العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ

دي روسي... بوسكيتس الإيطالي

اتخذ لويس إنريكي قرارات خطيرة كمدير فني لروما، لم تؤت ثمارها وعجلت برحيله عن المنصب. أحدها كان الدفع بدانييل دي روسي في بعض الأحيان بين قلبي الدفاع سعيا إلى قيامه بدور سيرخيو بوسكيتس مع برشلونة.

والآن يبدو المدير الفني للمنتخب الإيطالي تشيزاري برانديللي مستعدا لفعل الشيء نفسه قبل أولى مباريات فريقه في بطولة الأمم الأوروبية يوم الأحد المقبل أمام اسبانيا. لكن القرار هذه المرة يبدو معتمدا بصورة أكبر على الضرورة والاقتناع منه على المخاطرة. فغياب أندريا بارزالي للإصابة يجبر المدير الفني لإيطاليا على البحث عن عنصر لإكمال خط من 3 لاعبين، سيبدو تكوينه غير مسبوق في العامين اللذين مضيا عليه في المنصب، لكنه يلجأ إليه بحثا عن توفير التأمين الذي غاب خلال المباريات الودية الأخيرة.

واعترف المدرب الثلثاء «قد يكون ذلك حلا جيدا. لو لعبنا بثلاثة (مدافعين)، بالتأكيد سيكون دانييلي في وسطهم». وإلى جواره سيلعب كمدافعين صريحين جورجو كيلليني وليوناردو بونوتشي. كان ذلك ما جربه المدرب أمس الأول في أول تدريب لفريقه بمدينة كراكوف، إذ ستعسكر إيطاليا طيلة فترة إقامة بطولة الأمم الأوروبية. بيد أن المدرب لا يرى في دي روسي مدافعا. وقال برانديللي: «لن يكون هناك مزيد في المدافعين، بل لاعب وسط آخر، ستتغير الأمور قليلا»، مشددا على أن يلعب فريقه كرة القدم. فبعيدا عن الأرقام الخططية، يرغب المدرب في أن يمتلك منتخبه الكرة وأن يحركها فوق عشب الملعب وأن يلعب دور البطولة.

دي روسي سيكون قادرا على تمرير الكرة من الدفاع. أمامه سيكون صانع اللعب، أندريا بيرلو، وبالتأكيد تياغو موتا، المكافح والذي يملك قدما يسرى جيدة التمرير، ليشغل المركز الذي كان يحتله دي روسي في وسط الملعب. وسيعتمد برانديللي بذلك على لاعبين من أصحاب «القدم الجيدة»، كما يطلق عليهم في إيطاليا. ولا يخفي المدرب الإعجاب الذي يشعر به تجاه أسلوب لعب برشلونة والمنتخب الإسباني. ويعد لاعب وسط دي روسي متكاملا، إذ يتسم بالكفاح والقدرة على تسجيل الأهداف واللمسة الجميلة، التي ستجعل دوره يشبه دور بوسكيتس في برشلونة. وعادة ما يتراجع لاعب وسط برشلونة ليستقر بين قلبي الدفاع من أجل بدء الهجمات من الخلف، عندما يتحرك جيرارد بيكيه أو خافيير ماسكيرانو صوب الجانب الأيمن من أجل التغطية خلف البرازيلي داني ألفيش المتقدم للهجوم.

وجرب لويس إنريكي، زميل جوسيب جوارديولا في برشلونة وتلميذه في التدريب، ذلك الخيار في روما خلال الموسم الذي انتهى مؤخرا.

في السياق نفسه، أخر الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي ينتمي للمدرسة التدريبية نفسها، خلال الموسم الماضي مع أتلتيك بيلباو لاعبه خابي مارتينيز، الذي قد يلعب أيضا في مركز الدفاع مع أسبانيا خلال أمم أوروبا. وأوضح لويس إنريكي في أبريل/ نيسان الماضي عندما قام بتجربته «كلما كان المدافع أكثر مهارة كان أفضل، ودانييلي يمكنه القيام بالدورين». لكن رهان الأسبان لم يكن موفقا مع روما. ويقول اللاعب التاريخي لفريق العاصمة جيوزيبي جيانيني: «لا أفهم كيف يقوم بالدفع بدي روسي في الدفاع كي يمنح فرصة اللعب للأرجنتيني فيرناندو غاغو، الذي كان بديلا في ريال مدريد».

وأعلن التشيكي زدنيك زيمان أمس الأول (الثلثاء) خلال تقديمه كبديل للويس إنريكي في تدريب روما «دي روسي لاعب وسط، ولا أفكر بالدفع به في الدفاع». لكن برانديللي يبدو مستعدا لتقليد مدرب روما السابق، الذي يشعر بأنه أقرب لفكره الكروي. وقال برانديللي عندما بدأت موجة من عدم التفهم والنتائج السيئة تحيط بروما «إنه (لويس إنريكي) شخص تحول إلى رمز. مشروعه الفني رائع: لقد جلب معه ثقافة، وطريقة مختلفة لتقديم الكرة».

ويسير برانديللي على هذا الطريق الثوري، وقد يدخل إلى التاريخ طريقة «الكاتيناتشو» الكلاسيكية الشهيرة، التي تعتمد على الدفاع والهجمة المرتدة، والتي لا يزال يدافع عنه مخترعها، مواطنه جيوفاني تراباتوني، المدير الفني لأيرلندا، منافسة إيطاليا في ثاني مبارياتها بالمجموعة الثالثة لبطولة أوروبا. لم تمض الأمور جيدا مع لويس إنريكي في روما. وبرانديللي يعرف أنه يغامر. لكن دي روسي قد يدافع عنه وهو في خط دفاع إيطاليا.

العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً