تلألأ نجوم فارس الغربية فريق المالكية وأضاءوا سماء دوري الدرجة الأولى لكرة القدم إثر صعودهم له بعد فوزهم الثمين والمُستحق أمس على الأهلي في مباراة الإياب للملحق الفاصل بين تاسع الدرجة الأولى (الأهلي) وثاني الدرجة الثانية (المالكية) والتي أقيمت على ستاد نادي المحرق بعراد.

وانتهى الوقت الأصلي من المباراة ملكاوياً بثلاثة أهداف لهدف، إذ كان المالكية محتاجاً للفوز بأي نتيجة للتمديد بعدما خسر ذهاباً بهدفين نظيفين دون احتساب فارق الأهداف، وفي الوقت الإضافي سجل الملكاويون هدف الفوز عبر ركلة جزاء في الدقيقة (119) أي قبل الأخيرة من ركلة جزاء لحسن السيد عيسى (الحمامة)، وقبلها في الشوط الأول الأصلي كان المالكية سجل 3 أهداف عبر الرائع أحمد يوسف هدفين (16 و43) وحسن السيد عيسى كذلك (45)، بينما أحرز الأهلي هدفاً في الدقيقة 42 من الشوط الثاني بواسطة بيتران.

وبهذه النتيجة يكون المالكية قد صعد للدرجة الأولى، بينما لم يشفع للأهلي تاريخه العريق وهبط للدرجة الثانية في واقع مؤلم جداً لجماهيره وعشاقه، وحتى الغالبية من متابعي الكرة البحرينية لم يتمنوا هبوط (النسر) لكن هذه كرة القدم والمالكية يستحق الصعود عطفاً على ما قدمه!.

تفوق ملكاوي

الفريق الملكاوي كان الأفضل والأخطر في هذا الشوط، وكانت الرغبة في الفوز حاضرة لدى الفريق أكثر من الأهلي الذي تفاجئ كثيراً بالاندفاع الملكاوي للأمام وبالتالي لم يتمكن من إيقافه.

واعتمد المالكية في هجومه على تحركات الخطير أحمد يوسف الذي أربك دفاعات الأهلي كثيراً، فيما تواجد حسن السيد عيسى (الحمامة) كمهاجم ثابت وسط الدفاع الأهلاوي، وكان خط الوسط يتلقى دعماً مستمراً بالذات من عمار حسن وعيسى عبدالوهاب، مع عدم إغفال بقية اللاعبين الذين أدوا شوطاً رائعاً ربما هو الأفضل لهم هذا الموسم، وكان هنالك تماسك في الدفاع.

وفي الجانب الآخر فإن الأهلي لم يظهر بالصورة المطلوبة رغم أن الضغوط كانت على خصمه أكثر لأن الأهلي فاز في المباراة الأولى، لكن لاعبيه لم يكونوا في مستواهم، وتواجد الأردني محمد عبدالحليم وحيداً في الجانب الأمامي دون أن تصل إليه أي كرات من لاعبي الوسط الذين اكتفوا بأداء الواجبات الدفاعية فقط ولكن بدون تركيز كبير كون لاعبي المالكية تحركوا بسهولة ودون مضايقة طيلة الشوط، وأبرز لاعبي الأهلي كان جمال راشد الذي أتيحت له فرصة افتتاح النتيجة عند الدقيقة 11 لكن كرته التي سددها من على مشارف منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيسر، وبعدها بدقيقة طالب الملكاويون بركلة جزاء بعد ملامسة الكرة ليد أحد لاعبي الأهلي داخل منطقة الجزاء، ولعب الملكاوي حسين خلف كرة عرضية من الجانب الأيسر وصلت لأحمد يوسف قابلها برأسه مباشرة للزاوية اليمنى وعانقت الشباك هدفاً أولاً لفارس الغربية (16)، وأبعد الحارس الأهلاوي عباس أحمد بشكل رائع كرة قوية سددها عيسى عبدالوهاب قبل أن يُثبت حارس المالكية وجوده بأجواء اللقاء حينما تصدى لكرة سعيد منصور الانفرادية (24)، وواصل الفنان أحمد يوسف تألقه وأرسل كرة قوية من الجانب الأيسر استقرت في المقص الأيسر لمرمى الأهلي معلناً الهدف الثاني للمالكية (43)، وفي أولى دقائق الوقت بدل الضائع لعب موسى عبدالأمير كرة لحسن السيد عيسى داخل خط الست ياردات وهو مواجه للمرمى وضعها بسهولة في الشباك الأهلاوية هدفاً ثالثاً للأخضر، فيما أضاع جمال راشد كرة رأسية خطيرة وانتهى الشوط ملكاوياً بثلاثية نظيفة.

