العدد 3559 - الإثنين 04 يونيو 2012م الموافق 14 رجب 1433هـ

علامات الاستفهام تلاحق ألمانيا قبل انطلاقة «يورو 2012»

بعد مشواره الناجح في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية «يورو 2012» والذي شهد 10 انتصارات في إجمالي 10 مباريات، ينتظر أن يكون المنتخب الألماني لكرة القدم من أكثر الفرق ثقة في نفسها خلال منافسات البطولة الأوروبية هذا الشهر.

ويتمتع المنتخب الألماني الحالي، وهو الأصغر سنا بين فرق البطولة الـ 16، بمهارات تفوق منتخب ألمانيا الذي بلغ نهائي بطولة يورو 2008 وقبل نهائي بطولة كأس العالم التالية العام 2010 بجنوب افريقيا. أو على الأقل فإن هذه هي وجهة نظر المدرب الحالي للفريق يواخيم لوف. ويرى معظم الخبراء أن ألمانيا هي المرشحة الأقوى للفوز بلقب يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا ومعها بطلة أوروبا والعالم اسبانيا. وستكون مهمة لوف، التي بدأت أمس (الاثنين) بانتقال المنتخب الألماني إلى معسكره التدريبي بالقرب من مدينة جدانسك البولندية، هي قيادة الفريق إلى نهائي يورو 2012 في وارسو أول يوليو/ تموز المقبل.

وسيكون السيناريو الحلم بالنسبة للوف هو الفوز على إسبانيا، خصم ألمانيا في البطولتين السابقتين، في النهائي لقيادة بلاده إلى أول لقب أوروبي منذ الفوز ببطولة يورو 1996. ولكن لوف يريد أن تترك ألمانيا بصمة قوية أيضا في البطولة عن طريق تقديم أداء جذاب. وصرح لوف لوكالة الأنباء الألمانية قائلا: «لا يجب على المرء أن يظل يتحدث عن الفوز بالألقاب بصفة مستمرة. فهناك دول انتظرت 50 عاما مثل اسبانيا». وأضاف «ان هدفنا هو إحراز اللقب ولكننا نريد أن نقدم أداء هادئا من دون أن نتوتر. نريد لعب كرة جذابة وحديثة، وهذا أيضا يعتبر معيارا مهما بالنسبة لي».

وأدت نتائج ألمانيا والطريقة التي تفوز بها خلال السنوات القليلة الماضية إلى التساؤل في العام الماضي ما إذا كان الفريق الألماني الحالي هو أفضل المنتخبات الوطنية في تاريخ البلاد، على رغم أنه لم يحرز أي ألقاب بعد. وقال أسطورة الكرة الألمانية فرانز بيكنباور الذي أحرز لقب كأس العالم مرتين كلاعب ومدرب في 1974 و1990 على الترتيب: «أفضل منتخب وطني في تاريخ ألمانيا. هذا هراء بكل تأكيد». وأضاف «وإن كان في الماضي القريب يمكنني أن أتذكر منتخبا ألمانيا واحدا كان يتمتع بإمكانات كبيرة كهذه، إنه منتخبي الفائز بكأس العالم العام 1990».

رؤية فنية

كما يرى مدرب نادي بوروسيا دورتموند بطل الدوري الألماني يورغن كلوب أن منتخب ألمانيا مرشح قوي للفوز بيورو 2012. وقال كلوب: «لم يسبق لنا أن حظينا بكل هؤلاء اللاعبين الشباب الجيدين في منتخب ألمانيا». ولكن الجدل بأن منتخب ألمانيا الحالي هو الأفضل في تاريخ البلاد بدأ يختفي تدريجيا مع ظهور بعض الشكوك. فقد خسر الفريق وديا 1/2 أمام فرنسا في بريمن في فبراير/ شباط الماضي ثم خسر 3/5 أمام سويسرا الأسبوع الماضي قبل أن يحقق فوزا غير مقنع أمام الكيان الصهويني بهدفين نظيفين يوم الخميس الماضي. وعلى رغم أن هذه النتائج لا تحمل الكثير من الدلائل خصوصا مع غياب أغلب اللاعبين الأساسيين من منتخب ألمانيا عن هذه المباريات التي ينظر إليها غالبا على أنها مجرد اختبارات، فقد كان يمكن تحديد بعض نقاط الضعف في خط الدفاع الألماني خلال هذه المواجهات الودية مع افتقاد اللاعبين مات هاملز وهولجر بادشتوبر فلبى الدفاع للخبرة وعدم تعافي بير ميرتساكر كلية من الإصابة.

