أبدى وكيل وزارة العدل للشئون الإسلامية فريد مفتاح تطلعه «لفتح صفحة بيضاء نقية بين البحرينيين»، داعياً إلى أن «نتصالح ونضع أيدينا في يد بعض ونتنازل عن بعض حقوقنا لرأب صدعنا لنحقق عام جماعة آخر لشعب البحرين».

وأضاف المفتاح في كلمة ألقاها في احتفالية أقامتها الأوقاف الجعفرية تحت عنوان «حب الإمام علي يجمعنا»، بمناسبة مولد الإمام علي عليه السلام الاثنين (4 يونيو/ حزيران الجاري 2012) في قاعة شهرزاد في جنوسان «نتآخى من اجل الجميع ومصلحة الأجيال المقبلة التي ستفخر من أننا بادرنا وتشجعنا لذلك، متطلعين في مستهل اشهر الله المباركة إلى أن نتعاون جميعا».

وذكر وكيل وزارة العدل للشئون الإسلامية «تظللنا في هذه الأيام أشهر فاضلة مباركة تبدأ بشهر رجب الخير ثم شعبان ويليه شهر الله رمضان، وقد حدثت في هذا الشهر وفي هذه الأيام المباركة مواقف إسلامية عديدة وعظيمة منها الإسراء والمعراج، وما حدث فيها من مواقف جسام، كما تظللنا حادثة عظيمة هي ميلاد الصحابي العظيم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه».

وشدد على أن «هذه الحادثة كانت بداية تحول في الحضارة الإسلامية، هذا الحدث كان محطة من ابرز محطات هذا الشهر العظيم»

وأكد أن «حب العترة الطاهرة والوقوف على مآثرهم يكون بالتأسي والاقتداء بهم في أخلاقهم وسلوكهم، ويكون بالتراحم والتواد والتصالح وحب الخير لجميع المسلمين والبعد عن الحقد والبغضاء والكراهية والحفاظ على وحدة الصف».

وأفاد أن «محبة علي وآله من السبطين الكريمين وأمهما الزهراء متجذرة في قلوب المسلمين جميعا، بل لا يكمل إيمان عبد بغير محبتهم، والتقرب إلى الله يتم بمحبتهم، وهو اعتقاد لكل المسلمين بكل مذاهبهم، كيف لا وهم امتداد للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام».

وأكمل «حبنا لعلي وللإمامين السبطين عقيدة وقربة نتقرب بها إلى الله، وبقدر هذا الحب مطلوب منا أن نقف مع أخلاقهم ونفيد منها لعلاج مشاكلنا وحل قضايانا».

وتابع المفتاح «أتذكر موقفا كريما أحببت أن أقف عليه لنفيد من دروسه وعظاته، هو عام الجماعة الذي حمل راية السلام الوحدوية فيه الإمام الحسن بن علي وهو الذي تربى ونهل من أبيه وجده، ضاربا بذلك أروع مثال في جمع الكلمة والتسامي على الجراحات ضاربا في ذلك فهما رائعا لفقه الأولويات، ومسجلا موقفا شجاعا خلدته سجلات التاريخ في ترسيخ مفاهيم الوحدة والتلاحم وحفظ المجتمع من الأخطار». وأردف «لقد مرت بالأمة الإسلامية فترة من الاضطراب والخلاف، التي أدت من جميع الأصحاب إلى الاجتماع من غير أن يرضوا بتدخل الغير بينهم، وكان الكل قصده وحدة المسلمين بغض النظر عمن أصاب واخطأ، غير أنهم لا يعادون ولا يتكارهون ولا يتباغضون كما يفعل بعض المسلمين اليوم».

ولفت إلى أن «الرعيل الأول من الأصحاب والآل تميزوا بأنهم يملكون الجرأة على حفظ حقوق المسلمين في الوحدة والتلاحم، ولننظر بإنصاف إلى حدث عظيم من موقف للإمام الحسن الذي بويع بالخلافة ليحقق بها الموقف نبوءة جده حين قال إن ابني هذا سيصلح الله به بين فئتين».

وأوضح أن «الإمام الحسن في رغبته الصالحة الصادقة في إيقاف الشقاق والقضاء على الفتنة إضافة إلى خلق الإيثار دفعه إلى اخذ زمام المبادرة فتصالح مع مناوئيه وتنازل لهم عن الخلافة، فنعم المسلمون تماسكا وأمنا واستقرارا، وتبدلت حالهم من الشدة إلى الرحمة ومن القتال إلى المودة، ومن الاضطراب والفوضى إلى النظام والتوافق والوئام».

وتابع «هكذا كانوا أولئك العظام يقفون على قضاياهم بسمو شيمهم في تقدير مصلحة الجميع والمسلمين على ما سواها».

وواصل المفتاح «انني إذ اقدر المواقف والمبادرات من كل الأطراف، لاتخذ من هذه المناسبة لدعوة كل من يحب الإمام علي وابنه الأكبر أن يتخذ منه نبراسا للالتحاق بركب الجماعة، وها هم المخلصون لهذا الوطن يمدون أيديهم من اجل البحرين، وقد بادر في مقدمتهم جلالة الملك لجمع الكلمة ووحدة الصف واتخذ إجراءات مباركة للم الشمل ووحدة الكلمة ومواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير واستمرارا لعشر سنوات مضيئة من الإصلاح».

ودعا إلى أن «نقف وقفة رجل واحد على اختلاف مشاربنا ولنصنع معا انعطافة حضارية جدية ملؤها التصالح والتسامح والاخوة والوحدة محققين بذلك اجتماع الكلمة ليذكرها لنا التاريخ».

وفي كلمته خلال الاحتفال، ذكر الشيخ محمد جعفر الجفيري مناقب الإمام علي عليه السلام مشدداً على أنه «بحر لا تنزفه الدلاء، هو كلمة الرحمن وميزان الأعمال وساقي السلسبيل الزلال، والحاكم يوم اليوم الضارب بالرمحين، المكي المدني الإمام العظيم علي بن أبي طالب».

وفي الصدد نفسه أكد رئيس الأوقاف الجعفرية السيد حسين العلوي أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة الإسلامية المباركة، مشدداً على ضرورة التلاحم والوحدة الإسلامية والوطنية بين أبناء البحرين.