اخفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران في التوصل الى اتفاق الجمعة يتيح للوكالة الوصول خصوصا الى موقع عسكري مشبوه، ما قد يؤدي الى التأثير سلبا على اجتماع بالغ الاهمية في موسكو مع القوى العظمى.
واعلن كبير مفتشي الوكالة الدولية هرمان ناكايرتز في تصريح صحافي تلاه في ختام الاجتماع "لم يحصل اي تقدم"، مضيفا ان نتيجة اللقاء كانت "مخيبة للامال". وقال انه لم يتحدد اي موعد لاجتماع جديد.
واضاف "دخل فريق الوكالة الاجتماع بروح بناءة وبنية وضع اللمسات الاخيرة" على اتفاق.
وتابع "قدمنا نصا معدلا يأخذ بعين الاعتبار مظاهر القلق التي سبق وعبرت عنها ايران" الا ان المحاورين الايرانيين "طرحوا مسائل اخرى سبق وتمت مناقشتها واضافوا مسائل جديدة".
واكد السفير الايراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية من جهته رغبة بلاده في تبديد كل الهواجس المتصلة ببرنامج بلاده النووي.
واضاف "نحن مستعدون لان نزيل كل غموض ولان نثبت للعالم ان انشطتنا سلمية حصرا وان ايا من هذه الادعاءات (التي تفيد ان ايران تريد حيازة القنبلة النووية) ليس صحيحا".
وقال "لكننا نحتاج الى وقت وصبر وبيئة سليمة" للنقاش. واكد "ليس ثمة عوائق ... سنواصل العمل من اجل التوصل الى اتفاق".
وكان الهدف من الاجتماع التوصل الى اتفاق اطار يتيح لمفتشي الوكالة الوصول الى كل المواقع وكل الاشخاص والوثائق التي يمكن ان تساعد في توضيح طبيعة البرنامج النووي الايراني، بعد تقرير الوكالة الذرية الذي تضمن انتقادات حادة لايران في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقد نشرت الوكالة آنذاك لائحة بالعناصر التي تفيد كما قالت ان ايران عملت على تطوير القنبلة الذرية قبل 2003 وربما بعد هذا التاريخ. ونفت ايران هذا الاتهام.
وفي منتصف ايار/مايو، جرت مشاورات مشجعة في فيينا تلتها زيارة خاطفة قام بها يوكيا امانو الى ايران. ولدى عودته في 22 ايار/مايو، اعلن عن توقيع اتفاق مع ايران قريبا جدا، بدون ان يحدث اي جديد منذ ذلك التاريخ.
وبدا يوكيا امانو اكثر حذرا في 4 حزيران/يونيو حين اعلن على هامش اجتماع مجلس حكام الوكالة "لا يسعنا سوى ان نامل بان يتم توقيع اتفاق باسرع وقت ممكن".
وتريد الوكالة بشكل اساسي التمكن من الوصول الى موقع بارشين العسكري حيث يمكن ان تكون ايران اجرت تجارب انفجارات بذخيرة تقليدية يمكن ان تطبق على المجال النووي. كما تخشى الوكالة مدعومة بالصور من ان تكون السلطات تقوم حاليا بتنظيف هذا الموقع.
ويلقي العجز عن احراز تقدم في فيينا ظلالا على اجتماع موسكو بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا) وايران المقرر في 18 و19 حزيران/يونيو.
وبعد جولتي تفاوض في اسطنبول في نيسان/ابريل ثم في بغداد في ايار/مايو، ظلت الخلافات قائمة بين الجانبين وخصوصا بشان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة التي تقرب ايران من المستوى الضروري لتصنيع قنبلة نووية وهو 90 بالمئة.
ويريد الغربيون مبادرات ملموسة من جانب ايران. وفي حال لم يحرز تقدم فان حظرا اوروبيا على النفط الايراني سيدخل حيز التطبيق في الاول من تموز/يوليو.
واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس ان بلاده عازمة على مواصلة المفاوضات "لكن القوى الكبرى لا تبدو راغبة في التوصل الى حل (..) وهي على الارجح لن تسمح بحل المشكلة في موسكو"، بحسب وكالة ايسنا.
في الاثناء دعا الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الايراني خلال مقابلة في بكين الى ابداء "مرونة وبرغماتية" في المفاوضات الدبلوماسية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب ما اوردت الجمعة وكالة انباء الصين الجديدة.