العدد 3563 - الجمعة 08 يونيو 2012م الموافق 18 رجب 1433هـ

«الفن» ليس بديلاً للسياسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«الفن» يمكنه أن يلعب دوراً إيجابيّاً في الأحداث السياسية التي تعصف ببلادنا، ويمكن استذكار شواهد لذلك. ففي العام 2005 كان شارع البديع - كما هي العادة - مسرحاً للأحداث التي تتخللها حرائق ومصادمات، وحينها قررت «جمعية المرسم الحسيني» تلوين جدار مدرسة البديع الابتدائية للدعوة الى التهدئة، ومازالت رسومات الفنانين المتطوعين علامات بارزة لحد الآن يراها من يقود سيارته بمحاذاة الجدار على شارع البديع.

ولو عدنا إلى العام 2001، فسنجد أن البحرين حظيت بحركة فنية تمثلت بالمراسم التي انتشرت في المواسم الدينية، وتفرّعت بعد ذلك لعدة مناسبات، إذ قام متطوعون بتلوين جداريات جميلة في مختلف المناطق، بما في ذلك قرية «القلعة» والجدران القريبة من قلعة البحرين، وعلى الشارع الرئيس للسنابس، والذي يطل على شارع البديع، وشاركت في ذلك جمعية الاسكافي وجمعية المرسم الحسيني.

وفي الفترة الأخيرة قامت جهة رسمية بتلوين جداريات عند تقاطع دوار القدم، ويمكن رؤية أسماء الله الحسنى مخطوطة بشكل جميل، وذلك كبديل للشعارات السياسية المنتشرة في كل مكان هذه الأيام. ولكن الفن لا يمكن أن يكون بديلاً عن السياسة، وإنما رديف أساسي لها، والفن يرفع الوعي ويطوره بصورة خلاقة ويدعم التنوع والانفتاح على التطلعات الإنسانية السامية.

ولكن مع الأسف فإنّ الجهود الثقافية والفنية الأهلية لم يتم الالتفات إليها، ولم تحصل على دعم مماثل لما حصلت عليه، مثلاً، قرية «أصيلة» المغربية. وفي إحدى السنوات، تبنت جهة رسمية عدداً من الفنانين المغاربة الذين جلبتهم من «أصيلة»، ولكن المشروع لم ينجح في البحرين. ففي قرية «أصيلة» انطلق الفن على أساس «قيم معرفية»، وعلى أيدي أبناء المنطقة ذاتها، وبعد ذلك تحولت تلك القرية إلى نقطة جذب للسياحة الثقافية، وبسببها أصبح لاحقاً رائد المشروع، ابن تلك القرية «محمد بن عيسى»، وزيراً للثقافة ثم للخارجية لحقبة سياسية مهمة في تاريخ المغرب.

إن العلامات والرموز الفنية تعتبر جزءاً أساسياً لفهم الخطاب المستخدم للتعبير عن الأهداف والأساليب السياسية، وذلك لأن الصور والرسومات واللوحات الفنية تحكي روايات ومدلولات قيمية تؤثر في المسارات والخيارات الحياتية.

إننا بحاجة إلى استكشاف الفن وتنميته في مختلف المجالات بما يساعدنا على تشكيل تصورات سياسية أكثر إبداعاً، والبحرين اختيرت هذا العام عاصمة للثقافة العربية، ولكن لم نستفد من ذلك كما يجب بسبب طغيان الحدث السياسي، وبسبب عدم احتضان الجهود الأهلية وعدم الاستثمار فيها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3563 - الجمعة 08 يونيو 2012م الموافق 18 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:22 ص

      عزيزى

      اى فن ياولد الاجاويد واحنا في هذه الحالة المشينة اى فن ياولدى واحنا في بيوتنا ما نقدر نتنفس من الغازات السامة اى فن والجبابرة متفننون فينا حسبنا الله ونعم الوكيل 00000 00 وثاني شيىء ابغى اعلق على مقال الحبيبة مريم الشروقي المنشور امس لاني توني مطالعتنه اقولها يكفيكي فخرا بهذا الوصف بحرانية وافتخر وكل جمعه وانت بخير