شوط ضعيف

بسبب النظام الغريب من قبل اتحاد الكرة والذي لا يعترف بفارق الأهداف مابين الذهاب والإياب فإن الشوط الثاني مر رتيباً وضعيفاً على جميع المتابعين، حيث اعتمد المالكية على أسلوب قتل اللعب من أجل إيصال المباراة للوقت الإضافي بدلاً من بذل مجهود (على الفاضي)، وبالتالي فإن الفريق تراجع للخلف مع إتاحة الفرصة للأهلي للاستحواذ على الكرة ولكن مع إغلاق المنافذ الدفاعية، ولم نشاهد أي هجمة إطلاقاً للمالكية على مرمى الأهلي والفريق تأثر أيضاً بالمجهود الذي بذله في الشوط الأول وكان هنالك سقوطاً متكرراً للاعبي المالكية وهو ما عطَّل اللعب كثيراً، بينما الفريق الأهلاوي كانت له بعض المحاولات القليلة وبدأها كميل حسن بتسديدة قوية لكن كرته ارتدت من القائم الأيمن لمرمى الحارس سيد جعفر حبيب (7)، وحصل الكاميروني بيتران على فرصة خطيرة جداً للأهلي في الدقيقة 24 حينما واجه المرمى الملكاوي وهو قريب منه تماماً لكنه سدد الكرة بشكل غريب بجوار القائم الأيمن، وحصل عبدالله العربي الذي دخل بديلاً لجمال راشد مع انطلاق الشوط الثاني على عدة كرات في اليمين لم يُحسن استغلالها، فيما سجل بيتران هدفاً شرفياً في الدقيقة 42 لا يغني ولا يسمن من جوع حينما سدد كرة يسارية من داخل منطقة الجزاء مرت أرضية للزاوية اليمنى للمرمى الأخضر وانتهى الوقت الأصلي بتقدم المالكية بثلاثة أهداف لهدف.

الوقت الإضافي

الفريق الأهلاوي في الشوط الإضافي الأول كان هو الأفضل والأكثر سيطرة على الكرة ولكن دون فائدة، فلم يتم تشكيل أي خطورة على مرمى المالكية بسبب عدم وجود صانع ألعاب متمكن بإمكانه إيصال الكرات للمهاجمين، فيما كان المالكية متراجعاً للخلف من أجل سد المنافذ في وجه الأهلاويين.

وفي الشوط الإضافي الثاني انقلب الحال وانتقلت الأفضلية لصالح المالكية الذي بدأ لاعبوه بالتقدم للأمام، وسنحت لسيد حسن عيسى فرصة العمر حينما وصلته كرة عرضية واجه بها المرمى لكنه لم يتعامل معها كما يجب وتعرض للمضايقة وانقض الحارس عباس أحمد على الكرة منقذاً فريقه (6)، وحملت الدقيقة 14 (قبل الأخيرة) الأفراح لفارس الغربية حينما تعرض نجم المباراة الأول أحمد يوسف لإعاقة واضحة داخل منطقة جزاء الأهلي احتسب على إثرها الحكم رامي الكعبي ركلة جزاء صحيحة للمالكية انبرى لها سيد حسن عيسى (الحمامة) وسجل من خلالها هدف الانتصار والصعود للدرجة الأولى، إذ انتهت المباراة على وقع هذا الهدف.

أدار اللقاء بنجاح الدولي رامي الكعبي وساعده الدوليان محمد جعفر ونواف شاهين والحكم الرابع وليد محمود.

لقطات من المباراة

أقيم اللقاء في ظل غياب الإسعاف، ولا ندري من هو المسئول عن سوء التنسيق هذا.

- جمال راشد بالرغم من تقديمه أداءً جيداً في الشوط الأول لكن تم استبداله قبل بداية الشوط الثاني ولا ندري ما حصل، إذ لم يجلس على مقاعد البدلاء بل تواجد مع الجماهير!.

