قال الحاج عباس مكي السابودي انه على رغم عدم ذهابه إلى المدرسة فإنه يجيد التحدث والكتابة بطلاقة بثلاث لغات، موضحاً أن الجيل الذي عاش فيه شبابه يعد كلام الوالدين مقدسا، مؤكداً خلال لقاء مع «الوسط» أنه وشقيقه لم يتعلما السواقة وذلك تنفيذاً لأوامر والدتهما في ذلك حتى الآن.

بداية، لنتعرف عليك، وعن أصل سبب تسمية «السابودي»؟

- عباس مكي السابودي من قرية الصالحية، اما عن سبب تسمية السابودي، فقد قمنا سابقاً بعمل بحث فوصلنا لنتيجتين إحداهما وهي الأقوى أن السابودي هو غليظ الشعر، محتجب العينين وهو ما يمتاز به جميع أفراد عائلة السابودي، أما النقطة الاخرى فهي نتيجة باحث وهي أن السابودي بمعنى سابوري أو محاسنية.

كيف كان شكل الصالحية سابقاً؟

- الصالحية مثلها مثل باقي القرى حيث تزدان أزقتها بالأشجار والنخيل الخضراء، وكان معظم أهالي القرية يعملون بمهن الزراعة وتربية الحيوانات.

ما هي أشهر عائلات الصالحية؟

- من أشهر عائلات قرية الصالحية عاشور، النجاس، ملا حسن السكافي، طاهر، فردان، عبدالكريم شاهين، حجي جمعة القمر، حجي مكي، النياح، المنسي، قروف، النطعي، البري.

لإجادتك القراءة والكتابة قصة، فما هي؟

- شخصياً اعتبرها نعمة من الله تعالى، والأمر الاخر أنني لست الوحيد في ذلك بل يوجد العشرات وربما المئات من البحرينيين الذين واجهوا مصاعب الحياة وجعلتهم يجيدون التحدث والكتابة بعدة لغات دون الذهاب إلى مدرسة.

كم عدد اللغات التي تجيد التحدث والكتابة بها؟

- علمتني الحياة 3 لغات العربية والانجليزية والفارسية، واجيد التحدث بهم تحدثا وكتابة، ودون أن أذهب إلى مدرسة أو أي مكان اخر للتعلم، بل الحياة هي مدرستي.

وما هي مهنتك؟

- كهربائي، ولكني عملت بالمجال الطبي في بداية شبابي ولكن تركت ذلك من أجل العمل بالكهرباء وكان ذلك في بداية السبعينيات، وانتقلت من عامل إلى مساعد فني ومن بعدها إلى فني كهرباء حتى أصبحت مسئول عمال وإلى مشرف بآخر ايامي بوزارة الكهرباء والماء.

كيف كان استقبال الناس لدخول الكهرباء انذاك؟

- كان الناس متشوقين جداً للكهرباء وكنا نعمل بشكل متواصل حتى نتمكن من توصيل الكهرباء لأكبر عدد ممكن من القرى والمناطق.

كم كان راتبك وقتها؟

- 12 دينارا ومن بعد مدة طويلة وصل راتبي إلى 30 ديناراً، ولكني لم أقف مكتوف اليدين حيال ذلك الأمر ففي المنزل 10 من الأولاد والبنات وعليّ اعالتهم ولهذا كان صندوق عدتي معي وما إن أنتهي من عمل الوزارة حتى أبدأ بعمل توصيل الكهرباء إلى المنازل.

وكيف كان يومك الاخير قبل التقاعد في وزارة الكهربائي؟

- كان ذلك في عام 1998 وقد خصصت لي حفلة ضخمة بأحد الفنادق بحضور الوزير انذاك عبدالله جمعة والذي قام بتكريمي.

لعدم تعلمك سواقة السيارة قصة أيضاً، فما هي؟

- مع الاحترام لجميع الأجيال ولكنهم لم يصلوا لما كنا نحن عليه من احترام وتبجيل لآبائنا، حيث نلتزم بكلمتهم سواء كانوا على قيد الحياة أم في مماتهم وهذا يدل على قدسية الوالدين، وقصتي مع شقيقي هو مع دخول السيارات البحرين وبدء تعلم السواقة ازدادت الحوادث والكثير راح ضحيتها، ولهذا كانت لوالدتي في ذلك كلمة بعدم سواقتنا للسيارة وبذلك التزمنا بكلمتها حتى يومنا هذا أنا وشقيقي وجميع تنقلنا بالسيارات مرافقين وليس كسائقين.

هل تجد فرقا بين الماضي والحاضر؟

- نعم، سابقاً كنت تأمن على منزلك وأهلك ومالك والبعض يسافر لعدة أشهر ويعود وكل شيء في مكانه، أما الان فتغلق جميع أبواب منزلك وبحضورك ولكنك لا تأمن عليهم من تغير نفوس الاخرين تجاه بعضهم البعض.

سابقاً كان الشخص يبيع ويشتري بالكلام لأنه يعتبر كلمة رجل لرجل، بينما الان محامي وأوراق حكومية وشهود وقد لا ينفع الأمر أيضاً.

كلمة توجهها عبر «الوسط»؟

- كان البحرينيون سابقاً محط أنظار العالم على رغم البساطة التي يعيشون فيها، واليوم هم أيضا محط أنظار العالم وبالتالي نصيحتي إليكم أن تكونوا خير سفراء للبحرين، وأن تواجهوا مصاعب الحياة بروح قوية وان تتعلموا وتثابروا وتجتهدوا في جميع المهن فالله هو الرازق والموفق وولي التدبير، وكما أنا ربيت 10 من الاولاد والبنات بـالتحدي والصمود فأنتم أيضاً بمقدوركم أن تعيشوا بالأمل والاجتهاد.