قال ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن مملكة البحرين تنظر باحترام وتقدير كبير لقصة النجاح الهندية التي دمجت بين الاستغلال الأمثل للمصادر الوطنية وتنمية الاقتصاد المعرفي والتقني وتعزيز القدرات والخبرات والكفاءات.
وأشار سموه لدى لقائه حاكم ولاية مهاراشترا، كاتيكال شانكارا نارايانان، بمقر اقامة الحاكم في اليوم الأول من زيارة سموه لجمهورية الهند، الى سمة مهمة تشكل احدى ركائز القوة لدى الهند وشعبها، ألا وهي قدرتها على اعلاء قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل في مجتمع يتميز بالتنوع الديني والثقافي، جاعلة مصلحة الوطن العليا والأخوة تحت رايته اطاراً لصون البلد ودفع مسيرة نموه وازدهاره قدما لتحقيق الخير والفائدة للجميع.
ونوه سموه الى أن ما يميز علاقات الصداقة التاريخية المتميزة بين مملكة البحرين وجمهورية الهند هو من منطلق ايمان البلدين بان أبواب الفرص مفتوحة على الدوام للاستمرار في تطوير التعاون في جميع المجالات الاقتصادية، إذ تعتز المملكة ودول الخليج كافة بالتقارب الكبير في العلاقات مع الهند بما تمثله من قيمة اقليمية ودولية متنامية.
وأشاد بالأهمية الكبيرة لجمهورية الهند ولمومبي العاصمة الاقتصادية بشكل خاص، اذ انها طالما عرفت بموقعها المتميز لدى البحرين ودول الخليج كافة منذ قرون، مما نراه يواصل انعكاسه في الأوجه التجارية والصناعية وما له من لمسات في ثقافتنا ومجتمعنا وتاريخنا.
وقال سموه ان الحرص الذي توليه مملكة البحرين لتنمية التعاون والتنسيق مع جمهورية الهند لا ينحصر فقط في النطاق الرسمي، إذ ان القطاع الخاص بمختلف تخصصاته ينشط بشكل كبير في الاسهام في رفد هذه العلاقة وتعزيز نموها، ولذا تعمل الجهات الرسمية في مملكة البحرين على دعم هذا التوجه وانعكاس ايجابياته على التعاون الثنائي على مختلف المجالات والقطاعات.
من جانبه، رحب حاكم ولاية مهاراشترا، كاتيكال شانكارا نارايانان، بزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى التي تأتي كدفعة جديدة للروابط الوثيقة بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، معربا عن تطلعه لزيادة آفاق التعاون الاقتصادي بين مملكة البحرين والقطاع التجاري والصناعي في مومبي.
وكان صاحب السمو الملكي قد حضر في وقت سابق من يوم امس الاربعاء (30 مايو/ ايار 2012) غداء عمل أقامه مجلس التنمية الاقتصادية في فندق قصر تاج محل ضم عددا من المسئولين في مملكة البحرين وجمهورية الهند وممثلي القطاع الخاص في البلدين.
ونوه سموه بالشراكة الممتدة بين القطاعات التجارية والصناعية في البلدين والحرص المشترك على تعزيزها ومواصلة تطويرها على الأسس الراسخة التي تشكلها العلاقات التاريخية الوطيدة والتعاون الحالي بين البلدين، ما يؤطرها كون الهند الشريك التجاري الرابع للمملكة بالنسبة للصادرات الى دول العالم وكذلك العديد من الاتفاقيات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وقال سموه إن الامكانات الهائلة والموقع العالمي الرائد الذي تمتلكه الهند والفرص الواسعة في أسواق الخليج ذات القيمة الكبيرة يشكلان معا أرضاً خصبة لمواصلة نمو التعاون بين البحرين والهند.
واضاف انه رغم أن الهند زاخرة بالعديد من المدن التجارية الاستراتيجية المهمة التي عرفت على مدار التاريخ، فإن مومبي ارتبطت لدى البحرين بصلات متبادلة خاصة حيث كانت وجهة اقليمية مفضلة لتجار البحرين والخليج يقصدونها بحرا وتتواصل أهميتها في وقتنا الحالي مع صعود نجمها عالمياً.