    • زائر 17 | 6:09 ص

      من مواطن الفن ... رؤية سياحية

      في طيوف الفن عروض عميقة أنيقة وراقية وواعية ،وبحور لابتكارات رصينة وتكوينات منسجمة وتشكيلات ذات توليفات متناسقة،وُلدت من رحم الآهات، رافضة كل الرفض ظلم الظلمات ، مما يغرس في أئمة الحواس أفكار لموازين وامتدادات المعرفة بأخبار التاريخ وأغوار الحضارات،واطلاع على آفاق الفلسفات والتأملات، ومجاراة ومحاكاة – وربما معاكسة - مع خيالات الشعراء وبتلاوين خيالية تبعث في النفوس جولة لأحاسيس السكينة وجمالية اللمسات .أليس في الفن رؤية سياحية نفسية ووطنية مؤثّرة ؟ وتحياتي لكم ... نهوض

    • زائر 16 | 5:37 ص

      لم يتركوا حبلا للوصال يا دكتور

      كان بنك الدم يفيض به المتبرعين في أيام المناسبات الدينية ولكن بعد الأحداث عزف الناس من هول ما رأوه من معاملة على مستوى الوطن لم يترك المتمصلحين وسارقي الغنائم حبلا للوصال ، المرسم الحسيني كان له دورا بارزا في ذلك ولكن لم يلتفت اليه احد وكل ذلك بسبب تغلغل الفئوية والطائفية والمتمصلحين والناس هم الضحية ضحية فئة ارا\ت تهميش دور فئة كبيرة من المجتمع ساهمت وتساهم في رقي هذا البلد ولكن هناك من يريد التهميش وهذا هو النتاج انحسار كل تلك المظاهر الخلاقة .

    • زائر 15 | 3:55 ص

      نعم انها احداث سياسية

      نعم احداث سياسية اهدافها المطالبة باصلاحات سياسية من اجل حقوق مشروعة

    • زائر 14 | 3:52 ص

      مراسم ومواسم لفصل الربيع

      لم تختفي بعد بديهية "لا تقل للمغني غن ولا للشاعر اشعر"، فقد تكون أحيان حاضرة وأخرى غائبة. فمعلوم أن موهبة الفنان يصعب التحكم فيها بالاوامر الخارجية.
      كما أن مفردة مرسم جمعها مراسم. فالمرسم مكان واحد قد يرسم فيه فنان أو مجموعة من الرسامين، وهذا صحيح للمراسم كذلك.لكن قد يحتار الانسان في ايجاد علاقة المواسم بالمراسيم والمراسم بالمواسم؟
      وما علا قة الابداع بفصل الربيع ؟

    • زائر 10 | 3:17 ص

      الفن للفن أم الفن للسياسة ؟؟

      عندما يوظف الفن في غير محله وكذا المال الذي يعرف بالمال السياسي تنعدم قيمة الاشياء الحقيقية

      وتفقد الحياة رونقها وجمالها

      ضعوا كل شئ في محله كي تبقى الحياة جميلة

    • زائر 9 | 3:08 ص

      تعزيز المواهب الفنية و تجميل جدران المدارس و الدوارات لن يكون بديلا أو رديفا للهموم السياسية ....... ام محمود

      الأحداث الجسيمة التي مرت على مملكة البحرين و الوطن العربي و الجروح الغائرة و النازفة التي مازالت مستمرة و ما جرى في سوريا مثالا تراجيديا لفظاعة المأساة والكارثة الانسانية وقتل النساء و الأطفال و الرجال بدون أي رادع او احساس كل ذلك جعل من الناس يعزفون عن تذوق الفن أو المناسبات الوطنية مثل اختيار المنامة كعاصمة للثقافة العربية
      نحن نمر على شارع البديع و دوار القدم عشرات المرات و رأينا أسماء الله الحسنى و لكن ذلك لم يمنع الشباب من كتابة الشعارات السياسية
      نحتاج لعشر سنوات من أجل نسيان ما حصل

