العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ

إدخال الضمير في تجارة الأسلحة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك عدد من القطاعات التي يتحرك فيها البيع والشراء من دون ضمير، ومن هذه القطاعات الاتجار بالأشخاص والدعارة والمخدرات، والتجسس على الشئون الشخصية للناس سعياً لابتزازهم, وتجارة السلاح الدولية، وغيرها من النشاطات المشابهة. وحاليّاً تستعد الدول لمفاوضات كبرى تجريها الأمم المتحدة في 27 يوليو/ تموز المقبل (2012) للتوصل إلى «معاهدة دولية لتجارة الأسلحة»، وستكون هذه أول اتفاقية من نوعها في تاريخ الأمم.

المحادثات الجارية حاليّاً تسعى لإحلال «الضمير» في هذه التجارة التي تبتلع ثروات الأمم تحت اسم الدفاع عن الأوطان ولكنها في الواقع تذهب إلى مشارب فاسدة شتى. وهناك من الدول من يصرف أكثر من ثلث الموازنات الحكومية على شراء الأسلحة التي تخزن وتتحول إلى خردة، ولا يستفيد منها سوى أولئك الذي يستحصلون العمولات، وأغراضها الحقيقية لا تترجم إلا إذا كانت هناك حاجة إلى قمع الشعوب التي تتطلع إلى حرياتها.

منظمة العفو الدولية طالبت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في تقرير أصدرته، بتحكيم الضمير، لأن 70 في المئة من مبيعات الأسلحة تأتي من الدول الخمس دائمة العضوية، ما يعني أن هذه الدول التي يفترض أنها تنشر الأمن في العالم إنما هي الرابح الأكبر من انتشار الأسلحة وانتشار الحروب التي تهلك الحرث والنسل.

المعاهدة الجديدة تسعى إلى اشتراط معايير لحقوق الإنسان والتنمية عند إبرام صفقات بيع الأسلحة، والتأكد من أن الصفقات لا تؤدي إلى تفاقم الصراع أو الفساد. الولايات المتحدة تطالب بإعفاء الذخيرة من الشروط، ولكن المنظمات الدولية تقول إن الذخيرة أهم من السلاح... وقد أشارت منظمة «أوكسفام» إلى أن هناك 12 مليار رصاصة تباع كل عام، وأن هذه في النهاية تستقر في جسم الإنسان من أجل تحقيق أرباح لمن صنعها، وجني عمولات من يُسوّقها. وأشار تقرير بريطاني إلى أن الأسلحة الصغيرة والخفيفة غير المشروعة تتسبب في قتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص سنويّاً، في حين أن العنف المسلح هو المسئول عن قتل أكثر من 640 ألف شخص سنويّاً.

نأمل أن نرى ولادة لهذه المعاهدة الدولية الشهر المقبل، ونأمل أن توقعها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأن تصدر عن الهيئات التشريعية قوانين في كل البلدان تعتمد هذه المعاهدة بعد ولادتها، وأن تتسنّم الدول الخمس دائمة العضوية الريادة في تنفيذ أول معاهدة دولية تحاول إدخال الضمير في تجارة السلاح الدولية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:31 م

      البحرين

      في اعتقادي ان تجارة الاسلحة اشرف من تجار القلم. ! تجارة رخيصة.. وتقدر تبيع مو بس وطنك..

    • زائر 30 | 11:38 ص

      التلازم

      ما وجد الاستبداد في بلد الا قال له السلاح خذني معك

    • زائر 28 | 10:09 ص

      ما معنى الضمير ... شيوعي بحراني

      لابد ان نعرف اولا ما هو الضمير هذه المفردة التي كثيرا ما تتردد على السنتنا من دون ان نذرك معناها ، الضمير هو ما تضمره في ذهنك من افكار ومبادئ والذي على اساسه يتحدد سلوكك واخلاقك تجاه الغير والقضايا التي تعيشها ، الرأسمالي الجشع والذي يسعى الى زيادة ثروته المالية لا يهمه قتل الاطفال عند ترويجه لبضاعته من السلاح القاتل فهذه اخلاقه وهذه هي مبادئه وسلوكه التي في المجموع تشكل معنى الضمير ، الاخلاق هي جزء من البناء الفوقي للوعي الاجتماعي العاكس لطبيعة البناء التحتي من هنا يتحدد نوعية الضمير

