة التي يحتلونها، فهل يأتي هذا التحالف كي يزيح قائمة أخرى من العمالقة ويضع الكثير من العقبات والصعاب أمام الأخرى الصغيرة الحجم أو تلك التي تحاول أن تتجاوز أسواقها الإقليمية بحثاً عن أسواق عالمية؟.
عبيدلي العبيدلي
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