العدد 3562 - الخميس 07 يونيو 2012م الموافق 17 رجب 1433هـ

كلينتون تجدد مطالبتها للأسد بالرحيل

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أمس الخميس (7 يونيو/ حزيران 2012) في اسطنبول أن المجزرة الأخيرة التي وقعت في سورية «غير مقبولة»، وأن على الرئيس السوري، بشار الأسد، الرحيل.

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي بعد مؤتمر دولي بشأن مكافحة الإرهاب: إن «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالأمس في حماة أمر غير مقبول». وقالت غداة اجتماع في اسطنبول مع القوى الغربية ودول عربية لتحديد سبل تعزيز الضغط على دمشق، «على الأسد أن يسلم سلطته ويغادر سورية». وأقرت كلينتون بأن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تنظيم تحرك دولي يؤدي إلى رحيل الأسد.

وقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة جديدة وقعت في ريف حماة بوسط سورية ونددت بها الأسرة الدولية أمس.


عوائق تمنع المراقبين من الوصول للقبير... وباريس تعلن 6 يوليو موعداً لاجتماع «أصدقاء سورية»

كلينتون تطالب الأسد بالرحيل إثر مجزرة جديدة

اسطنبول، دمشق - أ ف ب

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أمس الخميس (7 يونيو/ حزيران 2012) في إسطنبول أن المجزرة الأخيرة التي وقعت في سورية «غير مقبولة» وأنه على الرئيس السوري، بشار الأسد الرحيل.

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي بعد مؤتمر دولي بشأن مكافحة الإرهاب إن «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالأمس في حماة أمر غير مقبول». ورأت وزيرة الخارجية الأميركية التي تختتم في تركيا جولة قادتها إلى الدول الاسكندينافية والقوقاز، أن تسوية الأزمة في سورية تتطلب وقفاً لإطلاق النار ونقلاً للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية.

وقالت غداة اجتماع في إسطنبول مع القوى الغربية ودول عربية لتحديد سبل تعزيز الضغط على دمشق، «على الأسد أن يسلم سلطته ويغادر سورية». وأقرت كلينتون بأن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تنظيم تحرك دولي يؤدي إلى رحيل الأسد. وأضافت «علينا تجديد وحدتنا وتوجيه رسالة واضحة إلى الدول الأخرى التي لا تعمل معنا بعد، لكي نقول لها أن ليس هناك مستقبلاً في كل ذلك».

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو إن بلاده مازالت تفضل الطريقة الدبلوماسية لكن عليها «التفكير» في كل السيناريوهات لضمان أمنها. وأضاف «سنستخدم الدبلوماسية حتى النهاية لكن إذا كانت الدبلوماسية مهمة، فالمبادئ مهمة أيضاً. يجب علينا ألا نسمح لأحد بمخالفة هذه المبادئ».

وكانت كلينتون دعت أمس الأول (الأربعاء) إلى نقل كامل للسلطة إلى حكومة انتقالية، بحسب ما أعلن مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية. وقال هذا المسئول في ختام اجتماع دولي بشأن سورية ضم 16 دولة عربية وغربية «لا يمكننا أن نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييراً حقيقياً».

وقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة جديدة وقعت في ريف حماة بوسط سورية ونددت بها الأسرة الدولية أمس في حين لم يتمكن المراقبون الدوليون من الوصول إلى موقعها.

ولكن دمشق نفت وقوع مجزرة، مؤكدة أن ما حصل في القبير بوسط البلاد هو «جريمة ارتكبها الإرهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والأطفال»، كما نفت منع فريق المراقبين الدوليين من الوصول إلى البلدة، وأكدت أنهم «دخلوا» إلى البلدة. وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين، الجنرال روبرت مود في بيان أمس أن وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير، وذلك غداة إعلان المعارضة السورية وحقوقيين مقتل 55 مدنياً في هذه المزرعة.

ولفت مود إلى أن «عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى مزرعة القبير من أجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية»، مشيراً إلى أن «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجري توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعادون إدراجهم».

ولكن وفي شريط عاجل ظهر على التلفزيون السوري الرسمي أكد مصدر رسمي أن «بعثة المراقبين دخلت إلى مزرعة القبير بريف محردة التي شهدت جريمة ارتكبها الإرهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والأطفال». ونفى المصدر ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن منع مراقبي الأمم المتحدة من الدخول إلى مزرعة القبير، مؤكداً أن هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال إلى أي مكان يختارونه.

وفي نيويورك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أن مراقبي الأمم المتحدة تعرضوا «لإطلاق نار من أسلحة خفيفة» أثناء توجههم لموقع المجزرة. ولم يشر بان كي مون الذي كان يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى سقوط جرحى بين المراقبين. لكنه وصف من جهة أخرى المجزرة بأنها «مروعة ومقززة»، مؤكداً أن الرئيس السوري «فقد كل شرعية».