وربما يكون لوف أخطأ أيضا في ضم مهاجمين صريحين اثنين فقط لقائمة المنتخب الألماني ممثلين في لاعب بايرن ميونيخ ماريو غوميز ولاعب لاتسيو الإيطالي ميروسلاف كلوزه الذي يفتقد حساسية المباريات بعد عودته من الإصابة.

ويفضل لوف طريقة 4/2/3/1 في اللعب ولو حافظ كلوزه، الذي يكمل عامه الـ 34 عندما تلعب ألمانيا مباراتها الأولى في يورو 2012 أمام البرتغال يوم السبت المقبل، على لياقته البدنية فمن المرجح أن يبدأ لوف به المباراة على رغم تألق غوميز في الدوري الألماني هذا الموسم. ومازالت الشكوك تحوم حول مشاركة باستيان شفاينشتايغر في يورو 2012 بعد موسم مليء بالإصابات المتعاقبة كان آخرها الإصابة بشد عضلي في بطن الساق خلال نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ أمام تشلسي الإنجليزي، وإن كان يعتقد أن اللاعب بإمكانه استئناف التدريب مع منتخب ألمانيا اليوم.

ويرى بيكنباور أن نهائي دوري الأبطال ربما كان له تأثير نفسي على لاعبي بايرن الثمانية الذين يلعبون للمنتخب الألماني خصوصا مع غيابهم عن الكثير من استعدادات ألمانيا لبطولة يورو 2012. وقال بيكنباور: «لست واثقا من نجاح لاعبين مثل فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر وتوماس مولر وتوني كروس وهولجر بادشتوبر وجيروم بواتينغ في أن يتخلصوا بسهولة من آثار هذه الهزيمة» قبل أن يضيف أنه أقل قلقا على حارس المرمى مانويل نيوير. ويحتاج لوف لأن تكون كتيبة بايرن في أفضل حالاتها بفريقه الذي يضم مجموعة من اللاعبين الشباب مثل ماريو غوتزه وماركو ريوس وإلكاي جويندوجان، ثلاثي فريق دورتموند الذين يتمتعون بإمكانات كبيرة ولكن من دون خبرة دولية.

وبالنسبة للتشكيل المثالي للوف فمن المفروض أن يدفع بشفاينشتايفر مع نجم ريال مدريد الاسباني سامي خضيرة في خط الوسط خلف المهاجم لوكاس بودولسكي (أرسنال الإنجليزي) ومسعود أوزيل (ريال مدريد) وتوماس مولر. ويواجه لوف (52 عاما) مشكلة مع زيادة عدد اللاعبين الجيدين في مراكز خط الوسط عن حاجته، وإذا ما احتاج لمهاجم آخر في الأمام بدلا من رأس حربة وحيد بإمكانه الاستعانة بريوس أو بودولسكي أو مولر. وتسعى ألمانيا لاجتياز مجموعتها الصعبة في يورو 2012 والتي تضم منتخبات هولندا والبرتغال والدنمارك، ولكن إذا ما وجدت ألمانيا اسبانيا في مواجهتها من جديد فلن يلجأ لوف إلى الخطة التي نجح بها تشلسي في التغلب على برشلونة ثم أمام بايرن لاحقا في دوري الأبطال. وقال لوف: «لقد فاز برشلونة 8 مرات في 10 مباريات أمام تشلسي، ولكن أحيانا تحدث نتائج غير متوازنة. وهذا ما رأيناه في النهائي عندما أهدر بايرن ميونيخ ضربة جزاء في الوقت الإضافي». وأضاف «يجب أن تواجه اسبانيا بأن تسبب المشاكل لها بالخيارات الكروية عن طريق الضغط والاستحواذ على الكرة واللعب السريع». ويرى لوف أنه لديه اللاعبون القادرون على تحقيق ذلك.

العدد 3559 - الإثنين 04 يونيو 2012م الموافق 14 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً