تعتبر مطاعم الوجبات السريعة التي تنتشر بصورة أكبر حديثاً، هي الحل الوحيد الذي يتناسب مع متطلبات عصر السرعة، وهي الملاذ لمن لا يملكون الوقت لإعداد وتحضير وجباتهم الرئيسية، إذ تتوافر فيها الوجبة القيمة المعتبرة لكثير من الأفراد. وبغض النظر عن ماهية الوجبات المقدمة، وما إن كانت سلبياتها أكثر مما تحتويه من إيجابيات، يتزايد عدد المقبلين على تلك المطاعم يوماً بعد يوم.
إذ أصبحت الوجبات السريعة عنصراً مهماً في عملية تكوين الدهون والأمراض المزمنة مثل السمنة وفقر الدم الحديدي على المدى البعيد في حال أصبح تناول هذه الوجبات بصورة مستمرة لما تحتوي عليه من نسبة عالية من ذلك.
تقول رئيسة قسم التغذية بوزارة الصحة خيرية موسى: «إن الوجبات السريعة التي يتناولها الأفراد تحتوي على نسبة عالية من الدهون، فتتكون هناك علاقة وطيدة بين كمية الدهون المكتسبة من تلك الوجبات وكمية الطاقة الحركية المستهلكة لحرق الدهون المكتسبة منها، واحتواء الوجبات على السعرات الحرارية الكبيرة أيضاً تمثل عنصراً مهماً في تكوين الدهون الزائدة والمضرة، وذلك من خلال اختزان السعرات التي تكون الزيوت النباتية ومالها من تأثير مضر أيضا على الصحة، والذي يشترك جمعيه ويكون نسبة كبيرة من الدهون في الجسم وهي السمنة».
وتضيف: «إن هذه الوجبات لا تحتوي على فيتامينات وعناصر كثيرة يحتاجها الجسم من أجل أن تكون عملية تغذوية سليمة للجسم، موضحة أن تأثير الدهون على الجهاز الدوري يؤدي إلى عرضة الأمراض السرطانية، معلقة على ذلك أن 60 في المئة من المصابين بالسمنة بسبب الدهون الزائدة التي يكتسبها الجسم».
وأما من الناحية الاقتصادية، وهي مهمة بنسبة عالية، إذا تم الالتفات إليها، لكونها تمثل (مطاعم الوجبات السريعة) عبئاً أكبر وميزانية إضافية على رب الأسرة أو على من يرتاد هذه المطاعم، نظراً إلى ارتفاع أسعار الوجبات المقدمة لدى معظم تلك المطاعم، في الوقت الذي تكون الوجبات المحضرة في المنزل أرخص ثمناً وأضمن من ناحية النظافة في الإعداد وكما يمكن الحصول على الفائدة الأكبر فيها من الوجبات السريعة.
ومن الناحية الاجتماعية، يكون للأسرة وخصوصاً الأم دور كبير في تجنب انعكاسات تلك المطاعم والوجبات على الطفل والأسرة عموماً، وباعتبارها المحرك الأساسي للأسرة من هذه الناحية، يجب أن تكون هي على قناعة تامة بمساوئ الإكثار من تناول تلك الوجبات، وتحدد الوجبات الصحية المفيدة كبديل أفضل عن الوجبات السريعة، وتقدم إلى الطفل الوجبات التي تشابه الوجبات السريعة كحد أدنى للحد من أضرارها حين تناولها.
وتشير موسى إلى أن «إدارات هذه المطاعم لها تعاون كبير من جهتها في دعم البرامج والحملات التي تقدمها وزارة الصحة، وذلك من خلال استبدال المشروبات الغازية بالعصير الطبيعي وإدخال الخضروات والفواكه في الوجبات. إلا أن هناك بعض التجاوزات التي تعيق الموازنة الصحية والتغذوية لدى المستهلكين على المدى البعيد وهو ما يعد خطوة إيجابية تعاونية من قبل الطرف الآخر».
كما لوسائل الإعلام دور كبير في توصيل التوعية والتثقيف الصحي من خلال تبنيها الحملات التوعية والنشر والإحصائيات من أجل إبراز ما هو مهم بالنسبة إلى هذا الموضوع
العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