    • زائر 7 | 2:26 ص

      هذه مجرد زاوية من المشهد الوطني,,,,

      "ولكن لم نستفد من ذلك كما يجب بسبب طغيان الحدث السياسي، وبسبب عدم احتضان الجهود الأهلية وعدم الاستثمار فيها."
      ليس ذلك فقط دكتور بل الشعور بالندية بين القطاع الاهلي و الحكومي في ظاهرة تنبأ عن وضع غير سوي و عدائية غير مبررة,,,,,

    • زائر 6 | 2:04 ص

      ليس الفن فقط

      ليس الفن فقط له دور وتاثير في السياسة ولكن جميع الانشطة الانسانية في داخل الدولة فالرياضة مثلا يمكن ان تكون عنصر مهم من تقارب المواطنين ولكن كيف يكون وانت تجد من لا يعترف بك اصلا سواء عن قصد او عن طريق تعصب اعمى\\r\\nابو حسن

    • زائر 5 | 1:36 ص

      الفن يؤرخ ثورة

      يقول الشاعر الراحل نزار قباني " ان الثوره تولد من رحم الأحزان "، و هكذا عزيزي الدكتور ان هنالك وازع و محرك يدفع ريشه الرسام للإبداع و قد تختبأ الثوره في زوايا اللوحه و قد تخلد اللوحه الثوره حتى و ان لم تنال الثورة من الاهداف فلا احد من الوطن العربي و القريب من فن الكاركتير لا. يعرف الفنان و الشهيد الفلسطيني ناجي العلي

    • زائر 4 | 12:53 ص

      الشعب البحريني خلاق ومبدع منذ قرون والتاريخ شاهد

      شعب مبدع خلاق في كل المجالات اين ما حلّ وجدت اللمسات الفنية في حراكه لذلك هو شعب تواق للحرية لأن الابداع لا يمكن ان يظهر بصوره الصحيحة بدون حرية.
      والفن المبدع لا بد ان يتأثر بمحيطه والوضع السياسي القائم

    • زائر 3 | 12:50 ص

      في البحرين كان رسم «الدوائر الحمراء» أهم مظاهر الابداع في «الفن»

      إن العلامات والرموز الفنية تعتبر جزءاً أساسياً لفهم الخطاب المستخدم للتعبير عن الأهداف والأساليب السياسية، وذلك لأن الصور والرسومات واللوحات الفنية تحكي روايات ومدلولات قيمية تؤثر في المسارات والخيارات الحياتية.

      والبحرين اختيرت هذا العام عاصمة للثقافة العربية، ولكن لم نستفد من ذلك كما يجب بسبب طغيان الحدث السياسي، وبسبب عدم احتضان الجهود الأهلية وعدم الاستثمار فيها.

    • زائر 2 | 12:40 ص

      ابو علي

      شكرا علي المقال يا دكتور ولكن كيف يكون للفن قيمه في بلد يعمل فيه علي اسقاط القيم ويعتقل فيه اهل العلم والمعرفه و الدكاتره والاطباء والمعلمون الذين لهم دور في صناعة الفن وارساء القيم

    • زائر 1 | 10:48 م

      الفن قد مات منذ زمن بعيد على هذه الارض الطيبة .... حتى انفاس الانسان قد خنقوها .... لامجال للابداع ... ان يتقدم نحو الافق الجميل ... ولكن ثقتنا بالرب كبيرة .. بان هذا الفن سوف يولد من جديد ... محطما بذلك القيود المتخلفة ..لتعود شمس اوال مشرقة ... تفترش الارض العزة والكرامة ..

اقرأ ايضاً