    • زائر 27 | 9:13 ص

      ضمائر عليها ... صفرة الخزي

      في العالم قوى همّها الأكبر التطاحن لإمتلاك أمره ، والتنافس في أخذ زمامه والإنفراد بتسييره،وإن حاولت أن تستر جشعها ومناورتها بستار النظم الإنسانية الفاضلة والضمائر الحيّة ، وليس وراء هاتين اللفظين إلا سياسة البطش الشنيع والمطامع والمصالح المادية والمغارم الفادحة من الأموال والمهج الهالكة ،وفي حقيقة الأمر مسخ لإنسانية بني الإنسان والإنحطاط بها وإزالتها من الوجود . وتحياتي لكم ... نهوض

    • زائر 26 | 7:54 ص

      تقى البتول

      نبارك لكم ولجميع المؤمنين ولمحبي جريدة الوسط بهذه المناسبة السعيدة مولد الامام امير المؤمنين اعادها الله علينا بالخير والبركات

    • زائر 24 | 6:39 ص

      الضمير و الأسلحة

      دكتور منصور
      و هل الدول المصدرة للأسلحة لها ضمير كالولايات المتحدة مثلا. لو كان المقياس بالضمير ، كان من الواجب على الأمم المتحدة اصدار قرار بحظر صنع الأسلحة في أمريكا و لا داعي لذكر الأسباب فأنت اعلم بها ، اما اسرائيل فحدث و لا حرج فهي الدولة المزعومة الوحيدة بها وزيرا للحرب.
      تحياتي

    • زائر 23 | 6:30 ص

      صناعة الموت

      الذي ما شاف البرنامج انما هو كالنعامة التي لا تريد ان تري شي.....فالسلاح ليس بالضروري يشتري بل يصنع محليا"..فكيف تواجهه يا دكتور بالورود ام بالحوار المشروط

    • زائر 21 | 6:01 ص

      العدو

      يحتاج السلاح عند مقابلته...والأعداء كثرو في الداخل والخارج

    • زائر 20 | 5:16 ص

      Albeem

      الفلوس التي دفعث عمر ابن سعد لقثل الحسين (ع) لايهم من أين أهم شيء الفلوس

    • زائر 19 | 4:59 ص

      franchise opportunities

      الحل جداً بسيط دكتور,,,
      و بالمرة فرصة لهوامير العمولات ,,,,
      و فوق هذا تقدر تقول :- صناعة وطنية,,,,
      ما حد يقدر عليهم,,,,

    • زائر 16 | 3:56 ص

      لا فائدة من ضمير ميّت ادخل او لم يدخل

      من الملاحظ في التعليمات السماوي امر مهم وهو تدارك الاخطاء بالاستغفار والتوبة والعودة عن الذنب
      ذلك يدعو الى عدم موت الضمير والعكس صحيح وهو
      كثرة الذنوب وعدم التوبة وعدم الاستغفار يجعل على القلوب رين وتكثر الآثام فتموت الضمائر وحينها يقتل الانسان كل بني البشر من دون ان يرقّ له جفن.
      او يبنض له قلب
      تلك سنة في بين البشر لو لاحظنا ان البعض لا يستطيع ان يرى منظر حادث بسيط فيه بعض الجرحى ولكن البعض يتلذذ بمنظر التعذيب والالام والدماء
      فما الفرق بين الاثنين؟

    • زائر 15 | 3:50 ص

      صدق أمير المؤمنين علي ( ع )

      الناس صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق اختصر الأنسانية والضمير في آن واحد وفي كلا الحالتين اذئه حرام فهو انسان خلقه الله وهو كفيل به وليس لك الحق في ايذائه الا في اطار القانون ، ولأن القانون غائب عن التطبيق فكل من ماتت ضمائرهم يتفننون في ايذاء البشر مرة بالقتل واخرى بالتعذيب ومرة بالأبتزاز أو التهديد ، ويقول الأمام الحسين يوم العاشر من المحرم للقوم ان كنتم لا تغافون المعاد فارجعوا الى احسابكم وانسابكم أنا الذي اقاتلكم وليس لكم شيء بحرمي .

