العدد 2481 - الإثنين 22 يونيو 2009م الموافق 28 جمادى الآخرة 1430هـ

سيرة جمعية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لأول مرةٍ شهدت قاعة كلية العلوم الصحية مساء الجمعة الماضي احتفالا باليوم العالمي لمرض السكلر (19 يونيو/حزيران)، الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية.

الحفل الذي أقيم تحت رعاية رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، استمر لأكثر من ساعة ونصف، وشمل كلمة لجمعية السكلر، وعرضا للقطات ترويجية من فيلم «ليلى» الذي أنتجته الجمعية بتكلفة جاوزت بضعة آلاف من الدنانير، ويحكي قصة معاناة شابٍ مصابٍ بالمرض، الذي يمنعه من الارتباط بالشابة التي أرادها رفيقة لدربه. وهي قصةٌ واقعيةٌ لمئات من شباب وشابات البحرين، الذين يعانون من هذا المرض جسديا ونفسيا واقتصاديا واجتماعيا.

الجمعية التي ينتمي أغلب أعضائها إلى هذه الفئة (لدينا 18 ألف مصاب و65 ألف حامل للمرض)، تتميّز بالحيوية والنشاط، وتسعى بجدٍ لتغيير الواقع الصعب الذي تعانيه. فهي تستغل المناسبات لإيصال صوتها للمجتمع، وتتواصل مع الإعلام لمخاطبة الرأي العام، وتمدّ جسور الثقة مع المسئولين في السلطة التشريعية والتنفيذية.

خطاب الجمعية هادئٌ ومتودّدٌ للجميع، ففي كلمة رئيسها حاول جلب تعاطف جميع الأطراف، بعد أن أرسل التحيّات في مختلف الاتجاهات، مطالبا بتطبيق القرارات الحكومية التي مضى عليها أكثر من 7 شهور دون تنفيذ.

هذا المرض الوراثي، من أعراضه نوبات الألم الشديد التي تقف العائلة عاجزة عن فعل شيء تجاهه، فتدفع بالمصاب إلى قسم الطوارئ المزدحم عادة بالمراجعين، والمحظوظ من يحصل على سرير مؤقت، وإلا فعليه تناول المهدئات حتى درجة الإدمان.

لست في مقام تجديد العتاب أو النقد لأحد، فكلنا يعرف أوضاع وزارة الصحة وضعف موازنتها فهي من أوائل ضحايا سياسة التنجيس... لكن بسبب ارتباط دخول المستشفى بالألم فإن ذلك يخلق كثيرا من الإشكالات وحالات الشد، التي يدفع ثمنها الطاقم الطبي والتمريضي. من هنا كانت لفتة كريمة من الجمعية برفض تناول اسم أي طبيب حتى لو كان مقصّرا، حفاظا على التعاون بين الجميع، إلى جانب التنويه بكفاءة كوادرنا البحرينية، التي تتحمّل هذا العبء الكبير، وتشارك المرضى آلامهم وتخفّف عنهم معاناتهم.

كم يشعر المرء بالفخر وهو يرى عشراتٍ من الأطباء البحرينيين، وطوابير من الممرضين والممرضات، يتقدّمون لاستلام هداياهم الرمزية والشهادات التقديرية، التي تحمل الكثير من معاني الشكر والعرفان. وكم كان جميلا تكريم أعدادٍ أخرى من الممرضات الأجنبيات، اللاتي يؤدين الخدمة مع زميلاتهن المواطنات في الظلّ، دون ضجة أو أضواء، موزعاتٍ على سبعة أو ثمانية أجنحة مختلفة، من الطوارئ إلى قسم أمراض الدم والأورام.

من بين المكرّمين طالبٌ متفوقٌ هذا العام، وخريجةٌ جديدةٌ متفوقةٌ قرّرت أن تتخصّص في الجامعة بدراسة مرض السكلر هذا العام. وهي خطوةٌ مباركةٌ نتمنّى أن يكون لدى غيرها من شبابنا الطموح مثل هذا التوجه، فعلينا أن لا ننتظر اختراقا في معالجة هذا المرض المستوطن في الخليج وسواحل أفريقية والبحر المتوسط، مادام بعيدا عن البلدان المتقدمة في مجال الأبحاث الطبية.

الجمعية كرّمت ثلاث مئة من الممرضات، وعشرات الأطباء، وعرضت العضوية الفخرية على ثلاثين من الإعلاميين والصحافيين والصحافيات. وغاب عن الحفل وزير الصحة لطارئ صحي، شافاه الله، كما غابت جمعية التمريض البحرينية، وهي من المعنيين بالأمر، وكم كان جميلا حضورها ولو من باب المساندة والتضامن بين الجمعيات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2481 - الإثنين 22 يونيو 2009م الموافق 28 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً