العدد 3554 - الأربعاء 30 مايو 2012م الموافق 09 رجب 1433هـ

زوار جنيف!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

كم كان مشهداً مؤملاً للبحرينيين وهم يرون خيرة الكفاءات الوطنية تتصدر الجالسين على مقاعد جلسة المراجعة الأممية لملف البحرين الحقوقي في جنيف قبل أيام لتتحدث عن الانتهاكات التي طالتها على مدى أشهرٍ والمحاكمات التي مازالت جارية للكثيرين منهم.

المؤلم حقيقة هو أن ترى طبيباً استشارياً ومعلماً واقتصاديا ومهندساً وصحافياً، بدل أن يكونوا في مواقع عملهم يعالجون مرضاهم ويدرسون طلابهم، ويبنون مجد هذا الوطن، نراهم في جنيف يسردون أمام العالم ما حصل لهم من انتهاكات، بدءاً من زيارات الفجر التي طالتهم، مروراً بما جرى عليهم في المعتقلات، وليس انتهاء بالتضييق الممارس عليهم حتى الآن بعد خروجهم من السجون، وفصلهم من أعمالهم واستمرار محاكماتهم على قضايا تتعلق بحرية التعبير والرأي.

نقول لمن يهاجم هذه الكفاءات التي تفخر بها البحرين، ويتهمها في وطنيتها، ألم تسألوا أنفسكم لماذا تحمل كل هؤلاء العناء للوصول إلى جنيف، هل لأنهم لا يحبون وطنهم؟ قطعاً لا، فحبهم لبلدهم أصلاً هو من دفعهم دفعاً للذهاب هناك وسرد ما جرى عليهم من انتهاكات حتى لا تعاد من جديد على غيرهم من أبناء وطنهم.

وفي المقابل نجزم أن الوفد الحكومي لم يكن ضعيفاً، بل نعتقد أنه قدم أقصى ما يمكن تقديمه، لكن المشكلة ليست في أسماء من تم اختيارهم للتمثيل الرسمي في جنيف، بل القضية أنك لا تستطيع أن تحجب ضوء الشمس بالأوراق، حتى لو كان عددها بالآلاف.

ما جرى من انتهاكات على المواطنين البحرينيين طيلة أشهر ومازال بعضه مستمراً، كان أكبر من أي دفاع حكومي أو هجومٍ أهلي، أعضاء الوفد الأهلي لم يتحدثوا عن أشياء لم تحدث أو من نسج خيالهم، إذن من قام بتلك الأفعال المشينة على المواطنين هو من شوّه سمعة البحرين وأساء إليها.

اللافت أن المجتمع الدولي من شرقه إلى غربه بشماله وجنوبه، كان عليماً بتفاصيل دقيقة عن الوضع المحلي وما فيه من انتهاكات، فهل كان أحدٌ يتوقع أن تجري كل تلك الانتهاكات على صفوة المجتمع البحريني خلسة ودون أن يعلم بها أحد، وهل ظن من ظن أن استهداف الأطباء والصحافيين والمعلمين والمهندسين والطلاب سيبقى مخفياً في عتمة الليل الذي تم اعتقالهم فيه أو تغييبهم فيه في المعتقلات!

بعد ما جرى في جنيف، نعتقد ليس هناك منتصر أو مهزوم، الخسارة تكبدها البلد بعد أن تكلم العالم بلسانٍ واحد أظهر فداحة ما حدث في البحرين، والحل اليوم ليس مهاجمة من تحدثوا للعالم بما جرى عليهم من انتهاكات، بل الحل يكمن في وقف الانتهاكات ومحاسبة من فعلها وقام بها.

من يحب البحرين ولا يرضى بتشويه سمعتها هو الذي يعلن على الملأ رفضه لكل الانتهاكات التي طالت المواطنين بمختلف فئاتهم، ويعترف بما جرى من انتهاكات ويعالجها، ويرفض تكرارها، ويؤمن أن البحرينيين يستحقون الحرية والديمقراطية، بذلك تصان سمعة البحرين وكرامة شعبها، وليس باتهام الآخرين في وطنيتهم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3554 - الأربعاء 30 مايو 2012م الموافق 09 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:00 ص

      أنين

      وجع _ بكاء _ ألم _ فراق _ عذابات لانهاية لها لا أحد يستطيع تصور حجم تلك الاوجاع والمحن التى ابتلى بها هذا الشعب الصابر _ لا احد يتخيل مقدار الكراهية والتشفى فى داخل تلك النفوس المريضة _ لذا سيحين باذن الله فجر يبدد كل الخطوب والمصائب وسنصدح بموال الصبر وانشوده الحرية بكل شموخ واباء

    • زائر 7 | 3:54 ص

      المسألة ليست في كفاءة الوفد الرسمي

      الوفد الرسمي يتم اختياره بعناية فائقة ليمارس و ينفذ ما يطلب منه بالصورة المطلوبة ومؤهل للقيام بالدور المطلوب لكن مع كل مرة يعود الوفد بما لا تشتهي السفن وينقلب السحر ويحاسب الوفد فلا رد له سوى انني بذلت ما في وسعي لكن الامر كان كبيرا واكبر

      منا فلم نستطع طمس ما كشف للعالم

      الوفد يغير أفراده في كل مرة لكن النتيجة واحدة

      الخيبة الخيبة

    • زائر 5 | 1:50 ص

      ما سمعناه يدمي القلب منهم ومن الرموز ( ويردوننا ننسى )

      والله لن نسامح كل من اعتدى على عرض او انتهك حق او تجرأ على هدم مسجد ، ولن نغفر لهم تلك الجرائم البشعة ، ومن يخرج منهم يريد الأعتذار ويخرج علينا زعيم الفتنة يقول انقطع الحوار بين الطائفتين ، انقطع الحوار معه هو بل انقطع حبل المودة بيننا وبينه لتحريضه علينا ، ولكن لم ينقطع الحبل بأخواننا في الوطن ، وليعلم هذا ومن تبعه بأن ما قيل في جنيف هو قليل من كثير لا يعلمه الا الله فهناك من نكل به ولم يعلم أحد به أو يسمع عنه .

    • زائر 3 | 1:30 ص

      مؤامرة ضد البحرين

      يبدو بأن الدول الأوروبية باتت تدور في فلك إيران!!

    • زائر 2 | 1:18 ص

      الدنيا بالمقلوب

      البعض لا يعي وجود البعثات الدبلوماسية والطلاب والصحافيين والتجار وغيرهم ممن يدونون ما يرون أمامهم وما يسمعون عند زيارتهم لأي بلاد في الدنيا. وجزء كبير من عمل البعثات الدبلوماسية هو متابعة الأحداث والصحافة وإرسال التفاصيل لبلدانهم وهناك تكتب التقارير السنوية وأشهرها تقرير الخارجية الأمريكية.
      فردهم دائما يكون أن هذه الجهات تسمع لطرف واحد فقط!!! وهو عين الغباء.

اقرأ ايضاً