بدوره عبر المبعوث العربي الأممي إلى سورية، كوفي عنان عن «اشمئزازه وتنديده» بمجزرة القبير. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن أفاد عن مقتل 55 شخصاً على الأقل أمس الأول في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة. وقال عبدالرحمن إن «العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن (لضحايا مجزرة القبير) هو 49 شخصاً غالبيتهم من آل اليتيم»، مشيراً إلى أن من بين القتلى «18 امرأة وطفلاً»، لافتاً إلى أن ستة قتلى سقطوا أمس الأول كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير. وكان المجلس الوطني السوري أعلن أن ثمانين مدنياً بينهم 22 طفلاً و20 امرأة، قتلوا، داعياً على لسان الناطق باسمه محمد سرميني في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية من أجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف أنحاء البلاد».

من جهتها، نددت وزارة الخارجية الروسية بالمجزرة الجديدة «الهمجية»، معتبرة أنها «استفزاز» يهدف إلى إفشال خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن اجتماع مجموعة «أصدقاء سورية» الذي أعلن الرئيس فرانسوا هولاند عن تنظيمه، سيعقد في السادس من يوليو/ تموز في باريس. وبرر الناطق باسم الوزارة، برنار فاليرو الدعوة إلى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سورية».

من جهته، دعا رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس إلى «انتقال سلمي للسلطة في سورية»، وذلك أثناء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس.

ميدانياً، تواصلت أعمال العنف حيث قتل 15 شخصاً على الأقل بحسب المرصد. وقتل ستة مدنيين بينهم طفلة في محافظة حمص (وسط)، في حين قتل في محافظة حلب (شمال) مدنيان، واغتيل قاضي الفرد العسكري بمدينة درعا (جنوب) ومساعد أول في القوات النظامية على إثر إطلاق الرصاص عليهما أمام المحكمة.

وفي دمشق وريفها قتل مدنيان، وترافق ذلك مع تحليق طائرات حوامة بسماء المنطقة، بالإضافة إلى أصوات انفجارات في مدينة دوما. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أحبطت السلطات السورية فجر أمس محاولة «تفجير انتحاري» لسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تقدر بـ 700 كيلوغرام في ريف درعا.


عالمان سعوديان: الدعوة للجهاد في سورية خروج على ولي الأمر

الرياض - د ب أ

حذر عضوان في هيئة كبار العلماء السعودية من الدعوات التي تشجع على الجهاد في سورية، مؤكدين أن الذهاب للجهاد في سورية «خروج على ولي الأمر». ونقلت صحيفة «الشرق» السعودية في عددها الصادر أمس عن عضو هيئة كبار العلماء، عضو المجلس الأعلى للقضاء، علي بن عباس الحكمي، قوله إن «موقف حكومة المملكة من القضية السورية واضح وإيجابي ولا يمكن لأي شخص المزايدة عليه».

وقال الحكمي: «يتعرض الشعب السوري للظلم والاضطهاد والجبروت من قبل حكومة متكبرة متغطرسة»، مشدداً على أن ما «تفعله الحكومة السورية بشعبها لا يفعله الأعداء». ورأى أن دعم الشعب السوري يجب أن يتماشى مع سياسة الدولة التي أعلنت دعمها له وفتحت باب التبرعات للاجئين في الأردن ولبنان وتركيا وأذنت لأئمة المساجد بالقنوت للشعب السوري في جميع مساجد المملكة.

من جانبه، نفى عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث، عبدالله المطلق سماعه بأي دعوة للجهاد، مؤكداً أن من يتولى القتال والجهاد في سورية هم الجيش السوري الحر «الذي يجب دعمه». وشدد المطلق على وجود وسائل عدة لدعم الشعب السوري تقوم بها الدولة «كالدعاء والدعم المالي والمعنوي في كل المحافل الدولية».


سورية تواجه مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية طويلة الأمد

واشنطن - أ ف ب

يرى محللون أن سورية تواجه مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية دموية طويلة الأمد مع بقاء خطة عنان للخروج من الأزمة حبراً على ورق واستمرار الانقسام الشديد في صفوف المعارضة والمقاومة القوية التي يبديها النظام.

وفيما تسعى القوى الدولية جاهدة للتوصل إلى حل للنزاع يرى خبراء أنه يجب إيجاد وسيلة لقلب موازين القوى لصالح المعارضة التي تخوض حركة احتجاجية منذ 15 شهراً للإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد.

وقال مدير مركز بروكينغز الدوحة، سلمان الشيخ لوكالة «فرانس برس» إن «النظام يبذل أقصى جهوده حالياً لخلق مناخ حرب أهلية، هذا أمر واضح».

