1- «مجبر أخاك لا بطل»... تحاول أن تقحم نفسك أحيانا في هموم وأزمات الساحة من باب أنك أحد من يعنيهم شأنها ولا تكاد تسلط الضوء على إحدى الأزمات حتى تجد نفسك انتقلت إلى أخرى بشكل تلقائي... لتطرح على نفسك أسئلة مشبوهة - في فكر البعض - ومهمة في فكر البعض الآخر... إلى متى ستبقى الساحة رهينة روتين لا تختلف رؤيته ومضمونه في الأخير عنه في البداية قبل أكثر من عشر سنوات؟ والى متى سنظل نتعكز على عصاً لينة قد تنكسر في أي وقت؟ هل من ينتمي إلى هذه الساحة مجبر على تقبل الأمور بطبيعة اعوجاجها؟ وإذا لم يعجبه ذلك فهل يشرب من ماء البحر الذي لم يعد صالحاً حتى للسباحة؟
2- مساجين العاطفة في ازدياد هذه الأيام... أعني بهم شعراء القصائد العاطفية الذين عرفوا طريقاً واحداً للشعر، ونسوا أن للشعر غايات أسمى من مجرد التغني بوصل حبيبة أو فراقها... كم ستسعفنا الذاكرة لتعدادهم؟ وكم كراساً سنحتاج لنسطر أمجادهم العظيمة؟ وخصوصاً إذا علمنا أنهم منتشرون في جميع دواعيس وطرقات خليجنا المعطاء. قد يعلل البعض الأمر بأن البدايات هكذا تكون تلقائياً! ولكننا هنا لا نقصد شعراءنا الذين لم ينبت لهم ريش بعد، بل نقصد أولئك المتعملقين والمتقوقعين على أنفسهم في صوامع الحب الخالد.
3- كثرت في الآونة الأخيرة الأمسيات وتشابهت الأسماء في بعضها... وجاء الاختيار لكثير من الأسماء المحلية والخليجية على السواء دون المستوى المرجو والمشرف للاستمتاع بأمسية رائعة... والأدهى من ذلك أن يتم توريط شاعر أو شاعرة في أمسية كبرى وكأنه لبس ثوباً قلما نقول إنها «تخب عليه»... تعثر في الكلمات وتلخبط في القافية وتكسير في الأوزان لا قبل له... بمعنى آخر: فشل صريح للشاعر أو الشاعرة وفشل أكبر لأصحاب الاختيار الفذ الذين كان همهم إقامة أمسية بأي وسيلة كانت لتنشيط فعاليات الشعر الشعبي من دون الأخذ باعتبارات مستوى الشاعر ونتاجه الشعري وشعبيته لدى الجمهور... وفي النهاية تسمع أحد أعضاء لجنة الاختيار يتأفف مما شاهد وسمع. أين كنت يا أخي قبل ذلك؟ وأين هي آراء أعضاء اللجنة الآخرين إن وجدت لجنة اختيار؟
4- مساحة التأمل أحياناً تأخذك إلى أبعد مما تتصور... وتشطح بفكرك إلى ما تعتقد وما لا تعتقد... ومراجعة النفس... ناهيك عن التفكير في الحصول على ما يساعدك من حلول لتجاوز مرحلة التقوقع الداخلي، وقد تصل إلى مرحلة الحلول المشتركة مع الآخر، وهذا ما لا تجده لدى البعض ممن يصرون على المكابرة حتى مع أنفسهم وغلق أبواب عقولهم من دخول واردة أو خروج شاردة... وجعل حرية التعبير مقتصرة على أنفسهم دون غيرهم لأنها حق مكفول لهم فقط، فما بالك إن كان أحد هذه الأصناف كاتبا في صفحة ما، أو مسئولا عن مؤسسة ما، أو ممثلاً لعينة ما من الشعب، أو أمينا على مصالح الأمة. هل نرجع بالسؤال إلى مرحلة الاختيار مرة أخرى؟
رشة:
غبت ورجعت وشفت اسمـــي مكانه
ندهت باسمـي... صاح يا صاحبي سم
ســم قال... سم احساس بعضه اهانه
والبعض لاخر... تاه في بؤرة الكــم
والكم حُوته تنتهك عرض دانــــه
والعرض ما يطفي لهيبه ســوى الدم
عبدالله حماد
العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