وقد ألقى رئيس الصيرفة الدولية والأعمال الصغيرة والمتوسطة في بنك أي سي أي سي أي، فيجاي تشاندكوك، كلمة ترحيبية أكد فيها الحرص على توطيد علاقات التعاون مع البحرين، مشيرا الى ما تشكله البحرين من محطة مهمة لمؤسسته وللوصول للسوق الخليجية التي تمثل أهمية كبرى في الاقتصاد الاسيوي.
ثم ألقى رئيس مجلس الادارة المؤسس لشركة ناسكوم للحلول التقنية ورئيس مجلس ادارة اونوارد تكنولوجيز، هاريش ميهتا، كلمة أعرب فيها عن تطلع الشركات العاملة في مجال تقنية المعلومات للبحث عن فرص للتعاون مع الشركات العاملة بمملكة البحرين.
بعدها تحدث وزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد في كلمة تناول فيها تنامي الأهمية الاقتصادية والتجارية لآسيا والعودة اللافتة للحديث عن «طريق الحرير» والامكانات الواعدة التي تمتلكها المنطقة لاحراز النمو والفرص والموقع المهم الذي تمتلكه الهند بالنسبة لمملكة البحرين ولدول الخليج العربي منذ القدم في التجارة، ويأتي حلول الخليج كأكبر شريك تجاري للهند كدلالة بارزة على هذا الموقع.
وقال انه اضافة الى ما تشكله العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الهند من أهمية للبحرين ومجالات التعاون التنسيق والتعاون بينهما، فإنه من الجدير الاشارة الى الدور المشكور للقوى العاملة الهندية المقيمة في البحرين وما ساهمت به الى جانب الموارد البشرية الوطنية الكفوءة من اسهام ملموس في بناء اقتصادنا.
وأعرب الوزير كمال أحمد عن تطلع مملكة البحرين المستمر الى تدعيم أطر التعاون مع جمهورية الهند في جميع القطاعات الاقتصادية والاستفادة من العوامل والأرضية الواعدة لتحقيق ذلك والاستفادة المشتركة من المزايا في البلدين.
وتم في الختام توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة البحرين واتحاد غرف صناعة وتجارة الهند لاعلان انشاء مجلس الأعمال البحريني الهندي، وقعها رئيس المجلس من الجانب البحريني عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال خالد الأمين ورئيس المجلس من الجانب الهندي عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد غرف صناعة وتجارة الهند نيتين جوشي.
من جانب آخر، التقى سمو ولي العهد رئيس مجلس ادارة شركة تاتا، راتان تاتا، ونائبه سايروس بالونجي ميستري ورئيس مجلس الادارة التنفيذي لشركة جاي بي اف، باغيرات آريا، والمدير المالي التنفيذي للشركة، بي ان تاكور، والرئيس التنفيذي لشركتي ان انمسي للرعاية الصحية ويو ايه إي للصرافة، بي ار شيتي.
وتناولت اللقاءات مستوى التعاون بين البحرين والهند والأنشطة التي تقوم بها هذه الشركات في مملكة البحرين وفرص توسعها، حيث أشاد سموه بأداء هذه المؤسسات الرائدة وما يضيفه وجودها في مملكة البحرين من مكاسب وفائدة مشتركة.
من جانبهم، أعرب مسئولو الشركات عن تقديرهم لزيارة سمو ولي العهد ودوره في دعم نمو القطاع الاقتصادي في مملكة البحرين التي تشكل نقطة اقليمية مهمة بالنسبة للمؤسسات الهندية معربين عن تطلعهم لتدعيم مستويات التعاون مع مختلف القطاعات في المملكة.
وعلى هامش زيارة سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى الى جمهورية الهند، عقد وفد ممثلي القطاع الاقتصادي والتجاري في المملكة سلسلة لقاءات نظمها مجلس التنمية الاقتصادية مع ممثلي كبريات الشركات والمؤسسات الهندية لتعزيز التعاون ومناقشة فرص العمل المشترك.
العدد 3554 - الأربعاء 30 مايو 2012م الموافق 09 رجب 1433هـ