- الجماهير الملكاوية القليلة والعاشقة لفريقها والتي حضرت مباراة الأمس عاشت لحظات فرح رائعة للغاية ولا توصف وزفت لاعبيها بعد المباراة وحملتهم على الأعناق وخرجت في مسيرات فرح بالسيارات وصولاً للمنطقة الغربية.

- كل الأهلاويين المتواجدين في إستاد نادي المحرق لم يصدقوا ماحصل، وذرفت أعينهم دموعاً بعد المباراة حزناً على ما حصل، فالأهلي ليس هذا مكانه ولا هذا وضعه!.

- بالرغم من أهمية المباراة للأهلي إلا أننا لم نشاهد أي عضو من مجلس الإدارة متواجداً في المنصة أثناء اللقاء بعكس إدارة المالكية.

- بعد المباراة قام النجم الأهلاوي السابق حسن زليخ بتهنئة المالكية بالصعود وهو بلقب (مكسور) وبحزن عميق على ما وصل إليه ناديه.

الحمامة: صعودنا مستحق ومتأسف لحال الأهلي

أكد صاحب هدف الحسم للمالكية سيد حسن عيسى إن فريقه استحق الصعود لدوري الدرجة الأولى نظراً للعطاء الكبير الذي قدمه طيلة الموسم وصولاً لمباراتي الملحق، مشيراً إلى أن المالكية رغم خسارته مباراة الذهاب بهدفين دون رد إلا أنه لم يكن سيئاً لكنه فقط لم يتوفق في إحراز الأهداف وبالتالي خرج خاسراً.

وأضاف (الحمامة) إن الأمور جرت على مايرام في هذه المباراة وحقق الفريق مايريده منذ الشوط الأول وبالتالي فإن الأمور كانت واضحة بعدها واحتفظ الفريق بلياقته وتمكن من تسجيل هدف الفوز، وأشار إلى أن مشوار الصعود بدأه مدرب الفريق السابق يوسف ناصر وأكمله الآن المدرب محمد الشملان فلهما كل الشكر والتقدير.

وتأسف (الحمامة) لحال الآن وقال: «أنا أعتبر نفسي أبناً من أبناء القلعة الصفراء التي لعبت فيها ثلاث سنوات وحققت فيها الكثير وكسبت حب الجماهير الأهلاوية، وبالتالي ما حصل يحز في نفسي كثيراً ولم أتمنَ أن يكون صعودنا على حساب الأهلي، ولكن رسالتي لهم بأن الهبوط لا يعني النهاية والفريق قادر على العودة وهنالك أندية عالمية هبطت مثل اليوفنتوس لكنها عادت أقوى من ذي قبل».

زليخ: هبطنا لكن سنعود والأهلي لا ينكسر

أوضح لاعب فريق الأهلي عبدالله زليخ أنَّ فريقه لم يكن يستحق الهبوط للدرجة الثانية هذا الموسم ولكن هذا هو حال الكرة، والفريق الآن هبط للدرجة الثانية لكنها ليست نهاية المطاف وسيتم العمل على إعادته مرة أخرى لدوري الكبار، والسقوط والهبوط لا يعني (الانكسار)، فالأهلي فريق كبير ولا ينكسر ومكانه بين الكبار.

وأضاف زليخ إن جميع الأهلاويين لم يتوقعوا بداية الموسم أن يحصل مثل هذا السيناريو المؤلم، فالأهلي كما ذكرت كبيراً ودائماً ما يفكر بطموح الكبار ولكن الفريق مرَّ بظروف كثيرة منها الإدارية والفنية ومشاكل للاعبين وكلها تراكمت عليه وأدت للوصول لهذا الحال، مشيراً إلى أن هذا الموسم سيء جداً للنادي الأهلي الذي لا يتمنى أي رياضي في البحرين وصوله لهذا الوضع الحزين.

وأرجع زليخ هبوط الأهلي إلى التخبطات الإدارية والفنية التي واكبت الفريق منذ البداية، لافتا إلى أن الأخطاء استمرت خصوصاً فيما يتعلق بالقرارات التي تتخذ وأبرزها إيقافات اللاعبين، بالإضافة إلى عدم وجود حلقة وصل بين الفريق والإدارة.

وطالب اللاعب الأهلاوي إدارة ناديه بضرورة الاهتمام بصورة أكبر بقطاع كرة القدم بما يضاهي الاهتمام بباقي الألعاب، مطالبا بوضع ميزانية خاصة للفريق من أجل العودة في الموسم المقبل.