وأضاف «كلما استمر الوضع على ما هو، أعتقد أن سورية ستواجه المزيد من المشاكل الطائفية مما كانت تواجهه في السابق». وقال «أعتقد أن البلاد ستشهد فصولاً دموية بشكل متزايد لأن الدبلوماسية لم تتمكن من ضبط الوضع على الأرض».

والتقت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون في وقت متأخر الأربعاء مسئولين كبار من 15 دولة أخرى لبحث كيفية وقف العنف في سورية والإطاحة بالأسد.

وتأتي المحادثات فيما لم يتم الالتزام بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان وأحد أبرز بنودها هو وقف إطلاق النار، لكن أعمال العنف مستمرة كما حصل في الحولة بوسط سورية الشهر الماضي حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين معظمهم نساء وأطفال، كما وقعت مجزرة الأربعاء القبير بمحافظة حماة راح ضحيتها 87 مدنياً. وقال مسئول الدراسات الشرق أوسطية في مجلس العلاقات الخارجية، إليوت أبرامز لـ «فرانس برس»: «نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن خطة السلام هذه تحمل السلام».

وحمل سكان في الحولة مسئولية المجزرة لسكان من قرى علوية مجاورة.

وهناك مخاوف متزايدة أيضاً من أن يتحول النزاع، الذي أوقع حوالى 13500 قتيل بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى حرب بالوكالة بين الغرب وحلفائه العرب من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى. وقال الشيخ «حصلت خصخصة للنزاع» ما يعني أن «مجموعات مختلفة من الخارج قامت بدعم مجموعات في الداخل ... وهنا يكمن الخطر الكبير الآن».

ورغم أن واشنطن كانت واضحة حتى الآن بأنها تقدم معدات غير قتالية لمجموعات المعارضة مثل تجهيزات الاتصالات، هناك دعوات متزايدة لتدخل أميركي أكبر.

ودعا بعض الجمهوريين الولايات المتحدة إلى تسليح المعارضين لكن واشنطن غير راغبة في الدخول في نزاع آخر في الشرق الأوسط بعد حرب العراق والتدخل في أفغانستان. وقال أبرامز «هناك فراغ في القيادة» مشيراً إلى أن تدخلاً أميركياً أكبر في سورية هو من المصالح الوطنية الاستراتيجية لأن انهيار نظام الأسد سيشكل ضربة لإيران.

واعتبر مساعد وزير الخارجية السابق، جيمس روبن في مجلة «السياسة الخارجية»أن «انهيار نظام الأسد سيقطع هذا التحالف الخطير» مضيفاً أن واشنطن يجب أن تساعد حلفاء إقليميين على تنظيم وتدريب قوات المعارضة السورية.

وقال روبن إن تقديم دعم جوي من تحالف يمكن أن يساهم أيضاً في دعم المعارضين ويبقي في الوقت نفسه الولايات المتحدة بعيدة عن الأرض.

وجزء من الصعوبات التي تواجهها واشنطن والمجموعة الدولية هو انقسام المعارضة مع «الجيش السوري الحر» الذي يقاتل على الأرض والمجلس الوطني السوري الذي يحاول سد الفراغ السياسي.

ومع استمرار النزاع نشأت مجموعات مسلحة في بلدات ومدن حيث قال أحد الخبراء إنه قد يكون هناك 50 إلى 60 مجموعة مختلفة. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر للصحافيين «كنا واضحين جداً، نريد بدء حوار سياسي في أقرب وقت ممكن».

وأضاف أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من المحادثات «لكن التركيبة الدقيقة ومن يتحاور مع من بالطبع هذا أمر يجب أن يوضحه الشعب السوري بنفسه». وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس لـ «فرانس برس»إن «واشنطن بحاجة لمحاورين» مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تصل إلى مرحلة تجد نفسها فيها تدعم المجموعة الخطأ.

وأضاف أن واشنطن كانت تعمل أساساً على إشراك أطراف إقليمية لكي تمد المعارضة بالسلاح حتى «إذا انفجرت قنبلة بسيارة في دمشق، لن يكون عليها علامة (صنع في أميركا)».

وقال «الجميع في واشنطن يريد تغييراً للنظام لكن بثمن زهيد، يريدون ذلك بدون إنفاق أية أموال أو نشر قوات أميركية على الأرض. يريدون ليبيا أخرى، والمشكلة هي أن سورية ليست ليبيا».

وهناك وسيلة ممكنة للمضي قدماً في الحل تدعمها روسيا وهي خطة تستند إلى النموذج اليمني حيث تقوم الأوساط المقربة من الأسد بالمساهمة في قيادة عملية انتقالية. لكن ذلك يتطلب معارضة متحدة جاهزة لكي تخوض «ما سيكون فعلياً مفاوضات مع الحكومة» كما قال الشيخ. وأضاف «ذلك يصبح أكثر صعوبة مع تصاعد العنف ميدانياً».

العدد 3562 - الخميس 07 يونيو 2012م الموافق 17 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً