قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن «تحقيق النجاح والنتائج المرجوة للجميع، وتخطي التحديات، يستلزم دائماً أن نكون يداً واحدة تسعى للخير، وتنبذ كل ما من شأنه الإخلال بمكاسبنا من عنف وممارسات سلبية، وذلك للحفاظ على توازن المجتمع واستقراره وصون انسجامه».
جاء ذلك لدى استقبال رئيسة جمهورية الهند، براتيبها باتيل، لسموه بمقر إقامتها في العاصمة الهندية (نيودلهي) أمس (الخميس).
نيودلهي - بنا
قال ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن ما يميز علاقات مملكة البحرين وجمهورية الهند هو الأساس الراسخ تاريخياًّ منذ آلاف السنين الذي دعمه موقعا البلدين الاستراتيجي والتبادل التجاري المتميز، ما فتح المجال واسعاً للعديد من فرص تعزيز التعاون والتنسيق الى وقتنا الحالي ويجب علينا أن نواصل البناء على ذلك بما فيه الفائدة المشتركة للبلدين.
جاء ذلك لدى استقبال رئيسة جمهورية الهند براتيبها باتيل لسموه في مقر اقامتها في العاصمة الهندية (نيو دلهي) في اليوم الثاني من زيارة سموه جمهورية الهند، حيث أبلغها سموه تحيات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة وتمنيات جلالته لجمهورية الهند الصديقة دوام التقدم والازدهار، معتبراً أن الروابط مع الهند مكسب استراتيجي متبادل يقدر البلدان قيمته وأهميته على مختلف المستويات.
واستذكر سموه زيارته السابقة لجمهورية الهند وما حققته من نجاح ونتائج، مشيراً سموه إلى التطلع الدائم لتعزيز التواصل والتقارب وزيادة الزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين في مختلف القطاعات لما لها من دور كبير في الدفع قدماً بزيادة أطر التعاون الاقتصادي.
وأشاد بما للهند من مكانة استحقتها دوليا والتي تأتي نتيجة ما يبذله أبناؤها من جهد وعمل دؤوب للبناء وتحقيق أفضل مستويات التطور والتنمية والانتاجية ورفد النمو.
وقال سموه إننا في مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه سعينا إلى الاستفادة دوماً من التجارب الناجحة حولنا والانفتاح عليها, وقد عشنا معاً وبنينا معاً ما نفتخر به جميعاً ونسعى ونحرص على اكمال مشواره لتعزيز موقع البحرين الذي ما كان ليكون لولا تضافر جهود جميع أبنائها.
وأضاف أن تحقيق النجاح والنتائج المرجوة للجميع وتخطي التحديات يستلزم دائماً أن نكون يداً واحدة تسعى إلى الخير وتنبذ كل ما من شأنه الاخلال بمكاسبنا من عنف وممارسات سلبية وذلك للحفاظ على توازن المجتمع واستقراره وصون انسجامه.
وتناول اللقاء المنعقد بين رئيسة جمهورية الهند وولي العهد جملة من الشئون الاقليمية والدولية واستعرض الطرفان مجالات التنسيق والتعاون الثنائي المشترك، مؤكداً سموه حرص مملكة البحرين على التنسيق مع جمهورية الهند فيما يتعلق بالنطاق الثنائي بين البلدين وكذلك على المستوى الدولي.
وأعرب سموه عن الشكر والتقدير للدعم الكبير الذي أبدته جمهورية الهند لمملكة البحرين خلال الظروف التي مرت بها، كما نوه بالدور الذي تقوم به الجالية الهندية في مملكة البحرين من إسهام مشكور يدعم الجهود التي يقوم بها أبناء البحرين لتعزيز مسيرة التنمية والتطور في البحرين.
من جانبها، شكرت رئيسة جمهورية الهند قيادة مملكة البحرين على ما توليه من رعاية واهتمام بالجالية الهندية المقيمة ومن حرص على أمنها، متمنية لمملكة البحرين بقيادة جلالة الملك النجاح والتوفيق في جميع مساعيها وجهودها لتخطي آثار الفترة الماضية، حيث تعد البحرين شريكاً مهماًّ تدعمه الهند وتحرص على استقراره وأمنه و ازدهاره. و أبلغت الرئيسة سمو ولي العهد ايصال تحياتها إلى جلالة الملك وتمنياتها للبحرين دوام التقدم والازدهار.
ورحبت الرئيسة بزيارة ولي العهد التي من شأنها تعزيز أوجه التعاون الراسخة بين البلدين الصديقين وتقوية الاستفادة من المزايا التي يتمتع بها البلدان وتفعيل المزيد من مجالات العمل المشترك.
حضر اللقاء وزير العمل جميل محمد حميدان ووزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد بن محمد و مستشار الشئون الاقتصادية و السياسية بديوان سمو ولي العهد، الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة ومدير العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية ظافر أحمد العمران وسفير مملكة البحرين لدى جمهورية الهند محمد غسان شيخو وسفير جمهورية الهند لدى البحرين موهان كومار.
إلى ذلك، أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لدى لقائه مع رئيس وزراء جمهورية الهند مانموهان سنغ على أن ما توليه مملكة البحرين وجمهورية الهند من دعم مشترك لمواصلة استشراف فرص التعاون والتنسيق الثنائي من شأنه أن يبني جسوراً صلبة وأطراً متينة لتحقيق المزيد من النتائج الايجابية في العلاقات الثنائية ما بينهما.
