قطع الأهلي خطوة أولى في طريق تأمين مقعده بدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل بعد فوزه على المالكية بهدفين دون مقابل في المباراة الأولى لـ»ملحق البقاء»، وسجل هدفي الأهلي المحترفين الكاميروني بيتران «2»، والأردني عبدالحليم محمد «82»، وسيلتقي الفريقين في مباراة ثانية يوم الاثنين المقبل على استاد نادي المحرق بعراد.

جاءت المباراة متوسطة المستوى غالبية فتراتها وخصوصا شوطها الأول الذي خلا من الندية والإثارة والفرص الخطرة، في حين تحسن المستوى الفني في الشوط الثاني الذي سيطر عليه المالكية بصورة كبيرة ولكنه فشل في استثمار ذلك، في حين لعب الأهلي بأسلوب دفاعي للحفاظ على تقدمه.

شوط أول متوسط المستوى من الجانب الفني انحصر اللعب غالبية فتراته في وسط الملعب دون وجود خطورة حقيقية من الفريقين، إلا فيما ندر من المحاولات الفردية التي لم يكتب لها النجاح.

وبدأ الأهلي المباراة مهاجما ونجح من خطف هدف مباغت بعد كرة طويلة أرسلها مهدي عبداللطيف على رأس بيتران الذي هيأها لسعدي محمد منصور والذي بدوره لعبها أرضية داخل المنطقة فشل في استثمارها بيتران في البداية ولكنه عاد وصحح خطأه ليضع الكرة في الشباك هدفا أول للأهلي «2».

وجاء هذا الهدف ليرسم ربما سيناريو جديدا فرض على الفريقين، إذ نجح الأهلي في استثمار حالة الارتباك التي كان عليها لاعبو المالكية وسيطر على مجريات اللعب بفضل تحركات لاعبيه في منطقة المناورات وخصوصا جمال راشد وسعيد محمد والمغربي كرمجي، واعتمد الأهلي على أسلوب فتح اللعب عن طريق الجناحين ولكنه فشل في تنفيذ هذا الأسلوب وخصوصا مع غياب الدعم والمساندة وكذلك الكثافة العددية للاعبيه في مناطق الخطورة ولهذا غابت الخطورة عنه بشكل واضح بعد تقدمه بالنتيجة.

وفي المقابل، اعتمد المالكية على أسلوب الاندفاع والتقدم عن طريق الأطراف ولكنه أيضا فشل في تنفيذ وتطبيق هذا الأسلوب في ظل اعتماده على مهاجم صريح واحد أحمد يوسف في حين بدا واضحا المساحات الخالية في صفوفه وخصوصا في منتصف الملعب، وأجبرت سلبية الفريق مدربه محمد الشملان على استخدام ورقة التغيير منتصف الشوط بخروج عبدالله مكي ودخول حسين خلف.

ونجح المالكية في السيطرة على مجريات اللعب في الربع الأخير من هذا الشوط بفضل الضغط الذي مارسه لاعبيه على منافسيهم، وسنحت للفريق فرصتان الأولى عن طريق موسى عبدالأمير الذي سدد كرة ضعيفة من داخل المنطقة أوقفها عباس أحمد دون صعوبة «34»، والفرصة الثانية كانت عن طريق قائده حسن السيدعيسى الذي توغل من الجانب الأيسر ولعب كرة عرضية أبعدها مجتبى عبدعلي «40»، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأهلي.

الشوط الثاني

جاءت بداية الشوط الثاني أفضل بكثير من سابقه وواصل خلالها المالكية أفضليته وسيطرته على مجريات اللعب بفضل اندفاع لاعبيه للهجوم في مقابل تفكك واضح في خطوط الأهلي الذي بدا التراجع واضحا على لاعبيه.

وكانت أول المحاولات في هذا الشوط من جانب المالكية عن طريق موسى عبدالأمير الذي سدد كرة ضعيفة من داخل المنطقة كان لها عباس أحمد بالمرصاد «55»، وكاد المالكية يترجم أفضليته ويدرك التعادل بعد ركلة ركنية نفذها «حمامة» وارتقى لها المدافع محمد أحمد ووضعها في المرمى إلا أن مهدي عبداللطيف كان في الوقت المناسب وأبعد خطورتها «67»، وأهدر موسى عبدالأمير فرصة مالكاوية أخرى بعد تلقيه تمريرة ولكنه سدد بعيدة عن المرمى «69». واضطر المدرب جاسم محمد لاستخدام ورقة التبديل أمام تراجع لاعبي فريقه فدخل الأردني عبدالحليم محمد بدلا من عبدالله العربي «70»، وبالمثل أجرى الشملان تبديله الثاني بدخول علي سعيد بدلا من عيسى البري «70».

هدف تعزيزي أهلاوي

ونجح الأهلي في تعزيز تقدمه بهدف ثاني بعد هجمة منظمة وتمريرات سريعة بين لاعبيه ووصلت فيها الكرة إلى بيتران الذي مررها إلى البديل عبدالحليم سددها أرضية معانقة الشباك «82»، وأهدر البديل المالكاوي علي سعيد فرصة ثمينة لتقليص الفارق بعد أن استلم كرة عرضية من حسن السيدعيسى ولكنه لعبها خارج المرمى «84»، وأنقذ عباس أحمد مرماه من هدف مالكاوي بعد ركلة ركنية لعبها «حمامة» وأكملها محمد أحمد برأسه «90»، لتنتهي المباراة بفوز الأهلي.