    • زائر 14 | 3:24 ص

      albeem

      الفلوس تخدر العقل في أي مجال ان كان

    • زائر 12 | 2:45 ص

      هم تجار البشرية

      أكثر الدول استيرادا للاسلحة أكثرهم فسادا وكم من فضيحة نشرت لكن حاميها حراميها

    • زائر 11 | 2:32 ص

      الآلة الحربية فشلت والشعب انتصر

      ان اكبر سلاح لحماية الأوطان هو الشعب هو حصن الحصين لكل وطن اذا أمنت القوى الداخلية فأمنت الوطن من التدخل القوة الخارجية ، اذا تحققت العدالة الحقيقة للشعب فأمن الأستقرار الداخلي لذا الدولة لا تحتاج ابرام صفقات السلاح بالمليارات الدولارات من ثروة الشعب مادام تملك اكبر سلاح الأقوى هو الشعب ، فأي دولة لاتملك رصيد شعبي فأنها لو تشتري سلاح كل العلم لا ينفعها ولدينا اكبر مثال هو الربيع العربي الشعب هو انتصر وآلة الحربية فشلت

    • زائر 10 | 2:30 ص

      لا ضمير ولا خوف من الله ولا وازع انساني

      شنو تقول دكتور اصبح البشر بلا بشرية والمسلمين بلا اسلام والمؤمنين بلا ايمان اصبح الهم الاكبر هو الجاه والكرسي والمال
      القتل والدماء هي على قائمة الاخبار اليومية
      دماء الاطفال والنساء والابرياء تراق من اجل صراع الكبار على الكراسي في صد وعدم الخوف والمبالاة من الله ومن عذابه وعقابه

    • زائر 8 | 1:19 ص

      اوبعدين شنهو

      تجربتنا في البحرين علمتنا ان كل المعاهدات الدولية لا قيمة لها اذا ما تعارضت مع مصالح الدول الكبرى. البحرين الدولة الصغيرة تجاوزت كل الأعراف الدولية ولكن لا شيء سوى الإدانة
      السؤال ماذا بعد؟

    • زائر 7 | 1:19 ص

      المعادلة

      الضمير و الدول الخمس دائمة العضوية !!! هيهات هذه معادلة لا تصح لكن لو قلت المصالح و الدول الخمس عندها تصح.

    • زائر 6 | 1:08 ص

      مقابيل المال

      مقابيل المال يفسد الضمير بل أقول أكثر أن كل مازادت الثروات فى أيادي دون آخري وأشتط غرورها وعلوها وعتيها قتل(بضم القاف) وذبح(بضم الذال) الضمير على مقاصل الشعوب الضعيفة الغلبانة والجائعة - ففلسفة الحياة القائمة الآن أن لاوجود لضمير البتة مقابيل المال فكلما سعي الانسان لتجارة فاسدة فعلم أن ضميره فاسد وميت لانه وبكل بساطه لم ينتهي بنهي ما أمر الله به من الحفاظ على حياة الانسان وعدم المساس به وبكراماته عدا انه عدم قتله دون وجه حق فأن لم ينتهي بما أمر الله فأين له أن يكون له ضميرا من الاساس

    • زائر 5 | 1:01 ص

      القبض على النار

      تبدو هذه المعاهدة كمحاولة القبض على النار ، اذا لا يمكن السيطرة على تجارة السلاح لسببين، الاول ان من قرر انه بحاجة اليه فلن توقفه اية عقبة في الطريق مها كانت حتى لو اضطر في النهاية الي تصنيعه بنفسه، و ايران مثل جميل في هذا المجال ، أما من يبيعه فلن يقاوم البيع ... حتى لو قيدته سبعين اتفاقية اذا ما عرض الشاري الرقم الصحيح ...

    • زائر 3 | 12:26 ص

      هل يشمل هذا ذخائر الشوزن والغازات ؟؟

      ولكن المنظمات الدولية تقول إن الذخيرة أهم من السلاح... وقد أشارت منظمة «أوكسفام» إلى أن هناك 12 مليار رصاصة تباع كل عام، وأن هذه في النهاية تستقر في جسم الإنسان من أجل تحقيق أرباح لمن صنعها، وجني عمولات من يُسوّقها، وأغراضها الحقيقية لا تترجم إلا إذا كانت هناك حاجة إلى قمع الشعوب التي تتطلع إلى حرياتها.

    • زائر 2 | 12:15 ص

      مقال رائع

      مقالك يغني عن جلسة برلمان فيها خمسة و عشرين نائب من اربعين خصصت لمناقشة الميزانية العسكرية لذلك لا نحتاج للمشاركة في البرلمان

    • زائر 1 | 11:46 م

      زائر

      احسنت دكتور

اقرأ ايضاً