وسط موجة من المشاكل التي تحاصر الفريق بسبب العروض الهزيلة وفضائح التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات غير المشروعة على مباريات المسابقات المحلية، تجمع المنتخب الإيطالي لكرة القدم أمس (الاثنين) في معسكره التدريبي بالقرب من فلورنس قبل يوم واحد من السفر إلى معسكره ببولندا.

ومنح المدير الفني المدرب تشيزاري برانديللي للفريق راحة لمدة يومين إلى لاعبيه الـ 23 بعد الهزيمة القاسية صفر/3 أمام نظيره الروسي في المباراة الودية التي جرت بينهما يوم الجمعة الماضي في إطار استعدادات الفريقين لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا. ويغادر المنتخب الإيطالي بلاده اليوم (الثلثاء) متجها إلى مدينة كراكوف البولندية التي يقيم فيها معسكره التدريبي خلال مشاركته في يورو 2012 التي تقام فعالياتها بداية من يوم الجمعة المقبل وحتى أول يوليو/ تموز المقبل. ويستهل المنتخب الإيطالي (الآزوري) مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الأسباني حامل اللقب وبطل العالم يوم الأحد المقبل في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة. ولم تكن الهزيمة أمام الدب الروسي هي الأولى للآزوري في المباريات الودية التي خاضها استعدادا ليورو 2012 إذ خسر قبلها أمام منتخبي أوروغواي والولايات المتحدة بنتيجة واحدة هي صفر/1.

وأفسدت هذه النتائج في المباريات الودية السمعة الرائعة التي حققها الفريق من خلال مسيرته المبهرة في تصفيات البطولة والتي أكد من خلالها امتلاكه أفضل دفاع إذ اهتزت شباكه مرتين فقط على مدار التصفيات. وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية في عنوانها أمس «الآزوري بلا أهداف ويفتقد الثقة» وهو التعليق الذي يعكس ما ذكرته الصحف الأخرى التي تابعت بشكل كبير أنباء الفضيحة الضخمة للتلاعب بنتائج المباريات إضافة للاشتباه في حصول بعض اللاعبين على رشى ومدى تأثير ذلك على الآزوري. وترك المدافع دومينيكو كريشيتو معسكر الآزوري قبل أسبوع بعد تلقيه استدعاء بالمثول أمام سلطات التحقيق بينما يبدو تورط المدافع الآخر ليوناردو بونوتشي في الفضيحة نفسها أمرا مؤكدا وإن لم يرسل إليه المحققون استدعاء حتى الآن. وقال برانديللي إن كريشيتو كان من الممكن أن يتعرض لمزيد من الضغوط النفسية في يورو 2012 على رغم إنكار مدافع زينيت سان بطرسبرغ كريشيتو لوجود أي علاقة له بهذه الفضائح.

وفي الوقت نفسه، تشتبه الشرطة في أن الشيكات التي تصل قيمتها الإجمالية إلى 1.5 مليون يورو (1.85 مليون دولار) والتي قدمها حارس مرمى يوفنتوس والمنتخب الإيطالي جانلويجي بوفون إلى أحد الأصدقاء ربما تكون استخدمت في المراهنات على نتائج المباريات وهو ما لا تسمح به لوائح الكرة الإيطالية للاعبي الكرة. وقال بوفون: «بمالي، يمكنني شراء ساعات أو أراضي وأستطيع منحه للأصدقاء. يمكنني أن أفعل ما أريده بمالي». واشتبهت سلطات التحقيق في إمكانية تورط بوفون في المراهنات على المباريات في العام 2006 قبل مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا. ووسط هذه الفضيحة التي تورط فيها العديد من اللاعبين ومسئولي الأندية والحكام، نجح المنتخب الإيطالي في الفوز بلقب المونديال للمرة الرابعة في تاريخه.

كما يشعر برانديللي ببعض الارتياح لعودة مدافع يوفنتوس جورجيو كيلليني إلى صفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة. وبعدما لجأ لتجربة الدفع بأربعة مدافعين أمام المنتخب الروسي، ينتظر أن يعتمد برانديللي في البطولة على ثلاثي دفاع يوفنتوس الذي اهتزت شباكه 20 مرة فقط على مدار 38 مباراة في الدوري الإيطالي خلال الموسم المنقضي. ويتألف هذا الثلاثي من كيلليني وبونوتشي وأندريا بارزيالي ومن خلفهم بوفون في حراسة المرمى. وخلال المباراة أمام روسيا، أمد لاعب الوسط الموهوب أندريا بيرلو زملاءه بالعديد من الكرات ولكن الفريق ينتظر أداء أفضل من ثنائي الهجوم ماريو بالوتيللي وأنطونيو كاسانو خلال فعاليات البطولة.