حضور جماهيري ضعيف

لم تشهد المباراة ذلك الحضور والزخم الجماهيري وهو ما كان متوقعا على رغم امتلاك الناديين لقاعدة جماهيرية في المملكة ربما تعتبر الأفضل بعد نادي المحرق، وعلى رغم أهمية وحساسية المباراة إلا أن الحضور اقتصر على عشرات هنا وهناك من محبي وعشاق الناديين.

ويبدو أن الظروف الاجتماعية والارتباطات كانت أهم بكثير من حضور مباراة مدتها 90 دقيقة وسط جو حار نسبيا، علاوة على المستوى الفني المتدني الذي ظهر به الفريقان، والغريب أن غالبية الجماهير وقفت خارج الملعب تشاهد المباراة وخصوصا مع وجود رسوم وقدرها دينار واحد، مفضلين البقاء خارج الملعب على دفعه حتى فتحت أبواب الملعب.

«المهاجم الخشن»

يستحق لاعب الأهلي المهاجم الكاميروني بيتران لقب «المهاجم الخشن» نظرا لعدد الأخطاء التي يرتكبها في المباراة، وبعيدا عن صحة الأخطاء من عدمها إلا أن أسلوب بيتران في اللعب يجعله عرضة لهذه الأخطاء وخصوصا أنه يعتمد كثيرا على الجانب البدني لامتلاكه بنية جسدية قوية أمام المدافعين.

وفي السياق ذاته، ربما هي المرة الأولى التي ينجح فيها محترفو الأهلي في التسجيل ويكونان سببا في ترجيح كفته بعد أن فشلا طوال مباريات الموسم في التسجيل.

هاشم: فوزنا خطوة في طريق تأمين موقفنا

أبدى لاعب الأهلي سيدحسين هاشم سعادته بتحقيق فريقه أمس الفوز على المالكية، مشيرا إلى أنها خطوة في طريق تأمين موقفه والبقاء ضمن دوري الأضواء في الموسم المقبل.

وأكد هاشم الذي غاب عن فريقه أمس بسبب العقوبة المفروضة عليه لطرده في مباراة المنامة الأخيرة في الدوري، أن الأهلي أمس لم يقدم المستوى المأمول مرجعا السبب وراء ذلك إلى الضغوط الكبيرة الموجودة على الفريق وخصوصا أن مباراتي الملحق تعتبران الفرصة الأخيرة للأهلي لتثبيت موقعه بين الكبار.

وأوضح هاشم «المهمة لم تنته حتى الآن وهناك مباراة ثانية سنخوضها أمام فريق شرس أثبت أمس أنه قادر على التفوق على أي فريق»، مطالبا زملاءه اللاعبين بضرورة الحذر والتركيز في الأيام المقبلة من أجل تجاوز المحطة والخطوة الأخيرة.

السلبية تجبر المدربين على التغيير

السلبية التي كان عليها الفريقان كانت واضحة خلال مجريات الشوط الأول ما دفع المدربين محمد الشملان وجاسم محمد في استخدام ورقة التبديل بصورة مبكرة من أجل تغيير واقع فريقيهما، وإيجاد حلول هجومية وإيجابية يستفيد منها الفريق.

وكان تغيير الشملان يرتكز في الجانب الهجومي بإخراج لاعب مدافع ودخول لاعب وسط هجومي لزيادة الفاعلية لفريقه، في حين جاء التغيير الأهلاوي تنظيميا بصورة أكبر وخصوصا في منطقة الوسط وتكتيكيا بدرجة واضحة في ظل التفوق المالكاوي في هذه المنطقة الحساسة.

مجتبى وسعيد الأفضل

يستحق لاعبا الأهلي المدافع الشاب مجتبى عبدعلي ولاعب الوسط سعيد محمد منصور لقب الأفضل في المباراة وخصوصا بعد المستوى الذي قدماه وكانا بمثابة الرئة التي تنفس بها الأهلاوية.

وتميز مجتبى صاحب الطول الفارع بالهدوء وإجادته التغطية الدفاعية وضربات الرأس، وعلى رغم افتقاده للخبرة المطلوبة إلا أنه يبدو مشروع لاعب مدافع على أعلى طراز في حال نجح في تصحيح بعض الجوانب الفردية وتعزيز قدراته الفنية.

في حين كان سعيد شعلة نشاط في منتصف الملعب وكان بمثابة ضابط الإيقاع للفريق الأصفر، ونجح في قيادة هجمات فريقه عبر تمريراته وتغييراته لإيقاع اللعب، ونجح سعيد في إهداء بيتران كرة الهدف الأول على طبق من ذهب من خلال صناعته للكرة وكذلك تحركه الأكثر من رائع بعد جملة تكتيكية.

البري: سوء الحظ والأخطاء سببا الهزيمة

قال لاعب المالكية حسن خميس البري أن فريقه يستحق الخسارة التي مني بها أمس من الأهلي وخصوصا بعد المستوى الفني غير المقنع الذي ظهر به في المباراة بحسب تعبيره.

وأرجع البري خسارة فريقه إلى سوء التوفيق والحظ الذي لازم زملاءه اللاعبين باستثمار الفرص التي سنحت لهم أمام المرمى الأهلاوي وخصوصا في الشوط الثاني الذي كان خلاله الفريق الأفضل والأخطر والأكثر وصولا للمرمى، بالإضافة إلى الأخطاء الفردية التي وقع فيها اللاعبون وأدت لاهتزاز شباك فريقه مرتين.

وأكد اللاعب المالكاوي أن الفرصة ما زالت سانحة لفريقه في المباراة الثانية التي ستقام يوم الاثنين المقبل لتحقيق هدف الصعود، مشيرا إلى إمكانية تدارك الأمور في الأيام المقبلة وتصحيح الأخطاء من أجل الظهور بالصورة المطلوبة.