بطولة أمم أوروبا لكرة القدم هي البطولة الحقيقية للمنتخبات التي تكون فيها المنافسة على أعلى مستوى وجميع مبارياتها تحفل بالإثارة والندية والمتعة الكروية، لذلك هي باختصار بطولة المنتخبات الأولى والتي تتفوق على كأس العالم.
وسبب هذا التفوق أن جميع المنتخبات المشاركة فيها على القدر نفسه تقريبا من المستوى الفني والقدرة على المنافسة وجميعها مؤهل لبلوغ النهائي، وهذا هو الفارق الرئيسي مع كأس العالم التي تشارك فيها 32 منتخبا 12 منها على الأقل مستوياتها ضعيفة وتخسر بنتائج قياسية وهذا ما أكده متوسط ميدان المنتخب الاسباني اكسافي في تصريحه الذي أشار فيه إلى الفرق بين البطولتين.
بعد 3 أيام تنطلق البطولة الأهم التي لو ضم إليها المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني وألغيت كأس العالم لكان أفضل بكثير للمتعة الكروية، هناك سنشاهد الكرة على حقيقتها بحيث تضمحل أمامها كل المنافسات الرياضية الأخرى.
البطولة الأوروبية هذا العام تتناقض الترشيحات بالنسبة لمنتخباتها، إلا أن المرشح الأول بالتأكيد هو المنتخب الاسباني حامل اللقبين الأوروبي والعالمي على رغم أنه ليس في أفضل أحواله، ويأتي بعده المنتخب الألماني القوي فنيا والمطالب بتحقيق بطولة تعكس تطور مستواه في السنوات الأخيرة والأسماء اللامعة التي يضمها.
هناك أيضا المنتخب الهولندي وصيف بطل العالم، وكذلك المنتخب الايطالي القوة التقليدية في القارة الأوروبية والذي كلما مر بمشاكل كبيرة قبل الاستحقاقات الكبرى كلما كان البطل المتوج في النهاية!.
أما إنجلترا وعلى رغم اسمها اللامع إلا أنها أقل من المنافسة دائما أوروبيا وعالميا وكذلك حال المنتخب البرتغالي.
ويبقى المنتخبان المستضيفان أوكرانيا وبولندا مرشحان للعب أدوار متقدمة وخصوصا أوكرانيا إلى جانب القوى التقليدية في أوروبا الشرقية وتحديدا روسيا والتشيك، ومن اسكندنافيا تبرز السويد.
في ظل هذه المنافسة القوية بين هذه المنتخبات الكبرى تضمحل التوقعات، كون الجميع قادرا على احداث المفاجأة، إلا أنه قياسا لاستعدادات المنتخبات وما شهدناه في الأشهر الأخيرة فباعتقادي أن المنتخب الفرنسي سيكون فارس الرهان في البطولة المرتقبة.
المنتخب الفرنسي الذي جدد جلده بعد الإخفاقات المتوالية وبعد انتهاء جيله الذهبي، يبدو في الطريق التصاعدي الصحيح لما يمتلكه من روح جماعية وأسماء لامعة ولاعبين قادرين على الحسم في الوقت المناسب ومن خلفهم مدرب ذكي ومحنك هو الفرنسي لوران بلان المرشح حاليا لتدريب الكثير من الأندية الأوروبية الكبرى.
المنتخب الفرنسي قد يكون بعيدا عن الأضواء في الوقت الحالي إلا أن مواجهته الأولى أمام المنتخب الإنجليزي ستكشف الوجه الحقيقي لهذا المنتخب الذي يمكن تسميته بمنتخب العرب في أمم أوروبا لما يضمه من لاعبين من أصول عربية أبرزهم كريم بنزيمة وسمير نصري وحاتم بن عرفة ورامي وبقية الأسماء.
الفرنسيون يلعبون كرة سريعة وقوية ولكن المباريات الإعدادية ليست مقياسا ونحن نحتاج أن نراهم عن قرب في بداية المشوار أمام المنتخب الإنجليزي وحينها فقط ستتضح الصورة إن كانوا قادرين على مواصلة المشوار بقيادة الثلاثي الذهبي ريبيري وبنزيمة ونصري لوراثة المنتخب الاسباني الذي بدأ الشيب يتسلل إلى لاعبيه... أم أنهم سيواصلون إخفاقات الكرة الفرنسية!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3559 - الإثنين 04 يونيو 2012م الموافق 14 رجب 1433هـ