و قال ان ما تتميز به القطاعات المختلفة في مملكة البحرين من مزايا سواء على المستوى الداخلي أو الاقليمي جعل من البحرين بوابة عبور مهمة استفاد منها العديد من الشركاء الاقليميين، وتأتي جمهورية الهند الصديقة لتتبوأ مكانة مميزة في تبادل المزايا و الامكانات على المستوى الثنائي كشريك نقدره ونثمن تفاعله في البحرين.
وأضاف سموه أن ما تم توقيعه خلال زيارته الحالية لجمهورية الهند من اتفاقيات ثنائية ما هو الا تواصل للسعي المشترك من البلدين لتعزيز العمل المشترك بينهما على المستويين الرسمي والخاص، مثمناً مواقف الهند الداعمة للبحرين، مؤكدا أن ديمومة الاصلاح والمحافظة على مسيرته ليس بالعملية السهلة لكنه التزام تمسكت به مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه كنهج لتحقيق ما فيه خير ومصلحة الوطن وأبنائه.
من جهته ، أبلغ رئيس الوزراء الهندي تحياته لجلالة الملك ورئيس الوزراء، مشيدا بالخطوات التي تتخذها مملكة البحرين للمحافظة على مسيرة التنمية والاصلاح، ومؤكدا الثقة بقدرتها على تحقيق نتائج ايجابية في هذا المجال وصون أمنها واستقرارها ، الذي تدعمه جمهورية الهند في اطار التزامها بعلاقتها الوطيدة مع مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي.
وشكر رئيس الوزراء الهندي مملكة البحرين على الاجراءات والخطوات التي اتخذتها لتعزيز حقوق القوى العاملة المقيمة، مقدراً الرعاية التي تحظى بها الجالية الهندية في البحرين.
...ويؤكد أهمية المحافظة على التنسيق والتعاون بين البلدين
من جانب آخر، اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في لقائه مع نائب رئيس جمهورية الهند محمد حسن أنصاري بمقر اقامته الرسمي أن قوة ومتانة العلاقات التاريخية ما بين مملكة البحرين وجمهورية الهند الصديقة يضاعف من أهمية المحافظة على الزخم في التنسيق والتعاون بين البلدين وتعزيزه في جميع الجوانب لتدرك هذه العلاقة المتميزة امكانياتها كاملة.
واعتبر سموه أن الموازنة بين الاحتياجات الفعلية للبحرين وطبيعة مجتمعها ومسار التنمية الذي تتخذه مع المحافظة على روح البحرين الجامعة الموحدة هو الصيغة الأمثل لتحقيق مزيد من التقدم و الاستقرار للبحرين.
و قال ان المملكة كغيرها من بلدان العالم مرت بالتحديات من قبل لكنها بفضل الله وحرص قيادتها وشعبها على صون مصلحة الوطن والحفاظ عليه ستتمكن من تجاوز آثارها، معرباً سموه خلال اللقاء عن التقدير الكبير للجالية الهندية المقيمة في البحرين التي أعطت الكثير باخلاص وتفانٍ، لتعكس حضارة وثقافة بلدها برقي.
و في لقاء سموه مع وزير الشئون الخارجية اس ام كريشنا، أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن تنوع مجالات التعاون والتنسيق بين مملكة البحرين وجمهورية الهند هو تطور طبيعي لامتداد الروابط التاريخية بين البلدين الصديقين، مشيرا الى حرص البحرين على تعزيز التنسيق مع الهند على المستويات الثنائية والاقليمية والدولية.
و قال ان الاهتمام المتبادل بين مملكة البحرين وجمهورية الهند لتنمية العلاقات بينهما يترجم جليا من خلال النشاط المشترك بين مختلف القطاعات في البلدين وتنامي معدله باستمرار، معرباً سموه عن تقديره لموقف جمهورية الهند الداعم لاستقرار وأمن مملكة البحرين وما أبدته الجالية الهندية المقيمة من التزام ومشاعر تضامن طيبة خلال الفترة الماضية.
من جانبه، أكد وزير الشئون الخارجية بجمهورية الهند الحرص الدائم لبلاده على تدعيم أطر التعاون والتنسيق مع مملكة البحرين في جميع المجالات، مشيرا الى ما تشكله مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي من أهمية استراتيجية كبيرة للهند نظرا إلى علاقات الصداقة التاريخية الممتدة، ما يجعل الهند تولي اهتماماً كبيراً باستقرار وأمن هذه المنطقة الحيوية.
هذا وقد حضر ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مأدبة عشاء أقامها نائب رئيس جمهورية الهند على شرف سموه والوفد المرافق، وتم على هامش المأدبة توقيع مذكرتي تفاهم بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، حيث قام وزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد بن محمد ووزير الدولة للشئون المالية نامو نارايان بتوقيع مذكرة تفاهم عن معلومات الضرائب، كما قام سفير مملكة البحرين لدى الهند محمد غسان شيخو ووكيل (الشرق) بوزارة الخارجية الهندية سانجاي سنغ بتوقيع مذكرة تفاهم عن التعاون في مجال تقنية المعلومات.
العدد 3555 - الخميس 31 مايو 2012م الموافق 10 رجب 1433هـ
الجريده الاولى
جريدة الوسط هي جريدتي الاولى اخبارها الاخبار الصادقه