مع إعلان وزير الخارجية التركي عبدالله غول استعداد بلاده لبدء مفاوضات جديدة مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل ورده على سؤال صحافي من أن «إسرائيل» تبدي غضبها حيال هذا الإعلان بقوله: «إن الذين انتقدونا - بشأن زيارة مشعل - يطلبون منا اليوم بذل هذه الجهود»، يتضح للمتابع التخبط الإسرائيلي والضعف النفسي الذي وصلت إليه، فبالأمس حينما استقبلت أنقرة وفدا من «حماس» بقيادة مشعل في فبراير/ شباط الماضي بعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني، ثارت ثائرة «إسرائيل» وأبدت غرورها وكبرياءها ولامت أنقرة على هذا التصرف، وها هي اليوم تجر أذيال الذل والهوان وتترجى أنقرة لمعاودة الاتصال بمشعل علها تحفظ ماء وجهها أمام شعبها.
فأسر الجندي جلعاد شاليت أفقد زعماء «إسرائيل» صوابهم وجن جنونهم، وها هو التخبط يخرج من الغرف المغلقة ويسمع صداه في وسائل الإعلام، فقد ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن «العملية العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في غزة كشفت عن الكثير من الخلافات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة وخصوصاً بين رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام يوفال ديسكين من جهة، وقائد أركان الجيش دان حالوتس ورئيس جهاز الاستخبارات عاموس يدلين من جهة أخرى»، كما أن الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء بأن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر صرح بأن «إسرائيل» لا تستبعد احتمال إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في سبيل استعادة الجندي المخطوف، يؤكد هذا الرأي.
فلا غرو أن يحذر السيدحسن نصرالله الفلسطينيين من تسليم الجندي من دون مقابل معللا ذلك بأنه سيؤدي إلى غلق الباب أمام إطلاق عشرات الأسرى عند «إسرائيل» ولم يخل تحذيره من السخرية والطرفة فهو اعتاد على إغاظة «إسرائيل» وأصبح خبيراً في ذلك. فخلاصة القول إنه في النهاية سترضخ «إسرائيل» ولو لبعض المطالب، لكن ذلك سيكون مقابل ثمن يدفعه الفلسطينيون
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